|
القادة والزعماء ورؤساء الوفود المشاركون في القمة العربية الـ 27 في صورة تذكارية |
- الكويت تعتزم استضافة مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال ومؤتمر مماثل حول معاناة الطفل الفلسطيني
- مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي
- الوضع بسورية يزداد خطورة.. والمجتمع الدولي يتفرج وقلق كبير إزاء الأوضاع الحاصلة في العراق وليبيا والصومال
- الوضع في العراق وليبيا والصومال والسودان مصدر قلق ومبعث تهديد لأمننا واستقرارنا
- لايزال التعنت والصلف الإسرائيلي يقف حائلاً دون تحقيق السلام المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية
|
صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد مترئسا وفد الكويت في القمة العربية بنواكشوط أمس |
أكد صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ان استمرار الظروف الدقيقة والأحداث الخطيرة والتطورات المتسارعة التي تعيشها المنطقة العربية قوضت استقرار المنطقة وبددت الوقت والجهد على حساب تنمية الدول العربية وتحقيق تطلعات شعوبها.
وقال صاحب السمو الأمير في كلمة الكويت أمام الدورة الـ 27 لمؤتمر القمة العربية التي تحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط ان التطورات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة العربية أضافت أبعادا جديدة وخطيرة للتحديات التي يواجهها العمل العربي المشترك.
وحول مكافحة الارهاب شدد سموه على ضرورة إدراك ان المواجهة شرسة وتتطلب تظافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي.
وأكد أهمية المواجهة الشاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية موضحا ان هذه المواجهة هي مسؤولية تتحملها الدول العربية كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية.
وفي ما يلي نص كلمة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد في الدورة الـ 27 لمؤتمر القمة العربية:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأخ الرئيس محمد ولد عبدالعزيز رئيس الجمهورية الإسلاميـــة المـــوريتانية الشقيقة
رئيس الدورة السابعة والعشرون لمؤتمر القمة العربية
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
الأمين العام لجامعة الدول العربية
أصحاب المعالي والسعادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|
|
صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد يلقي كلمته في القمة العربية |
|
يسرني بداية أن أتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لأخي الرئيس محمد ولد عبدالعزيز وإلى حكومة وشعب موريتانيا الشقيقة على ما أبدوه من روح بناءة واستعداد لاستضافة اجتماعنا وبفترة زمنية قصيرة لنحظى بحرارة الاستقبال وكرم الضيافة ونشهد إعدادا متميزا لهذا اللقاء الهام.
كما أشكر الأخ الرئيس عبدالفتاح السيسي على جهوده المقدرة وعلى ما تقدمت به جمهورية مصر العربية الشقيقة خلال ترؤسها لأعمال الدورة السادسة والعشرين للقمة العربية من أفكار لدعم عملنا العربي المشترك والتي شكلت نقلة نوعية في مسيرة عملنا العربي المشترك.
والشكر موصول إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط الذي نتقدم له بالتهنئة بمناسبة توليه مهام عمله متمنين له كل التوفيق والنجاح، كما نتقدم بالشكر إلى جهاز الأمانة العامة على ما بذلوه من جهود متواصلة في سبيل الإعداد لهذه القمة، ولا يفوتني في هذا الصدد أن أشيد بالعطاء والجهود الكبيرة والمتميزة التي بذلها معالي الأمين العام السابق نبيل العربي خلال فترة توليه مسئولياته والتي وضعت لمسات بارزة على مسيرة عملنا العربي المشترك متمنين لمعاليه كل التوفيق والسداد.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
تنعقد أعمال دورتنا هذه وعالمنا العربي يشهد استمرارا لظروف دقيقة وأحداثا خطيرة وتطورات متسارعة قوضت استقرار منطقتنا وبددت الوقت والجهد على حساب تنمية أوطاننا وتحقيق تطلعات شعوبنا، وأضافت أبعادا جديدة وخطيرة للتحديات التي يواجهها عملنا العربي المشترك.
