قال الله تعالى (ولا تجسسوا)، فالله تعالى حرم التجسس واعتبره من الكبائر، وهو البحث في الامور السرية او الاستماع لحديث القوم وهم له كارهون، فهذا حرام، فلا تبحثوا عن عورات المسلمين ومعايبهم وتستكشفوا ما ستروه وتستطلعوا اسرارهم، فالتجسس هو البحث عن الاخبار او التنصت على الابواب.
يؤكد ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابي برزة الاسلمي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الايمان الى قلبه لا تتبعوا عورات المسلمين، فإن من تتبع عورات المسلمين فضحه الله في عقر بيته.
فهذا النص اخذ طريقه في النظام العملي للمجتمع الاسلامي ولم يعد مجرد تهذيب للضمير وتنظيف للقلب، بل صار سياجا حول حرمات الناس وحقوقهم وحرياتهم، فلا يتجسس عليها من قريب او بعيد، فإن من حق كل انسان ان تحفظ له خصوصياته وهي التي يريد ان يحتفظ بها لنفسه وفي علاقته مع بعض من يثق بهم، اذ يقول الله جل وعلا (ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ـ الإسراء: 36).
فالانسان المتتبع لاسرار غيره قد تجرد فعلا من الايمان وحكمة العقل، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انك ان تتبعت عورات الناس افسدتهم او كدت تفسدهم.