- جوهر: طغيان جانب العاطفة على العقل قضية مقلقة نحتاج التوقف عندها
- المناع: نحتاج إلى تحرك القوى الناشطة لوضع حد لحالة الانفلات من بعض الفوضويين
- بن غيام: الحملة توجّه رسائل إلى الإعلام والنواب للتأكيد على أن الالتزام بواجبنا القومي والإسلامي يجب ألا يكون على حساب واجبنا الوطني
ناصر الوقيت
أجمعت فعاليات سياسية على ضرورة أن يتوقف خطاب الكراهية الذي استشرى في جسد الوطن خلال السنوات الأخيرة لما له من أثر شديد الخطورة على مستقبل البلاد.
وطالب المشاركون في الندوة التي نظمتها الحملة الوطنية «ابدأ بنفسك» مساء أمس الأول تحت عنوان «خطاب الكراهية يجب أن يتوقف.. أحبوا بعض» بضرورة سن التشريعات اللازمة لوضع حد لتجاوزات البعض ضد أي مكون من مكونات المجتمع لضمان تحقيق السلام الاجتماعي بين أبنائه.
في البداية أكد المسؤول الإعلامي للحملة الشاعر زيد بن غيام على أن جميع أبناء المجتمع يجب أن يكون لهم موقف بعد أن بلغ السيل الزبى وبلغنا مبلغا يحتم علينا ضرورة التوقف واستشعار الخطر والذي وصل الى حد أن البعض استطاع تبوؤ مقاعد القرار السياسي نتيجة استخدامه واعتماده على مفردات خطاب الكراهية.
وأضاف: «قبل فترة كنا نسمع ببعض العنصرية المعتمدة على منهج فئوي أو طائفي وأخشى أن يصل الأمر الى مرحلة يتطور من خلالها وقد رأينا أن الانتخابات الأخيرة أتت بمخرجات ومسؤولين وقياديين كبار وصلوا الى هذه المواقع فقط لأنهم يحملون برنامج الكراهية للآخرين».
وأوضح أن اختيار خطاب الكراهية عنوانا للندوة جاء لخطورة هذا الخطاب والمرض المستشري الذي يتوقف معه كل شيء ابتداء من التنمية وتطور البلد وكذلك الوحدة الوطنية التي لن تتجه بالاتجاه الصحيح دون معالجته أولا، مشيرا إلى الاستفزازات الحمقاء والخطيرة جدا من قبل بعض الأشخاص يهاجمون بها طائفة أو فئة لأنهم لا يتحملون أي مسؤولية من جراء هذا الخطاب.
ومن جانبه قال النائب السابق د.حسن جوهر ان شعار هذه الحملة هو شعار مستمد من عقيدتنا الإسلامية وثقافة القرآن الكريم والرسول عليه أفضل الصلاة والسلام لأن القرآن يحث الإنسان المؤمن على أن يبدأ بنفسه وأهله والمحيط القريب منه حتى يتجسد بالقيم والمبادئ، وبفضل الله واللحمة الوطنية تجاوز وطننا جميع المحن وكانت هي صمام الأمان لبقاء البلد.
وتابع: «ربما يكون معول الهدم من الداخل وبأيدينا وأنا واثق من انه لا توجد مكائد ورغبة منظمة لهدم البلد من الداخل ولكن هي محصلة لمجموعة ظروف ومشاعر استغلت من قبل البعض ممن سولت لهم انفسهم استغلالها من اجل مصالح ومكاسب شخصية، مستندين الى المناخ الإعلامي والتكنولوجيا الحديثة لغرس خطاب الكراهية لافتا الى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأخطر على الإطلاق كونها تغذي هذا الأمر باستمرار لتهييج النفوس.
وأضاف أنه لأول مرة في تاريخ الكويت ذات الديموقراطية العريقة التي نفتخر بها نشعر ونرى أن الخطاب السياسي الممهد للوصول الى البرلمان للأسف لدى بعض المرشحين هو خطاب الكراهية والذي كان له حظ من النجاح وهو مؤشر مقلق ومؤسف.
وزاد: «أنا مازلت أراهن على معدن وطيبة أهل الكويت لكن المشكلة أن الحكومات المتعاقبة نسيت مبدأ التنمية وأن الكويت للجميع ولهذا جاء هذا الطرح الضيق ولهذا يجب أن يكون لدينا أمل في أن هذه المرحلة قصيرة المدة وأنه لابد أن يرجع الناس إلى طبيعتهم وعفويتهم».
وبين جوهر أن طغيان جانب العاطفة على جانب العقل قضية مقلقة تحتاج منا التوقف عندها ودراسة أسبابها وطرح مبادرات لحلها مع ضرورة ألا تصل الأمور إلى حد التهويل والفزع الذي حاول البعض جعلنا نعيش فيه لافت الى أن على أبناء الشعب الكويتي معرفة أننا جميعا كويتيون ويجب علينا نبذ هذا الخطاب الذي يرفضه الجميع.
ولفت الى أن هذا الخطاب هو قضية محزنة ولا نستحقها ككويتيين ولكن مهما حدث ففي النهاية نحن مختلطون مع بعض من جميع أطياف الشعب الكويتي ونتبادل الأحاديث بكل أريحية حتى وإن حاول البعض أن يزرع بيننا هذه الروح لمصالح شخصية معبرا عن أن أمله في أن يأتي المجلس الحالي ببعض القوانين الصارمة التي تغلق منابع الفساد وتبشرنا بوجود دولة المؤسسات وعندها سنرى أن خطاب الكراهية سيتلاشى ويندثر، مطالبا النواب بضرورة الإجماع والبعد عن التفرقة والحفاظ على الحريات العامة والأموال العامة وهو القسم الذي ينطلق منه كل الأعضاء.
ولفت الى أننا نحتاج الى خطوات عملية منها ضرورة إصدار قانوني الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية اللذين هما في مقدمة أولويات الحكومة والمجلس حتى نحارب مثل هذه التصرفات الدخيلة علينا من خطابات للكراهية وأن نتصدى لها.
وقال: إننا نستحق أن نعيش بود ووئام لأن مصيرنا مشترك وأقول للتيارات الإسلامية: ما هو التناقض الذي تعيشون فيه؟! فلا يوجد بالشريعة الإسلامية خطاب أكثر من التسامح والمعروف ومن الأولى ان نكون أول من ينفذ هذه التعليمات التي هي أوامر من رب العالمين فعلى الإسلاميين اليوم أن يسيروا على هذا المنهج الإسلامي الحق.
ومن جهته قال د.عايد المناع اننا بحاجة إلى أن تتحرك القوى الناشطة في جميع المجالات لوضع حد لهذه الحالة من الانفلات التي يتلاعب بها الفوضويون بقيم وأصالة مجتمع ويجب التصدي لهم من الجميع حتى نحمى أنفسنا ومجتمعنا وأصالتنا بهذا المجتمع المتماسك المتلاحم حتى وإن كانت هناك اختلافات لا تؤثر على هذا التماسك.
وأضاف المناع أن الديموقراطية علمتنا قبول الآخرين ومطلوب منا نبذ أي خطاب من أي نوع للكراهية وتطبيق هذا الكلام ووضع حد للكراهية ولهذا يجب أن نبدأ بوضع مجتمع قوي يستطيع أن يتصدى لأي محاولة لشق الصف الوطني.