عبدالعزيز المطيري
أكد النائب محمد المطير أن الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الخالد يمثل رأي الشعب الكويتي المتمثل بتأييد أغلبية النواب في مجلس الأمة لهذا الاستجواب.
كان ذلك خلال الندوة التي أقامها المحامي عبدالله الشاطري مساء أمس الأول بعنوان «لماذا عدم التعاون مستحق؟» في ديوانه الكائن بمنطقة الفردوس بمشاركة كل من النواب محمد المطير وخالد العتيبي وثامر السويط.
وأضاف المطير خلال الندوة إن ما حدث في جلسة الافتتاح من فوضى وبلطجة وشتم النواب ومحاولة الاعتداء عليهم في بيت الأمة يعد كارثة في تاريخ البرلمان الكويتي ومن المعيب أن يصدر من مجلس الوزراء بيانا يعرب فيه عن ارتياحه لجلسة الافتتاح لأن اعضاء الحكومة يعتبرون أعضاء في مجلس الأمة بحكم وظائفهم حسب الدستور.
وزاد بقوله: من المفترض أن يدافع الوزراء عن النواب لكن على النقيض من ذلك ففي مجلس 2012 استهجن الشيخ صباح الخالد عندما كان وزيرا للخارجية تصفيق الجمهور بعد فوز احمد السعدون برئاسة مجلس الأمة وفي مجلس 2020 لم يحرك ساكنا وهو رئيس الوزراء عندما قام الجمهور «غير المعروف» بالأفعال الشنيعة بل الأسوأ من ذلك هو بيان الارتياح عن جلسة الافتتاح بعد ما شاهد الشعب الكويتي سوء الرئيس غير الشرعي وبلطجيته.
وأكمل المطير: الإفساد جاء بمباركة ومشاركة حكومية بعد أن وضعت يدها بيد الرئيس غير الشرعي وأفسدوا إرادة النواب وغيروا قناعاتهم لذلك يجب علينا كنواب نمثل الشعب في مجلس الامة أن نفكر بجدية بعدم التعاون مع رئيس الوزراء ورئيس مجلس الأمة والحكومة هي من وضعت هذا الرئيس وعليها ان تتحمل تبعات هذا القرار أو أن تطلب من رئيس المجلس أن يستقيل.
وختم: نحن الآن أمام مرحلة تاريخية ومفترق طرق فإما أن ندع الفساد يستمر أو أن نجعله يختفي وهذا الأمر يتعلق بجلسة الافتتاح التي رفض فيها التصديق على المضبطة وعلينا ان نجعل الرئيس الحالي ينزل من منصة الرئاسة ويصعد الرئيس الشرعي، وان يكون هناك رئيس وزراء جديد لكي نفتح صفحة جديد ومشرقة للكويت، فإما أن نكون كسنغافورة الجديدة في محاربة الفساد أو أن نكون كلبنان الجديدة التي ينخر فيها الفساد.
بدوره، قال النائب خالد العتيبي ان الكثير من الإخوة سألوني لماذا قمتم بتقديم استجواب على وجه الاستعجال لرئيس الوزراء ولم تتدرجوا في الاجراءات الدستورية وكانت الإجابة بأننا تدرجنا منذ البداية التي كانت في يوم الانتخابات عندما توجه الشعب الكويتي إلى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلين للأمة، فكانت نسبة التغيير نحو 70% وكانت هذه أول رسالة، أما الرسالة الثانية ووجهها 40 نائبا لرئيس الوزراء بعدم دعم رئيس مجلس الأمة السابق لتولي رئاسة مجلس الأمة الحالي والرسالة الثالثة كانت عن طريق عدم التعاون مع رئيس مجلس الوزراء مقدمة من 10 نواب في حال دعمت الحكومة الرئيس السابق فماذا كان رد الشيخ صباح الخالد على هذه الرسائل؟.
