يقدم د.وليد الربيع رسائل ونصائح للمرأة المسلمة تنفعها في حياتها، مؤكدا أن النساء شقائق الرجال وأن التكاليف الشرعية قد اشترك فيها الرجل والمرأة.. فماذا قال؟
يقول د. الربيع إن الباعث على هذه النصائح للأخت المسلمة أمران، الأول: حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة» والثاني: ما يلاحظ على بعض الأخوات المسلمات من أمور تخالف هدي الدين في أحكام النساء من جهة وتنافي آداب طالبة العلم الشرعي من جهة أخرى، ولا يفهم من هذا التنبيه ان كل المسلمات بهذه الصفة فهناك الكثير على مستوى رفيع من الدين والأدب والعلم مع حسن السمت وكريم الخلق.
مسؤوليات كبيرة
وزاد: والأخت المسلمة تنتظرها مسؤوليات جسام ويُتأمل منها القيام بدور بارز في المجتمع ولقد قرر الشرع اشتراك الرجال والنساء في التكاليف الشرعية والمسؤولية الدينية، قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وغيرها من الآيات الكريمة التي تؤكد عموم الخطاب الشرعي للمكلفين من الرجال والنساء.
أما الاشتراك في الحساب والجزاء فقال تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض....) وغيرها من الآيات.
الخطورة جسيمة
وانتقل د.الربيع الى ان مسؤولية المسلمة مضاعفة ففي الحديث «يا معشر النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار، فقلن: وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللعن وتكفرن العشير» وفي الحديث يبين الخطر العظيم الذي يهدد النساء بسبب ذنوبهن فعلى المسلمة ان تزكي نفسها بالصفات الحميدة وموجبات المغفرة والرحمة مع قيامها بواجبها الدعوي من تحذير المسلمات من اسباب الوقوع في النار.
خمسة أمور
وحدد د.الربيع الدور المطلوب في خمسة أمور، أولها أن تكون المسلمة متعلمة العلم الشرعي وأن يكون من أولوياتها العناية بالقرآن الكريم حفظا وتجويدا، وثالثا: أن تكون المرأة عابدة فزينة العلم «العمل الصالح» فهو ثمرة العلم وفائدته وقد ذم الله تعالى الذين لا يعملون بعلمهم فقال: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).
والعبادة معنى واسع فأداء النوافل في الصلاة والصيام والصدقة من العبادة، قراءة القرآن والمحافظة على الذكر والدعاء من العبادة، حسن الخلق وصلة الرحم والقيام بحق الزوجة وتربية الأبناء من العبادة.
وعن المسؤولية الثالثة للمرأة قال د.الربيع: على المرأة ان تكون داعية، وهذا من بركة الله على العبد وتوفيقه له.
المربية والقدوة
وعن الأمر الرابع قال د.الربيع: على المسلمة أن تكون مربية فوظيفة المرأة الأولى هي تربية الأطفال وهي مهمة عظيمة لمن يحمل رسالة ومبدأ يريد غرسه في أجيال المسلمين، وأكد ان مهمة المسلمة الداعية في هذا المجال أعظم إذ انها قد حصلت من المفاهيم الشرعية والأحكام الدينية ما يجعل مهمتها اسهل ومسؤولياتها اعظم في توصيل هذا العلم لأبنائها وأسرتها.
وعن الأمر الخامس قال: لابد ان تكون المسلمة قدوة فإن الهدي الصالح والسمت الصالح جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة، والسمت هو الهيئة ويطلق على السكينة والوقار، فمراعاة الهيئة الإسلامية والصبغة الخاصة من الحشمة والوقار والسكينة والخلق الرفيع والبعد عن سفاسف الامور مطلوب شرعا، حيث ان كثيرا من الناس يتوقف في قبول الحق حتى يراه واقعا ماثلا امامه، فالقدوة الصالحة من اعظم وسائل الدعوة وقد جعل الله عزّ وجلّ رسوله قدوتنا في كل مجالات الخير، في العبادة والزهد والورع والصبر والشجاعة وحسن الخلق وهكذا صحابته الكرام من بعده، وهكذا ينبغي ان يكون اتباعه على مثل هديه وسمته من السكينة والوقار.