فيما يشكل انتصار جديد للديبلوماسية الكويتية، دعا السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الحكومة العراقية الجديدة فور تشكيلها الى «تأكيد «التزامها بقرار مجلس الأمن رقم 833 المتعلق بحرمة الحدود الكويتية ـ العراقية.
وطالب بان كي مون الحكومة العراقية الجديدة المزمع تشكيلها بمنح تلك القضية اهتماما عاجلا في حال رغبة العراق في الخروج من طائلة الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة وقال مون في تقريره الفصلي الى مجلس الأمن بشأن عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) المؤلف من 14 صفحة ان ضمن الأمور التي تتطلب اهتماما عاجلا «حاجة حكومة العراق الجديدة الى بذل قصارى جهدها للوفاء بالتزامها تجاه القرار رقم 833 وحدود العراق البرية والبحرية مع الكويت».
واوضح انه ضمن الأمور الحيوية الأخرى التي يجب إحراز تقدم فيها الى جانب «مشروع صيانة العلامات الحدودية بين العراق والكويت» قضية الأسرى الكويتيين والممتلكات الكويتية المسروقة، وقال «انني على ثقة بأن مثل تلك الأعمال ستشجع مجلس الأمن على دراسة الخطوات التي يجب اتخاذها لإعادة وضع العراق الدولي الى حالته الطبيعية الكاملة».
وأعرب بان كي مون عن أسفه إزاء عدم تقديم العراق ردا على مطالب الأمم المتحدة المتكررة بشأن استعداده للاستمرار في مشروع صيانة العلامات الحدودية بين العراق والكويت وفقا للقرار 833 وتقديم حصته في التمويل الإضافي لهذا الغرض الذي تبلغ قيمته 600 ألف دولار.
من جانبه، قال الممثل الخاص للسكرتير العام للأمم المتحدة في العراق آد ملكيرت الاربعاء الماضي ان العراق يعرف تماما ما عليه أن يفعله للخروج من تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لكن ما يحتاجه «في الأساس إرادة سياسية نأمل أن تأتي مع الحكومة الجديدة بمجرد تشكيلها».
وأضاف ملكيرت اثر جلسة خاصة لمجلس الأمن لمناقشة تقرير السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون حول عمل بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) «أعتقد انه من الواضح تماما للجميع ما ينبغي أن يحدث بل انها أساسا مسألة ارادة سياسية وينبغي أن تأتي كما نأمل في المستقبل القريب».
وقال ملكيرت في تصرح لوكالة «كونا» اثر كلمته امام مجلس الأمن بشأن عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) حول ما اذا كان العراق قد فعل ما يكفي للخروج من تحت الفصل السابع «ان الحكومة العراقية اتخذت بالتأكيد عددا من الخطوات.
ولايزال هناك حاجة الى المزيد لاسيما تلك المتعلقة بالقرار 833 ونحن في بعثة الأمم المتحدة نشارك في التعاون مع كل من حكومة العراق وحكومة الكويت لتشجيع الطرفين على التوصل الى اتفاق بشأن ذلك».
وأضاف «أعتقد انه من الممكن وان الوقت قد حان مع بدء تشكيل حكومة جديدة في العراق التي نأمل تحققها في وقت قريب لاتخاذ خطوات حاسمة والمساهمة في احتمال أن العراق يمكن أن يخرج من الفصل السابع في وقت قريب جدا».
وقال ردا على سؤال حول أسباب رفض العراق السماح لخبراء الأمم المتحدة صيانة العلامات الحدودية قال «قد يكون من الواجب انتظار تشكيل الحكومة الجديدة».
وأضاف «يحدوني الأمل في أن الحكومة العراقية الجديدة ستقوم في أقرب وقت ممكن بالوفاء بجميع التزاماتها لانني أعتقد جازما انه من مصلحة العراق والمنطقة على نطاق أوسع أن يتم حل كل هذه القضايا وسوف نواصل التفاعل مع الحكومة في بغداد في هذا الشأن».
وأكد انه في الفترة التالية لانسحاب القوات الأميركية المقاتلة من العراق «من الضروري تنظيم أنفسنا والعمل لحماية أمن موظفينا لمواصلة عملهم في البلاد.
وقال «لقد تم الاعتماد على بعض الدعم من الآخرين فضلا عن الولايات المتحدة ونحن نعمل مع قوات الأمن العراقية لتمكين الانتقال بمشاركة قوية للأمم المتحدة في السنوات القليلة المقبلة وهذه هي رغبة الحكومة العراقية وأعضاء مجلس الأمن».
ورأى ملكيرت انه مع وجود السفير العراقي الجديد في الكويت «تكون ظروف الحوار المبني على النتائج قد تحسنت» موضحا ان «دخول عصر الجوار الجيد سيخدم ـ كرد ضروري ـ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار رقم 833 لعام 1993 وفي الوقت نفسه سيكون ذا فائدة مشتركة كبيرة للتجارة والتنمية».
وأعرب عن أمله في ان تخلق الأفعال الحكومية الجديدة بهذا الخصوص «دفعة جديدة» لتقرير السكرتير العام للأمم المتحدة الذي قدم في يوليو 2009 ومازال معلقا مع المجلس مؤكدا ان (يونامي) ستستمر في مساعدة الطرفين في هذا المسعى.
وفي تصريح مماثل لـ «كونا» عقب اجتماع مجلس الأمن قال سفير العراق لدى المنظمة الدولية حامد البياتي ان العراق «يتمتع بعلاقات طيبة مع الكويت حكومة وشعبا» وان هذه العلاقات «الأخوية ستكون كفيلة بحل جميع الاشكالات».
واضاف «يجب أن نضع هذا الماضي خلفنا.. هذا الماضي سببه مجرم وهو صدام الذي انتهك حرمة الشعب العراقي وانتهك حرمة الشعب الكويتي والسيادة الكويتية باحتلال الكويت».
وأضاف «نحن كعراقيين نرغب في علاقات أخوية وطيبة بين البلدين والحكومتين والشعبين.. نحن ننتظر تشكيل حكومة جديدة من أجل النظر في جميع الملفات العالقة وسنتوصل الى حل يرضي جميع الأطراف سواء العراق أو الكويت أو الأمم المتحدة».
وأوضح أن التزام العراق بالقرارات الدولية «عملية متواصلة وليست قضية تنفذ في يوم واحد.. قمنا بخطوات كثيرة وسنقوم بخطوات أخرى.. لذلك ليس هناك قلق لأن العملية متواصلة».
واقرأ ايضاً:
الرفاعي: التعويضات التي تطلبها الكويت حق مشروع لها
طارق عزيز: طلبت من صدام عدم احتلال الكويت لكني وقفت مع الجانب الصحيح ودعمت القرار
علاوي لـ «الغارديان»: قولوا لطارق عزيز إنه سيبقى صديقي!
أكاديميون لـ «الأنباء»: الكويت نجحت في ملاحقة المتطرفين وتنسق مع جيرانها لتحقيق مزيد من الحريات وحقوق الإنسان
واشنطن: حزب الله كيان شرعي وحزب سياسي كبير!