سئل أعرابي عن أحسن النساء؟ فقال: أفضل النساء: أصدقهن إذا قالت، التي إذا غضبت.. حلمت، وإذا ضحكت.. تبسمت، وإذا صنعت شيئا أجادته، التي تلتزم بيتها، ولا تعصي زوجها، العزيزة في قومها، الذليلة في نفسها، الودود. الولود، وكل أمرها محمود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بنسائكم من أهل الجنة: الودود، الولود، الغيور على زوجها، التي إذا آذت أو أوذيت جاءت حتى تأخذ بيد زوجها ثم تقول: والله لا أذوق غمضا حتى ترضى عني، هي في الجنة، هي في الجنة، هي في الجنة» ومعنى الجملة الأخيرة غمضا: أي لا أنام ولا يستريح لي بال. أسوأ النساء: قيل لأعرابي: صف لنا شر النساء؟ فقال: شرهن.. الممراض، لسانها.. كأنه حربة، تبكي من غير سبب، وتضحك من غير عجب، كلامها وعيد، وصوتها شديد، تدفن الحسنات، وتفشي السيئات، تعين الزمان على زوجها، ولا تعين زوجها على الزمان، إن دخل خرجت، وإن خرج دخلت، وإن ضحك بكت، وإن بكى ضحكت، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلى لسانها بالزور، ..وسال دمعها بالفجور، ابتلاها الله بالويل والثبور.. وعظائم الأمور، هذه هي شر النساء.
الحديث الوارد في هذا المقال صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أنه قال: «ألا أخبركم برجالكم في الجنة؟ النبي في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر ـ لا يزوره إلا لهج ـ في الجنة».
«ألا أخبركم بنسائكم في الجنة؟ كل ودود ولود، إذا غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها، قالت: هذه يدي في يدك، لا أكتحل بغمض حتى ترضى».
روي من حديث أنس وابن عباس وكعب بن عجرة رضي الله عنهم.
أخرجها النسائي في الكبرى (5/361) والطبراني في الكبير (19/14) والأوسط (6/301) (2/242) وأبو نعيم في الحلية (4/303) وقال الشيخ الألباني: إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، غير أن خلفا كان اختلط في الآخر.. لكن للحديث شواهد يتقوى بها. «السلسلة الصحيحة».(287، 3380)
قال المناوي رحمه الله: «(الودود): بفتح الواو، أي المتحببة إلى زوجها، (التي إذا ظلمت) بالبناء للمفعول، يعني ظلمها زوجها بنحو تقصير في إنفاق أو جور في قسم ونحو ذلك، قالت مستعطفة له:
«هذه يدي في يدك» أي: ذاتي في قبضتك «لا أذوق غمضا» بالضم أي: لا أذوق نوما.