فالوضع في سورية يزداد خطورة ويتضاعف معه الدمار والقتل والتشريد والمعاناة الإنسانية للأشقاء رغم جهود المجتمع الدولي المتواصلة والتي كان لبلادي الكويت شرف استضافة ثلاثة مؤتمرات دولية ومشاركة في رئاسة المؤتمر الرابع لدعم الوضع الإنساني في سورية، كما لايزال المجتمع الدولي يقف متفرجا على تعاظم المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري الشقيق دون أن يتمكن وبكل أسف من الوصول إلى ملامح حل سياسي يضع حدا لهذه المعاناة ويبعث الأمل في نفوس أبناء الشعب السوري ويسهم في تخليص عالمنا من تداعيات وشرور أعمالا إرهابية هددت استقرار العالم وضاعفت من ضحاياه.
وحول الوضع في اليمن فإن مما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر، ولكن الأمل لازال معقودا على الأطراف المعنية في استئنافها لتلك المشاورات بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم، فالحرب التي نراها اليوم جميعا في هذا الجزء العزيز من وطننا العربي لن تزيد الوضع إلا دمارا وقتلا وتشريدا وتهديدا لوحدة وطنهم.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
يبقى الوضع في العراق وليبيا والصومال والسودان مصدر قلق كبير ومبعث تهديد لأمننا واستقرارنا، فمعاناة الأشقاء في هذه الدول كبيرة والتحديات التي يواجهونها جسيمة تدعونا جميعا للوقوف معهم ودعم كل ما يمكنهم من وضع حد لتلك المعاناة، ويسرني في هذا الصدد أن أعلن لقمتكم عن عزم الكويت استضافة وتنظيم مؤتمر دولي لدعم التعليم في الصومال لنسهم معهم في توفير التعليم الذي يحقق لهم الاستقرار والتنمية المنشودة.
وحول مسيرة السلام في الشرق الأوسط، لايزال التعنت والصلف الإسرائيلي يقف حائلا دون تحقيق السلام الدائم والشامل المنشود وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وفي هذا الصدد أود أن أشيد بجهود جمهورية فرنسا الصديقة التي استضافت مؤخرا مؤتمرا دوليا حول مسيرة السلام في الشرق الأوسط بمبادرة منها تعبر فيها عن حرص على تحقيق انطلاقة جديدة لمسيرة السلام تقود إلى حل لهذه القضية والتي نأمل أن يكتب لها النجاح، واستكمالا للدعم الذي تقدمه الكويت للأشقاء نعمل حاليا لاستضافة مؤتمر دولي حول معاناة الطفل الفلسطيني لنسلط الضوء من خلاله للعالم أجمع مدى الانتهاك الذي تمارسه إسرائيل للاتفاقيات والاعراف الدولية الخاصة بحقوق الطفل.
وحول العلاقة مع إيران فإن نجاح أي حوار بناء يتطلب توفير الظروف الملائمة له عبر احترام إيران لقواعد وأعراف القانون الدولي المتعلقة بحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
يبقى الإرهاب الذي نواجهه جميعا مصدر تهديد لأمننا واستقرارنا ومدعاة للعمل بكل الجهد لمواجهة شروره ومخاطرة وأننا ندرك أن المواجهة شرسة وتتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لردع مخططات التنظيمات الإرهابية وعملها الإجرامي، كما أننا ندرك أن المواجهة شاملة بكل الأبعاد التعليمية والتربوية والثقافية والدينية وهي مسؤولية تتحملها دولنا كجزء من المجتمع الدولي بأجهزتها الرسمية والشعبية.
وختاما أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال قمتنا كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولد عبدالعزيز: ستظل المنطقة غير مستقرة طالما لم ينته الاحتلال الإسرائيلي
قمة نواكشوط: مركزية القضية الفلسطينية وقوة العرب في وحدتهم
|
صاحب السمو الأمير متحدثا مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط |
- أبو الغيط يدعو إلى تعبئة الجهود العربية لمواجهة الإرهاب
- السيسي: التدخلات الخارجية يتعين مواجهتها ومجابهة التحديات الإقليمية والدولية بالتواكب مع تطوير الخطاب الديني
نواكشوط - وكالات: انعقدت في نواكشوط أمس اعمال القمة العربية العادية بدورتها الـ 27، بحضور ستة قادة رافعة شعار «قمة الأمل».. وهيمنت القضية الفلسطينية على كلمات الزعماء باعتبارها قضية العرب المركزية.
