- الشايجي: الشيعة الكويتيون أكدوا ولاءهم ويعيشون بانسجام مع السُنّة
- السويدان: علينا مقاومة النفوذ الإيراني في العراق وإيران ليس من مصلحتها تقسيمه
بيان عاكوم
جددت الكويت على لسان رئيس المعهد الديبلوماسي السفير عبدالعزيز الشارخ قلقها من برنامج إيران النووي، مشيرا الى ان الكويت لا تقلق فقط من ان يكون هذا البرنامج عسكريا وإنما تهتم كثيرا بالبرنامج السلمي، ومشددا على ضرورة ان تكون هناك ضمانات تكنولوجية كافية حيث قال: «لا نعتقد ان إيران تمتلك التكنولوجيا الكافية للتعامل مع أي تطورات مفاجئة مماثلة لما حدث في تشرنوبيل أو اليابان».
جاء كلام الشارخ خلال الندوة التي نظمها المعهد الديبلوماسي بمناسبة زيارة منتسبي الدورة الحالية في كلية الدفاع التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) والتي جاءت تحت عنوان «سياسة الكويت الخارجية والوضع في المنطقة».
حضر الندوة نائب رئيس جهاز الأمن الوطني الشيخ ثامر العلي الى جانب وزارة الخارجية وخريجي الدفعتين السابقتين للمعهد الديبلوماسي.
وحول احتمال تعرض المنطقة لخطر أي تقسيم مذهبي أكد الشارخ ان دستور الكويت فيه ضمانات ومساواة بين جميع المواطنين الكويتيين. وقال «حتى لو افترضنا ان الكويت ليست محصنة بالكامل من التأثيرات التي تدور في المنطقة وسيكون تأثيرها محدودا بفضل احتكام الجميع لروح ونصوص الدستور، مؤكدا ان الشعب الكويتي تاريخيا أثبت ترابطه وتماسكه».
من جهته، استعرض الاستاذ في القانون الدولي في جامعة الكويت د.عبدالله الشايجي التاريخ الكويتي مقسما السياسة الخارجية الكويتية الى ثلاث مراحل تبدأ منذ الستينيات وصولا الى العام الحالي.
ورد على سؤال بخصوص مخاطر المذهبية في الكويت بان هناك مبالغة في هذا الموضوع، مشيرا الى وجود بعض الخلايا النائمة إلا انه أكد ان الطائفة الشيعية برهنت ولاءها للمجتمع والقيادة وقال «السنة والشيعة يعيشون في انسجام منذ زمن طويل».
وأضاف الشايجي «لا نشعر بالقلق الشديد من الدعوات الإيرانية لأنها ليست المرجع الوحيد للمذهب الشيعي».
وبين ان الحكومة والمجتمع أظهرا مرارا ان الولاء الأول هو للكويت لافتا الى ان هذا اتضح خلال الاحتلال العراقي، حيث كان هناك شهداء من السنة والشيعة.
وبخصوص عملية السلام تأسف الشايجي لتشدد الحكومة الاسرائيلية التي يقودها اليمين مبديا تشاؤمه من تقدم عملية السلام، ومشيرا الى ان الثورات في المنطقة أوقفت قطار السلام، حيث ان الفلسطينيين والإسرائيليين يقولون انه لا يوجد شريك للسلام.
ولفت الشايجي الى ان الكويت تؤيد مبادرة السلام العربية وتساند منذ زمن القضية الفلسطينية وتقدم المساعدات المالية للفلسطينيين، واضاف نحن جزء من الجامعة العربية ولكنني لا اعتقد ان الوضع في المنطقة يساعد سواء من المنظور الاسرائيلي أو العربي او الاميركي.
وقال المدهش ان الرئيس باراك اوباما اتخذ موقفا صارما من بناء المستوطنات ولكننا صدمنا بتراجع الاميركيين وعدم رغبتهم في دفع الاسرائيليين للتوقف عن بنائها.
وقال الشايجي ايران هي القوة الكبرى في المنطقة ولا تخجل من قول ذلك مشيرا الى قول الرئيس الايراني احمدي نجاد انه عليهم ملء الفراغ في العراق.
ولفت الشايجي الى ان ايران كانت تتصرف بشكل جيد لمساعدة الاميركيين على الانسحاب بسلام لتكون هي المهيمنة في المنطقة مؤكدا ان ايران مرتاحة اليوم للثورات العربية وأصبحت أكثر اندفاعا في تحديها للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن.
وبخصوص مبادرة اسطنبول وتعاون دول من مجلس التعاون مع حلف الناتو قال اعتقد ان ايران ليست مسرورة برؤية دول التعاون وهي تجلب الناتو الى المنطقة ولكنه تأسف على ان مبادرة اسطنبول لم تتقدم على النحو المطلوب ولكنه اعرب عن امله في ان تتطور المبادرة لتصبح اقوى للجانبين «انتم لأنكم تريدون الاستقرار في المنطقة ونحن لأننا بحاجة للحماية والاحساس بالأمن لملء الثغرات ومواجهة ايران من خلال كوننا حلفاء لقوى عالمية كبرى».
من جهته، تحدث اللواء المتقاعد صابر السويدان عن تاريخ الكويت ومرحلة اكتشاف النفط ومن ثم تحدث مع مشاركة الكويت في حروب عام 1967 وعام 1973 مرورا بعدها بالحرب العراقية والايرانية وموقف الكويت آنذاك.
وتحدث السويدان مطولا عن مجلس التعاون الخليجي وهواجسه متطرقا الى علاقة المجلس بالدول المجاورة وبالتحديد ايران والعراق وقد عبر السويدان عن قلقه من برنامج ايران النووي والمخاطر التي يشكلها على الكويت وبالتحديد محطة بوشهر القريبة جدا من الكويت.
وتطرق الى مسألة تقسيم العراق حين اعتبره مقلقا للكويت ايضا مشيرا الى انه ايضا بالنسبة لإيران من الافضل ان يبقى العراق موحدا.
واضاف تقسيم العراق الى 3 دول ليس جيدا لإيران كما اننا علينا مقاومة النفوذ الايراني في العراق، مؤكدا ايمان الكويت بنظام ديموقراطي يعطي الحقوق لمختلف فئات الشعب العراقي.
وعن المسألة الطائفية رأى السويدان ان الكويت ليست بمعزل عما يجري في المنطقة ولكن دستور الكويت يضمن حقوق الجميع.
واضاف اذا حدثت بعض الامور فإنها ليست ذات شأن كبير مشيرا الى ان الحقوق الدستورية للمواطنين مضمونة.
وكان الشارخ قد رحب بالحضور، مشيرا الى ان زيارة وفد كلية الدفاع الى الكويت والمعهد الديبلوماسي تأتي كاحدى النتائج المؤكدة والمتعددة للتطور الذي وصلت إليه العلاقات بين الكويت وحلف الناتو، موضحا ان انضمام الكويت لمبادرة الناتو المسماة مبادرة اسطنبول للتعاون احد المداخل الرئيسية للتعاون المتنامي بين الكويت والناتو.
وقدر الشارخ الفرص التدريبية التي تقيمها كلية دفاع الناتو في روما لعدد متزايد من المتدربين الكويتيين من القوات المسلحة الكويتية وغيرها.