«لا تَسُبُّوا أصْحابِي، لا تَسُبُّوا أصْحابِي، فَوالذي نَفْسِي بيَدِهِ لو أنَّ أحَدَكُمْ أنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، ما أدْرَكَ مُدَّ أحَدِهِمْ، ولا نَصِيفَهُ».
يبين الحديث النبوي كبيرة من كبائر الذنوب، هي سب صحابة رسول الله فهم صفوة أفضل أهل الأرض بعد الأنبياء والرسـل، فهم وُجدوا فـــي أحسن العصور عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الحديث دلالة على معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولمَ سيـــقع بين الصحابة رضوان الله عليهم من خلافات جراء اختلاف وجهات النظر، فقال بتحريم من يسب صحابي من صحابته، والحكم على أعمالهم، فما هم إلا بشر يسيرون وفق ما يرونه صحيحا، فأمام المسلم أمرين: إما أن يمدحهم، وإما يسكت عنهم، إذا ما احس أنهم أخطأوا في أمر ما.
والصحابة رضوان الله عليهم هم خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين علما وعملا وتصديقا وصحبة لرسول الله ﷺ، وجهادا في سبيل الله والدعوة إلى دينه، وسبقا إلى كل خصلة جميلة، فبلغوا الغاية في العلم والفضل والمعروف منزلة لم يبلغها أحد قبلهم ولا بعدهم، اصطفاهم الله لتلقي التنزيل، وصحبة النبي الكريم، والعمل بالدين القويم، فكانوا في جميع أمور حياتهم على الصراط المستقيم، فأثنى الله عليهم بحسن الإيمان، وسلامة المنهاج، وسداد القول، وصالح العمل، وكمال الخلق، وأخبر برضاه عنهم، ووعدهم بجنات النعيم، وقد اجتمع لهم تزكية الله تعالى وثناؤه، ومحبة نبيه ﷺ وذكره لفضائلهم.
وكان علماء الإسلام يؤكدون في كتب العقائد على مكانة الصحابة في الأمة، ويذكرون فضلهم وأثرهم، مع الدفاع عن أعراضهم وحماية حياضهم، فهم بطانة رسول الله ﷺ وخاصته وحملة رسالته، فدخلوا التاريخ من أوسع أبوابه، ونالوا بذلك ذرى المجد والشرف والسبق للعلا بكل أسبابه، واستحقوا استمرار ذكرهم، وذكر فضائلهم إلى يوم القيامة استحقاقا تاما كاملا.