إعداد: ليلى الشافعي
هي أم المؤمنين صفية بنت حيي بن اخطب سيد قومه يهود خيبر، والذي حارب الرسول صلى الله عليه وسلم واظهر العداوة له منذ ان هاجر الى المدينة المنورة، ووقعت صفية ابنته في السبي بعد انتصار المسلمين على اليهود في خيبر وسقوط الحصون في ايدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت صفية - رضي الله عنها - من نصيب الصحابي دحية بن خليفة رضي الله عنه، وجاء رجل من الصحابة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: يا نبي الله، اعطيت دحية صفية بنت حيي سيدة بني قريظة وبني النضير لا تصلح الا لك.
فقال صلى الله عليه وسلم: دعوه بها، فجاء بها فلما نظر اليها قال له صلى الله عليه وسلم: خذ جارية من السبي غيرها، وترك دحية صفية وأخذ غيرها من السبي، وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم سهم من الغنائم ان شاء كان عبدا او جارية او فرسا غير الخمس.
وعرض الرسول صلى الله عليه وسلم على صفية ان يعتقها ويتزوجها او ترجع مع من بقية من قومها، فاختارت الاسلام، وقالت: يا رسول الله لقد هويت الاسلام وصدقت بك قبل ان تدعوني، حيث صرت الى رحلك، وما لي في اليهودية من إرب، وما لي فيها ولد ولا أخ.
وهكذا نالت بذكائها الشرف العظيم بالدخول في البيت النبوي وصارت من امهات المؤمنين، ومن ذكائها - رضي الله عنها - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم غضب عليها في شيء كما يحدث بين الازواج، فقالت صفية لعائشة - رضي الله عنها - هل لك ان ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني ولك يومي؟ فقالت عائشة: نعم.
فأخذت عائشة خمارا مصبوغا بالزعفران، فرشته بالماء ليفوح ريحه، ثم جلست بجوار النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: يا عائشة اليك عني انه ليس يومك، فقالت عائشة: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء واخبرته بالأمر، فرضي عنها، وهكذا استطاعت بذكائها ان ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انها تعلم مكانة عائشة رضي الله عنها منه.