كما تطرق القادة ورؤساء الوفود الى الأزمة السورية والاحداث في اليمن وليبيا ولبنان والعراق، اضافة الى تعزيز العمل العربي المشترك خصوصا لمواجهة التحديات التي تواجهها الأمة لا سيما مكافحة الارهاب.
وإلى جانب صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي ترأس وفد الكويت، حضر الى نواكشوط رؤساء اليمن والسودان وجيبوتي وامير قطر حيث استقبلهم الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.
وبدأت فعاليات القمة العربية العادية الـ27 بتلاوة من القرآن الكريم. ثم ألقى المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء المصري كلمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد السيسي في كلمته ان قوة الدول العربية في وحدتهم.
وأعرب عن تقدير الشعب المصري الذي يشكل الانتماء العربي له أحد اهم مكونات هويته التاريخية والثقافية والذي بذل الجهد الكبير من اجل دعم الامة العربية وقضاياها في مختلف المحافل.
|
خالد الجارالله والسفير أحمد فهد الفهد والشيخ خالد العبد الله |
كما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الشكر والتقدير لموريتانيا على حسن تنظيم القمة العربية والجهد الكبير الذي بذل لاستضافتها في نواكشوط.
وأكد حرص مصر على تقديم كل الدعم للجامعة العربية وتعزيز روابط التضامن والتكامل العربي، قائلا إن مصر تولت رئاسة القمة لما يزيد على عام، حيث تركزت الجهود خلال تلك الفترة على تعزيز العمل العربي المشترك سياسيا واجتماعيا واقتصاديا باعتبار التكامل العربي اصبح ضرورة ملحة لبناء مستقبل مشرق طال انتظاره.
وقال السيسي إن الظرف التاريخي الدقيق الذي تمر به المنطقة العربية يتطلب التكاتف لتحقيق تماسك مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا وتحقيق التقدم المرجو والسعي لبلورة رؤية واضحة.
واضاف أن التدخلات الخارجية في الشأن العربي يتعين علينا مواجهتها ومجابهة التحديات الإقليمية والدولية الراهنة بالتواكب مع تطوير الخطاب الديني حتى لا تستغل الجماعات الإرهابية الدين لتجنيد عناصر جديدة.
وأضاف أن الأوضاع في سورية وليبيا يتعين تسويتهما من خلال حلول سياسية تحفظ دماء الشعبين وتحفظ كيان الدولتين، لافتا إلى أن تراكمات الماضي صعبة ومعطيات الواقع معقدة ولابد من التوافق على مبادئ لتحقيق الاستقرار وترميم بناء البيت العربي من الداخل لتمهيد الطريق أمام مشروع البناء العربي، مؤكدا القول: قوتنا في وحدتنا.
وعقب ذلك سلم إسماعيل رئاسة القمة العربية الـ 27 للرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز.
وافتتح الرئيس الموريتاني مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بدورته العادية الـ 27 مرحبا بجميع الحضور، موجها الشكر والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده الطيبة التي بذلها طيلة الرئاسة المصرية للدورة السابقة والتي كان لها الأثر الكبير للدفع قدما للعمل العربي المشترك.
كما قدم الرئيس الموريتاني الشكر للدكتور نبيل العربي على العمل الجبار الذي انجزه خلال توليه منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال الرئيس الموريتاني «إننا نواجه اليوم تحديات كبيرة على رأسها إيجاد حل دائم لقضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية، والتصدي لظاهرة الإرهاب لإخماد بؤر التوتر والنزاعات التي تلقيها التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
ومضى قائلا: «ستظل المنطقة تشهد عدم استقرار طالما لم يتحقق إنهاء الاحتلال، وإعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وتحرير الاراضي المحتلة بسوريا ولبنان».
وأكد أن الأوضاع المضطربة التي تعيشها المنطقة العربية أدى لاعتقاد البعض أن القضية الفلسطينية تراجعت في أولويات العرب بفعل الأزمات المتجددة، وهو ما شجع الحكومة الإسرائيلية علي التمادي في سياسة الاستيطان.
وحول ظاهرة الإرهاب، قال الرئيس الموريتاني، إنها «تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجه الإنسان اليوم»، حيث أنه عنف أعمى يزهق الأرواح ويمزق المجتمعات ويدمر البلدان خاصة في المنطقة العربية، مطالبا بمواجهة المجموعات الإرهابية بقوة وحزم.
