يموج العالم الاسلامي بأسره بفتن تضطرم نيرانها، وبلابل تقلق وتحير الحكماء، واقع يكاد ان يعمي بصائر الخاصة بل العامة، كثر فيه القيل والقال والتخرص في مسائل عظام يحترق من الولوغ فيها الأخضر واليابس، ويندب السكوت فيها بل يجب على العامة وصغار طلبة العلم، وإذ إن الفتن تظهر للناس بمظاهر خداعة تثير شهوة الخوض فيها لم يسلم من ذلك بعض طلبة العلم فضلا عن العامة ومن ثم يستحسن التذكير على رؤوس اقلام بما ينبغي ان يكون عليه المسلم في هذه الاحداث فأقول مستعينا بالله:
ينبغي للمسلم ما يلي:
1 ـ الإحاطة بسبيل السنة ومنهج السلف في التعامل مع الحكام، والعمل وفق ذلك.
2 ـ كف اللسان عن الخوض في القضايا والاحداث السياسية والفتن، وخاصة تلك المتعلقة بالدول والعلاقات فيما بينها الا بما يحقق المصلحة العامة ويقطع دابر الفتنة من النصح لعامة المسلمين.
3 ـ تجنب الإشاعات وترويجها بما يزيد سعار الفتن ويلهب نيرانها.
4 ـ رد المسائل والقضايا الى أولي الأمر الحكام وكبار العلماء الذين بيدهم الحل والعقد، وهم من ولاهم الله أمور الرعية امتثالا لقول الله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ).
5 ـ ترك الخوض في شؤون الدول الأخرى وإطلاق العنان بالحديث عنها وحكامها والنيل منهم؛ لأن ذلك ذريعة الى الرد بالمثل، والتراشق بين الشعوب والفرقة بينها، وانتهاك الحرمات والأعراض، فيجب سد هذا الباب، ويدخل هذا في سد ذرائع الفساد الذي استدل له أهل العلم بقوله تعالى: (وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ).
6 ـ الثقة في جهود ولاة الأمر من الحكام والعلماء، وترك الأمر إليهم يضيق أسباب اتساع الفتن ويفتح سبل علاجها.
نسأل الله أن يعيد لهذه الأمة أمنها واستقرارها، وأن يطفئ نار الفتن، ويرد كيد الاعداء في نحورهم، انه سميع قريب مجيب.