- روسيا وافقت على العقوبات ضد طهران للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والقرار لا يمنعنا من تنفيذ عقودنا العسكرية معها
بشرى الزين
أكد وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله على العلاقات التاريخية والراسخة بين الكويت وروسيا، مشيرا الى ان هذه العلاقات القديمة تحقق المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.
واعرب الجارالله لدى حضوره حفل استقبال اقامه السفير الروسي الكسندر كينشاك بمناسبة العيد الوطني لبلاده عن تطلع الكويت الدائم الى تعزيز وتطوير العلاقات والزيارات بين المسؤولين في البلدين، مشيرا الى الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح، مذكرا بأن زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد الى موسكو لم يتحدد موعدها بعد، وان زيارة الشيخ د.محمد الصباح كانت للاعداد والتحضير لهذه الزيارة، موضحا انها ستؤدي الى تمتين وتعزيز العلاقات وستفتح افاقا كبيرة لتطوير وتنمية العلاقات الثنائية، واصفا الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الأمير بالتاريخية والمهمة التي يتطلع الجانبان الى تحقيقها في المستقبل القريب.
ومن جهته قال السفير الروسي الكسندر كينشاك «نحن نقترب من زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، مشيرا الى انه قبل استقبال صاحب السمو الأمير في روسيا هناك سلسلة من الاجراءات والاجتماعات والمفاوضات التي اتفق عليها الجانبان، مبينا انهما ينسقان حول الاتفاق على موعد مناسب لعقد جلسة ثالثة للجنة المشتركة على مستوى وزيري الطاقة الروسي والنفط الكويتي، وننتظر جوابا حول الموعد المقترح من الكويتيين لكن لم نتلق ردا، مضيفا انه ستعقد الجلسة الأولى على مستوى وزراء خارجية روسيا ودول الخليج أواخر العام الحالي وقبل انتهاء الرئاسة الكويتية لمجلس التعاون الخليجي، لافتا الى ان طلبا وجه الى الكويت والامانة العامة لمجلس التعاون لتحديد موعد وتم بحث التفاصيل مع مدير ادارة مجلس التعاون في وزارة الخارجية السفير جمال الغانم ووجدنا تفاهما عاما حول حوار استراتيجي يشمل جميع النواحي، موضحا ان التنسيق السياسي والديبلوماسي بين روسيا ودول الخليج جيد ويسعى الجانبان الى مزيد من التقارب، والتركيز سيكون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية الحديثة والمجالات ذات الأهمية الخاصة.
وحول ما اذا كانت زيارة صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد المرتقبة ستفتح فرصا جديدة للتعاون العسكري قال كينشاك «نتمنى ذلك، موضحا ان بلاده تركز حاليا على تنفيذ العقود المبرمة سابقا، مشيرا الى ان هناك اتفاقية حول معالجة الدين الروسي للكويت، وفي هذا الاطار وقع الجانبان على عدة عقود لتزويد الكويت بالمعدات التي طلبتها، موضحا ان هذه العقود قيد التنفيذ، مؤكدا ان بلاده تريد ان تفتح صفحة جديدة وتزود الكويت باسلحة روسية جيدة مقابل السيولة وليس لتسديد مستحقات الديون بل على اساس تجاري، آملا ان تعطي زيارة صاحب السمو الأمير دفعة جديدة للمفاوضات التي تتعلق بهذا المجال الذي يحظى بخصوصية ولا نستطيع الحديث عن شيء قبل الاتفاق النهائي.
وفي رده حول التعاون الروسي الكويتي في مجال الطاقة النووية اوضح كينشاك أن المفاوضات بدأت في هذا المجال والوفد الكويتي زار موسكو منذ اسابيع املا في الاستمرار في هذا التفاوض، لافتا الى وجود توجه لتحديد موعد جلسة من المفاوضات الجديدة بناء على طلب روسي، مبينا انه في حال قبوله سيقوم بجلسة ثانية من المفاوضات، مؤكدا ان هناك مجالا واسعا للتعاون مع الكويت التي ترغب في استخدام التكنولوجيا النووية ليس لانتاج الطاقة بل لامور اخرى طبية وعلمية ومجالات اخرى، مبينا ان روسيا لديها الخبرة والقدرة. مشيرا الى توقيع عقد مع تركيا لبناء عدة محطات نووية منذ اسبوع وايضا مع اوكرانيا.
وفي تعليقه على الموقف الروسي الذي اعتبر بمثابة صدمة للعالم تجاه فرض عقوبات على ايران وتغيير اتجاهها قال لا اريد ان استخدم كلمة تغيير لاننا كنا نرجو من الايرانيين تنفيذ القرارات الصادرة عن الامم المتحدة ومجلس الامن بالتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا: نتمنى ان يكون اتخاذ هذا القرار من قبل مجلس الامن من شأنه ان يشجع القيادة الايرانية على القيام بالخطوات المطلوبة منها من قبل المجتمع الدولي، وان يكون القرار له دور ايجابي لانه قد يقنع ايران بأن موقف المجتمع الدولي واضح وشديد ولا يتغير.
وفي رده على ما يثار حول وجود تناقض في الموقف الروسي على اعتبار ان روسيا تبني مفاعلات نووية لايران وتؤيد العقوبات في الوقت ذاته، اوضح انه لا تناقض لان القرار يهدف الى ازالة القدرات الايرانية لبناء قنبلة نووية والاستخدام العسكري، مشيرا الى ان التعاون مع ايران في المجال النووي السلمي لانتاج الطاقة مسموح في هذا القرار الذي يسمح بمواصلة واستكمال بناء محطة بوشهر والتأخر في تسليم المحطة يعود لاسباب فنية وقد تم الاتفاق مع الايرانيين على توقيت آخر.
وعما اذا كان الموقف الروسي هو الحفاظ على مصالح موسكو مع الولايات المتحدة قال كينشاك ان بلاده وافقت على القرار حفاظا على مصالحها الاقتصادية وهذه العقوبات لا تمنع روسيا من استراتيجية التعاون الاقتصادي.
واضاف: نحن مستمرون في بناء محطة بوشهر وننفذ جميع العقود المبرمة سابقا مع طهران لانه اثناء صياغة البيان النهائي للقرار كنا نأخذ بعين الاعتبار هذه المصالح ولم نوافق على ما يعرقل او يؤخر التعاون الاقتصادي بين روسيا وايران حتى في مجال تصدير الاسلحة، مبينا ان العقود الموجودة بين الجانبين يحق بها تصدير المنظومة الدفاعية اس ـ 300 التي تعد احدث مجموعة موجودة، لافتا الى ان العقوبات لا تمنع من تنفيذ العقد وان اسبابها هي سياسية وليست قانونية، موضحا انه ليس هناك عقوبات تضر بمصالح روسيا الاقتصادية أو بالاقتصاد الايراني وحياة المواطنين. وفي تعليقه حول قول ايران بأنها ستراجع معاملاتها مع روسيا بعد صدور القرار قال: اذا قررت ايران تغيير الموقف في التعاون مع روسيا فهذا سيكون قرارا سياديا لايران ونحن نبحث عن الناحية القانونية والشرعية الدولية والمتطلبات الناجمة عن القرار الجديد لمجلس الامن، وليس هناك في ما يضر التعاون الاقتصادي بين روسيا وايران، لافتا الى انه تم التركيز على منع تزويد ايران بمعدات وتكنولوجيا قد تستخدم من اجل صناعة القنبلة النووية.
حضر حفل الاستقبال عدد من السفراء اعضاء السلك الديبلوماسي وافراد الجالية الروسية المقيمين في الكويت.