وأوضح أن استئصال الجماعات الإرهابية يتطلب وضع استراتيجية جماعية متعددة الأبعاد تقوم على تحقيق تنمية مستدامة في الوطن العربي تستجيب لجميع تطلعات الشعوب العربية وخاصة الأكثر هشاشة، والتنسيق بين الحكومات والأجهزة الأمنية لوضع خطط متكاملة للقضاء على خطر الإرهاب، بالإضافة إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام.
وبالنسبة لليمن، أشار إلى أن النزاع بين الأشقاء كاد يقوض وحدة المجتمع ويفكك كيان الدولة لولا الجهود المبذولة لمعاجلة الأزمة وهو ما شجع أطراف النزاع على الدخول في مفاوضات جادة تحافظ على الدولة اليمنية وتضع القواعد لمؤسسات منبثقة عن الشرعية القائمة.
وثمن رعاية الكويت لمفاوضات الأطراف اليمنية وحرص صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وبخصوق الأزمة السورية، قال ولد عبدالعزيز إنه لابد من «توافق سياسي» لحل هذه الأزمة نهائيا، «فمنذ 5 سنوات من الصراع المسلح لم تجن سوريا غير الدمار».
وخلال فعاليات القمة، تباحث القادة والرؤساء والأمراء العرب ورؤساء الوفود في 16 بندا يتضمنها جدول الأعمال، وفي مقدمتها بند القضية الفسطينية بكافة أبعادها، خاصة ما يتعلق منها بعملية السلام والقدس والاستيطان واللاجئين.
كما يتضمن جدول الاجتماعات تطورات الأزمة السورية، والوضع في كل من ليبيا واليمن ودعم الصومال، وخطة تحرك السودان لتنفيذ استراتيجية خروج البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في إقليم دارفور «يوناميد» من الإقليم، واحتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى»، بجانب التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وشمل جدول الأعمال، أيضا، بنود تتعلق بصيانة الأمن القومي العربي، ومكافحة الإرهاب، وتطوير جامعة الدول العربية، والعمل الاقتصادي والاجتماعي العربي المشترك، ومشروع بيان بشأن التضامن مع دولة قطر وإدانة اختطاف مواطنين قطريين في العراق.
من جانبه، دعا أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية في اول اجتماع قمة منذ تسلمه مطلع الشهر، إلى تعبئة الجهود العربية لمكافحة الإرهاب، معتبرا أن «الجامعة العربية تحتاج لتطوير عاجل لمواجهة التحديات ولإحداث التغيير المطلوب».
وأكد أبو الغيط على أهمية «تطوير الاتفاقيات والتعاون والالتزام وتعبئة الجهود العربية لمواجهة الإرهاب الذي يهدم مقومات الدولة الوطنية».
ودعا إلى «تسوية الأزمات السياسية»، معتبرا إياها «تساهم في مواجهة الإرهاب ومواجهة تنظيماتها الهدامة»، لافتا إلى أن «أمتنا العربية تخوض حربا ضروسة ضد الإرهاب التي استشرت بشكل غير مسبق».
وشدد على أن «قضية فلسطين وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية في صدر العمل العربي المشترك».
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي حضر بصفة مراقب، إنه يؤكد دعمه لقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، داعيا لمزيد من التشاور لتوثيق العلاقات العربية الأفريقية.
وشدد الرئيس التشادي، خلال كلمته، على أهمية مواجهة الإرهاب ودحره قبل أن يفاقم من أزمات المنطقة.
البشير: لا يجب التعويل على المبادرات الدولية لحل الأزمة السورية هادي: اليمن يمر بواحدة من أخطر المراحل في تاريخه
نواكشوط - وكالات: قال الرئيس السوادني عمر البشير، إنه «لا يجب التعويل على المبادرات الدولية في حل أزمة سورية»، بسبب ما أسماه بـ «تضارب المصالح».
وخلال كلمته أمام القمة العربية بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، أكد البشير على أهمية التحرك العربي في هذا الصدد لإيجاد حل سياسي للأزمة التي يعاني منها السوريون منذ أكثر من 5 سنوات.