وأضاف: لقد قدم رئيس الوزراء أولا تشكيل حكومي لا يتناسب مع تركيبة مجلس الأمة، ثانيا لم تأت الحكومة ببرنامج عملها إلى يومنا هذا كما نص الدستور الكويتي والسبب وراء ذلك لأن برنامج عمل الحكومة مخيب للآمال لاحتوائه على الضرائب ورفع للدعوم وغيرها من الأمور التي تمس جيب المواطن والتي استشعرت بها غرفة التجارة والصناعة التي أتت ببيان «مسخ» تدعو المواطن من خلاله للمشاركة في دعم اقتصاد الدولة إثر تداعيات أزمة كورونا التي باتت «شماعة» تعلق عليها كل الأخطاء والإخفاقات التي قاموا بها، ولله الحمد الاقتصاد متين وميزانية الدولة جيدة للغاية.
وتابع العتيبي: نحن لا نقبل ما حصل في جلسة الافتتاح من الفوضى العارمة والمهزلة التي أساءت للنواب ومجلس الأمة والشعب الكويتي فـ «قاعة عبدالله السالم» هي بيت الأمة وليست بيت مرزوق الغانم أو صباح الخالد، لذلك ندعو رئيس الوزراء صباح الخالد إلى الصعود لمنصة الاستجواب وان كانت حجتنا اقوى من حجته فعليه تقديم استقالته، مشيرا الى ان امام الحكومة ثلاث خيارات إما تطبيق المادة 106 من الدستور وتأجيل الجلسات لمدة شهر أو استقالة الحكومة بالكامل أو حل مجلس الأمة، أما المماطلة واللعب بالوقت أمر مرفوض مختتما حديثه القول ان دولة الكويت تمتلك كل المقومات لكي تصبح جنة الله في الأرض ولكن نحن نفتقد الإدارة الصحيحة ولم نر من الحكومات المتعاقبة إلا الإدارة السيئة.
من جانبه، قال النائب ثامر السويط ان التشكيل الحكومي سيئ للغاية وصدم الشعب الكويتي حيث إنه لا يوائم الاتجاهات السياسية لمجلس الأمة فبينهم مؤزم وغير كفاءة والآخر شهادته «مضروبة» وبذلك تكون الحكومة خالفت إرادة الشعب المتمثلة في 40 نائبا قاموا بتزكية النائب بدر الحميدي لرئاسة مجلس الأمة وانحازت إلى مرزوق الغانم هذا بالإضافة الى اختياراتها السيئة للجان البرلمانية.
وأكمل ان ما حدث في الجلسة الأخيرة من رفض الرئاسة تشكيل لجان تحقيق ورفض تلاوة طلب نيابي بإحالة مجموعة من المتجاوزين إلى النيابة العامة، كل هذه الأسباب أصبحت استحقاقا وطنيا علينا كنواب بأن نتقدم باستجواب «الكرامة» وكما كنت أقول دائما إذا ارادت الحكومة التعاون يجب عليها أولا أن تحترم السلطة التشريعية.
وأضاف السويط ان أداء رئيس الوزراء في المجلس السابق كان بلا وضوح لكن في هذا المجلس تفوح منه رائحة الفساد السياسي، ونحن في انتظارك في تاريخ 19/1 مشيرا الى ان تأخر برنامج العمل الحكومي قد يكون بسبب فرض الضرائب كما نشر في جريدة الأنباء، فإذا كان هذا برنامج عمل حكومة صباح الخالد فلن نكتفي باستجواب واحد بل سنقدم 10 استجوابات لان المواطن خط أحمر، ولن نقبل ان يتم استهداف جيوب المواطنين ولن نخشى حل المجلس والنائب الذي يخشى الحل لا يستحق أن يمثل الأمة والجبناء لا يصنعون وطنا.
بدوره، قال المحامي عبدالله الشاطري ان هذا اللقاء يأتي انطلاقا من المادة السادسة من الدستور بأن السيادة للأمة مصدر السلطات وهذا ما حصل تحديدا في يوم الانتخاب عندما خرج الشعب رغم الوباء ليختاروا القوي الأمين وأغلبية قادرة على تحقيق القوانين الشعبية ومحاسبة كل من تسول له نفسه بيع مقدرات هذا البلد، وكان الشعب ينتظر من رئيس الوزراء أن يأتي بحكومة إنقاذ وطن ورجال دولة وبرنامج عمل لا أن يأتي بوزراء عن طريق المحاصصة أو وزير تدور حوله الشبهات.