- التقارب في الآراء والطوائف والمذاهب والأديان يصعب تحقيقه
- المصالح المشتركة تصلح وتؤلف بين الناس ليحققوا مصالحهم الحياتية ويدرأوا عن أنفسهم المضار والمهالك
أكد العميد السابق لكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، رئيس رابطة علماء الشريعة لدول مجلس التعاون الخليجي د.عجيل النشمي ان التعايش غير التقارب في الآراء والطوائف والمذاهب والأديان فهو ليس ضرورة بل يصعب تحقيقه، واستشهد بتعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين، مؤكدا ان التعايش مساحته فسيحة وان الشعور بالانتماء للوطن يضفي على التعايش روحا وحيوية وعملا مشتركا لرفعة وتنمية البلد، وحدد من متطلبات التعايش اربع نقاط نوضحها في هذا التقرير:
ويوضح د.النشمي أهمية التعايش والفرق بينه وبين التقارب فيقول: التعايش بين أفراد المجتمع مع اختلاف التوجهات الفكرية واختلاف الطوائف والمذاهب بل واختلاف الدين ضرورة لتحقيق أمن البلاد، وهذا التعايش غير التقارب في الآراء والطوائف والمذاهب والأديان فهو ليس ضرورة بل يصعب تحقيقه، ولقد تعايش النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين تحت عقيدة (لكم دينكم ولي دين) وحسن التعامل معهم ما لم يغردوا أو يخونوا ومساحة التقارب أو التقريب بين الآراء والتوجهات والقناعات والمذاهب ضيقة وغاية في الصعوبة خاصة اذا كان كل طرف يريد تقريب الثاني اليه فيكون الاتجاهان متعاكسين لا يلتقيان بل قد تكون النتيجة في نهايتها أسوأ مما كانت عليه في بدايتها.
الانتماء للوطن
وأكد د.النشمي ان التعايش مساحته فسيحة لحيوية عناصر الجذب فيه ومحاوره، فمحور الأخلاقيات والمبادئ والإخاء، وقبل المصالح ايضا، وقبل ذلك الشعور بالانتماء للوطن الذي ولدنا فيه وجلسنا على مقاعد الدرس في مراحل العمر كلها ثم التقينا في مجالات العمل، فمنا رئيس ومرؤوس هذا وغيره يضفي على التعايش روحا وحيوية وعملا مشتركا لرفعة وتنمية البلد الذي ضم الجميع.
متطلبات
وأشار د.النشمي الى ان لهذا التعايش متطلبات اربعة، أولها: قبول الآخر باعتباره إنسانا له كرامة من الله منحها له باعتباره خلقا من خلقه فقال تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم) سواء من كان أمامك مسلما أو غير مسلم فلتفضله باعتباره انسانا فأنتما عند الله سواء وإن كنت تفضله بالإسلام لا بالإنسانية، والإنسان يتعايش وأخيه الإنسان والله خلقنا جميعا من نفس واحدة بلا تفاضل، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ـ النساء: 10) وجعل من ضرورة الحياة والتعايش وسبيله ووسيلته التعارف فقال عز من قائل (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) والتفاضل هو بالإيمان وتقوى الله فقال (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أي كلكم مكرمون ولكن المؤمنين عند الله أكرم لتقواهم وإيمانهم.
القبول والرضى
ثانيـــا: احترام الرأي الآخر فكرا ومـــــذهبا بل ودينا إذ لا يلزم من الاحـــترام الرضى والقبول بالرأي أو المذهب او حتى الدين الآخر، ولا تـــناقض في هذا ولا رياء بــــل الفطرة التي فطر الله الــــناس عليها فلا يمكن ان يـــــتفق الــــناس على كل شيء (ولــــو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين) والمصالح المشتركة تصلح وتؤلف بين الناس ليحققوا مصالحهم الحياتية ويدرأوا عن أنفسهم المضار والمهالك (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) وقال تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم).
ضرورة الاحترام
وأضــــاف د.النشمي: أما ثالثا، فــــألا يجرح بعضنا بعضا فردا او جـــــماعة أو يعيبه أو يسب أو يحقر رمـــوزه فـــهذا يتـــــنافى مع التعايــــش، بل نتــــــعاون علــى الاحترام المتبادل.
ورابـــعا: الاتــــفاق على محاربة المجرمين من اي طرف وان يــــنبذ الشواذ والمنحرفون من بيننا، وان نتعــــاون فيما نتفق ونصطلح عليه ما لم يكن منكرا في ديننا.