واعتبر أن غياب ممثل عن سورية عن القمة «يقلل من اهتمامنا بوجود حل للأزمة هناك».
وطالب الرئيس السوداني بموقف من الجامعة العربية مماثلا لموقف الاتحاد الأفريقي في رفض إجراءات «المحكمة الجنائية الدولية» ضده. ورأى أن «ادعاءات الجنائية الدولية ضد السودان كانت لتشويه بلادنا السودان، وتنفيذ أجندة خاصة ليس لها أي علاقة بتنفيذ عدالة دولية».
وأكد على صحة ما نشرته وسائل إعلام غربية بشأن تلقي رئيسة المحكمة الجنائية، سيلفيا فيرنانديز، رشى بملايين الدولارات من أجل توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم في إقليم دارفور، غربي السودان، دون أن يقدم أدلة تثبت ما ذهب إليه.
وفي كلمته أيضا أمام القمة، جدد البشير موقف بلاده الدعم لفلسطين ولحكومة الوفاق الليبية واليمن، ودور الكويت في المصالحة اليمنية، مطالبا بضرورة إنشاء آلية لتنفيذ مبادرة الأمن الغذائي العربي المشترك، وكذلك التعاون العربي للقضاء على الإرهاب.
من جهته، اعتبر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، أن بلاده «تمر بواحده من أخطر المراحل في تاريخها».
وحذر هادي من «تفتت اليمن وانزلاقه إلى المشروع الإيراني بسبب الانقلابيين» في اشارة للحوثيين وقوات صالح، لافتا إلى أن الحكومة «تسعى لتغليب مصلحة الشعب اليمني لكن مليشيات الحوثي وصالح لاتزال تراوغ».
وأضاف: «مددنا وما زلنا نمد يدنا للسلام رغم ما فعله الانقلابيون، ونتواجد في الكويت لتقرير المصلحة الوطنية على الخراب والدمار، ولا نجد إلا المماطلة والتهرب من تنفيذ أي التزامات أولية كإجراءات بناء الثقة».
ومضى قائلا: «مواقفنا في مباحثات الكويت ثابتة على أن الحل لن يتحقق إلا بالتزام الانقلابيين بالمبادرة الخليجية، وانسحاب المليشيات الانقلابية دون قيد وشرط من المدن التي سيطرت عليها، وإخلاء المؤسسات (الحكومية)، وإنهاء ما ترتب على الانقلاب».
وحول الدور الإيراني في الأزمة ببلاده، قال هادي: «كنا حذرنا مرارا من استمرار الانقلابيين في محاولة اختطاف الدولة وهويتها ونسيجها المجتمعي وجره بعيدا، والارتماء في أحضان المشروع الإيراني الذي لا يستهدف اليمن وحده بل المنطقة كاملة».
واتهم هادي ما أسماه بـ «المشروع الإيراني الصفوي» بأنه «يسعى لتمزيق هوية اليمن، ويستهدف الوطن العربي بأكمله».
وقال: «الحوثيون وصالح بدعم من إيران واصلوا الانقلاب على الشرعية والشعب»، وبعد أشهر من التفاوض في الكويت يواصلون المماطلة.
كما تطرق الرئيس اليمني في كلمته للأوضاع في المنطقة بصفة عامة، قائلا: «لازال الدم العربي يسيل في اليمن والعراق وليبيا وسورية»، مؤكدا على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمات في هذه الدول.
الرئيس الموريتاني يفي بوعده بعقد القمة العربية داخل «خيمة عملاقة»
نواكشوط ـ الأناضول: انطلقت فعاليات القمة العربية الـ٢٧ على مستوى القادة في العاصمة الموريتانية نواكشوط أمس، من داخل خيمة عملاقة صممت على هيئة قاعة، وفاء، على ما يبدو، لوعد قطعه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، على نفسه بتمسك بلاده باستضافة القمة بعد اعتذار المغرب عنها حتى ولو في داخل خيمة.
إذ أعدت الحكومة الموريتانية «خيمة عملاقة» لاحتضان اجتماعات القمة بعدما لم يسعفها الوقت للتسريع بأشغال بناء قاعة مؤتمرات كبيرة في وقت قياسي إثر اعتذار المغرب، في فبراير الماضي، عن استضافتها.
