الجدول الصيني
ما حكم استخدام الجدول الصيني في تحديد جنس الجنين؟
٭ الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه، وبعد:
فما يسمى «الجدول الصيني» هو ضرب من ضروب الكهانة والرجم بالغيب، فهم يزعمون أنه من الممكن التحكم في جنس المولود عن طريق معرفة عمر الأم، ومعرفة تاريخ بداية الحمل؟ فبمعرفة عمر الأم، يمكنها تحري الإخصاب في الشهر الذي يكون معه الحمل إما ذكرا، أو أنثى! وعلى الأم أن تضيف سنة على عمرها الحقيقي ! لأن هذا هو العمر في التقويم الصيني!
ففيه محظوران شرعيان:
الأول: زعمهم أن من كان عمرها كذا، وحملت في الشهر المعين: يكون حملها ذكرا، أو أنثى ـ بحسب الجدول ـ.
والثاني: أنه يستعمل لمن حملت أصلا لتعرف جنس جنينها!
ولا علاقة لعمر الأم وتاريخ حملها، بتحديد جنس جنينها لا من الناحية الطبية، ولا من الشرع، وما كان كذلك، فإنه يكون شركا، فلا يجوز جعل ما ليس بسبب سببا، ومن فعل فقد شارك الله في فعله.
ويظهر أن هذا الجدول له تعلق بالديانة الصينية البوذية، أو علم النجوم والأبراج.
وقد ثبت كذب هذا الجدول في كثير من الحالات، ولا يغتر بصدقه في الأحيان، فإن هذا من موافقة قدر الله تعالى.
وكون المولود ذكرا أو أنثى هو من علم الغيب، كما قال سبحانه (ويعلم ما في الأرحام... لقمان).
وإذا كان الملك الذي يؤمر بنفخ الروح في الجنين، لا يدري نوعه حتى يعلمه ربه، فأنى لهؤلاء أن يعرفوا نوعه قبل تخلقه؟!
وقد قال الدعاة: ولو كان هذا الجدول صادقا واقعا، لكان الصينيون أحوج الناس إليه، ليتحكموا من خلاله بنوع مولودهم، إذ قد حرمت السلطات عليهم إنجاب أكثر من مولود! وغالبيتهم يريدون الذكور، وقد انتشر بينهم إجهاض الإناث.
والله تعالى هو وحده الذي يهب من يشاء الذكور والإناث دون غيره، فهو مالك السموات والأرض، وهو الخالق وحده لا شريك له، قال تعالى: ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير.. الشورى:49 ـ 50)، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.