انه حسان بن النعمان بن عدي بن بكر بن مغيث بن عمرو من رجالات الشام، وكان غسانيا من اولاد الملوك، وقد اشتهر بلقب الشيخ الامين، وهو من القادة الافذاذ الذين كتبوا تاريخ حياتهم بأحرف من نور في تاريخ الامة الاسلامية والامم الاخرى، فهو يعد من عظماء القادة الفاتحين.
بعد استشهاد عقبة بن نافع، ارسل عبدالملك بن مروان الى واليه على مصر وكان حينذاك حسان بن النعمان يطلب منه ان يتجهز لمواصلة طريق عقبة بن نافع، واطلق يديه في اموال مصر وامره بان يعطي منها من معه ومن ورد اليه في مصر من الناس وامره ان يخرج الى جهاد افريقيا ببركة الله، فأطاع حسان التعليمات ونفذ التكليفات، فأتم الاستعداد حتى انتصر عليهم وارتاع الروم لذلك، وفر الكثير منهم الى صقلية والاندلس، وهرب الباقون الى انحاء المغرب، ثم استعان القائد حسان بن النعمان بالبربر المناصرين للمسلمين في هدم اسوار قرطاجنة العام 74هـ فأصبحت لا تخفي عدوا.
اما البربر، الذين رفعوا لواء العصيان، فقد حاربهم حسان بن النعمان ولحق بهم مع فلول الرومان ودارت معركة هائلة بين الطرفين عند سفطورة وكان النصر فيها حليف حسان وجنده، وفر المنهزمون الى باجة وبونه بعد ان كسرت شوكتهم وفل عزمهم.
وقد اشرك القائد حسان بن النعمان البربر عند تنظيمه للبلاد داخليا وساوى بينهم وبين العرب في العطاء، فانتشرت المحبة بينهم واقام المدارس بجوار المساجد، فانتشرت اللغة العربية جنبا الى جنب مع انتشار الاسلام.