وطيلة الأشهر الماضية، ظل الرئيس الموريتاني يردد في كل مرة يسأله الصحفيون عن تحضيرات بلاده الجارية لعقد القمة: «موريتانيا ستنظم القمة العربية ولو تحت الخيام».
وزاد على ذلك بأن «على الإخوة العرب أن يقبلوا موريتانيا كما هي وبإمكانياتها» في إشارة إلى تواضع البنى والتجهيزات في العاصمة الموريتانية نواكشوط.
وهذه هي القمة الأولى التي تستضيفها موريتانيا وهي الاولى ايضا للأمين العام الجديد لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الذي تولى مهام منصبه مطلع يوليو الجاري.
وآلت رئاسة القمة إلى موريتانيا بعد إعلان الجامعة العربية «اعتذار» المغرب عن استضافتها، بينما قالت الرباط إنها تطلب «إرجاءها بدعوى أن الظروف الموضوعية لا تتوفر لعقد قمة عربية ناجحة».
بوتين يعرض تطوير العلاقات مع العرب لتحقيق الأمن الإقليمي
موسكو ـ وكالات: أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده لتطوير التعاون مع جامعة الدول العربية لتحقيق الامن الاقليمي والتصدي لخطر الارهاب الدولي.
وقال بوتين في رسالة بعث بها الى قمة نواكشوط أمس، ان التصدي للارهاب «يجب ان يترافق مع بلورة جهود مشتركة تهدف الى ايجاد تسوية للنزاعات في سورية والعراق وليبيا واليمن وغيرها من بؤر التوتر الاقليمية».
وشدد بوتين في رسالته التي بثها موقع الرئاسة الروسية الالكتروني على ضرورة احترام سيادة جميع الدول وتشجيع الحوار الشامل وتحقيق الوفاق الوطني.
واضاف ان جدول اعمال القمة العربية مفعم بالقضايا المهمة الناجمة عن التطورات الجارية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا لافتا الى اضعاف مؤسسات الدولة وتفاقم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتصاعد حدة التطرف وغياب التسامح الديني في العديد من المناطق.
وذكر ان هذه الاوضاع تزيد من الحاجة للدور الذي تؤديه جامعة الدول العربية بصفتها آلية مهمة للحوار المتعدد الاطراف في اتخاذ قرارات جماعية.
وأوضح بوتين ان روسيا عازمة على مواصلة العمل على ايجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال القنوات الثنائية والأطر الجماعية معربا عن عدم رضى روسيا للوضع القائم حاليا.
وضع كافة إمكانيات البرلمان العربي لخدمة الشعب العربي
القاهرة ـ هناء السيد
أشاد رئيس البرلمان العربي أحمد الجروان بإقامة القمة العربية في موريتانيا وما تقدمه القيادة والحكومة والشعب الموريتاني من تسهيلات وإجراءات لإنجاح هذه القمة والتي تمثل قمة «الأمل والعمل».
وأكد الجروان أن البرلمان العربي يهنئ الشعب الموريتاني على خطوات حكومته لدعم وتعزيز العمل العربي المشترك وبما يعود بالنفع على الشعب الموريتاني الشقيق ويخدم المصالح الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لموريتانيا وشعبها الأبي، مؤكدا على وضع كافة امكانيات البرلمان العربي الذراع الشعبي لجامعة الدول العربية لخدمة الشعب العربي تحت قيادته القادمة المتمثلة في الرئيس محمد ولد عبدالعزيز.
واستعرض رئيس البرلمان العربي جهود البرلمان في مجال العمل العربي المشترك خلال الفترة الماضية، مؤكدا على أن البرلمان العربي يضع نصب أعينه ويولى أهمية كبيرة بالعمل في مجال القضايا التنموية في دولنا العربية، والانطلاق من الاهتمام ببناء الإنسان العربي وقدراته كسبيل ووسيلة لتلبية الأهداف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمواطن العربي.
وأشاد رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، حزب الأغلبية، بجهود البرلمان العربي ودوره الإيجابي في دعم مسيرة العمل العربي المشترك، وحمله راية حشد المجتمع الدولي لدعم قضايا الأمة العربية، مؤكدا على المشاركة الفعالة من البرلمان الموريتاني في أنشطة وفعاليات البرلمان العربي.