المرض وتكفير الذنوب
الأخت فاطمة ج.م تقول في سؤالها: هل في المرض تكفير للذنوب؟
٭ نعم يا أختي، هناك أحاديث صحيحة تبين ان المرض يكفر السيئات ويمحو الذنوب وهي كثيرة ومنها ما رواه البخاري ومسلم قال: «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن حتى الشوكة يشاكها الا كفّر الله بها من خطاياه».
وروى البخاري عن ابن مسعود قال: «دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك «يتألم» فقلت: يا رسول الله توعك وعكا شديدا، قال: «أجل اني أوعك كما يوعك رجلان منكم»، قلت: ذلك ان لك أجرين، قال: «أجل ذلك كذلك، ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها الا كفّر الله بها سيئاته كما تحط الشجرة ورقها»، فهذان الحديثان صريحان في ان المرض يكفر الذنوب ويمحو السيئات، ولكن ينبغي على المريض ان يصبر عند المرض حتى يؤجر ويكون خيرا له، فقد روى مسلم عن صهيب بن سنان ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عجبا لأمر المؤمن ان أمره كله له خير ـ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ـ ان أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له».
بيع الذهب بالذهب
ما حكم من يشتري مصاغ ذهب جديد بمصاغ ذهب قديم مع زيادة نقدية؟ علما ان المصاغين متماثلان وزنا؟ والجاري في تجارة الذهب ان التاجر الذي يشتري مصاغا جديدا يدفع فيه قيمة وزن الذهب كما هو سعره في السوق، وايضا قيمة الصياغة، وهي هنا الزيادة التي يأخذها بائع المصاغ الجديد، فهل هذا البيع جائز ام يدخل في النهي الوارد في الاحاديث المعروفة في هذا الباب؟
٭ إن هذا البيع المشار إليه في السؤال يدخل في النهي الوارد عن بيع الذهب بالذهب متفاضلا، والطريقة الصحيحة لمثل هذه المبادلة التي يجري العمل بها هي:
بيع الذهب غير المصوغ بالعملات النقدية ثم شراء الذهب المصوغ بالعملات النقدية ايضا اي لابد من اجراء عقدين منفصلين، وقد ورد في نحو هذه المعاملة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روي ما نصه «ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا على خيبر فجاءه بتمر جنيب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكلّ تمر خيبر هكذا؟ قال: لا والله يا رسول الله: انا نأخذ الصاع من هذا بالصاعين، والصاعين بالثلاثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفعل، بع الجميع بالدراهم، ثم ابتع بالدراهم جنيبا» رواه البخاري. والجنيب: هو الذي اخرج منه حشفه ورديئه، وهو الذي لا يخلط بغيره، بخلاف الجمع، والجمع: هو التمر المختلط، ولابد من التقابض في المجلس، والله أعلم.