أكد رئيس اتحاد نقابات العاملين بالقطاع الحكومي بدر خالد العازمي أن الكويت تمر حاليا بمرحلة بالغة الحساسية وتتعالى الخلافات بين جميع الاتجاهات وأصبحت هناك حدة في تعاطي الأوضاع لم نعهدها في السابق وهي تمثل خروجا عن طبيعة المجتمع الكويتي القائم على الحوار وقبول الرأي والرأي الآخر دون أن تصل الأمور الى حالة العداء والاستنفار التي نشاهدها ونلمسها في الوقت الراهن.
وقال العازمي في تصريح صحافي ان هذه الحال التي آلت إليها الأمور تفرض علينا جميعا أعباء جسيمة وتستلزم منا الحذر وأن نؤثر مصلحة الوطن على أي اعتبارات أخرى دون التشدد في المواقف والتعصب أو الانفعال الذي قد يزيد الأمور احتقانا وهي أساسا قد وصلت الى مرحلة تنذر بعواقب وخيمة اذا ما أستمر الحراك بين جميع الطوائف والفصائل على نفس الوتيرة التي نشهدها الآن.
وشدد العازمي على «اننا هنا في حاجة ملحة الى صوت العقل والحكمة وان يكون الجميع في حالة رشد ننشد المصلحة العامة ونتعالى عن الخلافات من أجل الكويت التي هي تراث وماضي أجدادنا وحاضرنا ومستقبل أولادنا والذين حافظوا عليها حتى وصلت إلينا عزيزة كريمة، داعيا الله أن تظل مهابة الجانب لأنها ملك الأجيال الحاضرة والآجلة التي يتحتم علينا أن نحافظ عليها من أجل رفاهية وسعادة أبنائنا والأجيال القادمة بدلا من أن نحكم عليهم بالشقاء قبل أن يلمسوا ترابها».
وقال العازمي «ان الكويت قد أعطت الجميع وسخت علينا سماؤها وأرضها بنعم الله الوفيرة ونعيش على أرضها في رخاء وأمن واستقرار على مر السنين، فلنتكاتف جميعا لاستمرار صونها والمحافظة عليها، ولقد من الله على أهل الكويت بأن عادت إليهم من براثن العدوان الغاشم، ثم نأتي نحن ونضيعها من أيادينا بتصرفاتنا التي قد تأتي في لحظة انفعالية نندم عليها».
وأكد العازمي ان الوضع الراهن يفرض على الجميع الهدوء ونزع فتيل الأسباب المؤدية الى زيادة التأزيم وتأجيج الأوضاع حتى تمر السفينة بأمان، موجها نداء الى الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بتوخي الحذر والحيطة في آلية التعامل مع من يعبر عن رأيه، وعدم اللجوء الى القوة أو التصادم أو العنف لأنه من المسلم به ان العنف لن يولد إلا عنفا في لحظة انفعال، كما ان التعبير عن الرأي قد يأخذ وقتا ثم ينتهي الأمر وتعود الأمور إلى طبيعتها مادام ليس هناك خروج عن الشرعية.
وطالب العازمي جميع الطوائف والشرائح والاتجاهات بأن يكون هناك اتزان ووسطية وعدم الانفلات في التعبير وان يكون ذلك داخل سياج الأطر الشرعية والقانونية وعدم اللجوء الى الإثارة والتهييج الذي من شأنه ان يؤدي بالبلاد الى حالة من التأجيج واضطراب الأوضاع والتأثير على الأمن والاستقرار الذي ننعم به في الكويت ويحسدنا عليه الآخرون.
وأكد العازمي ان هذه المرحلة في حياة الوطن هي مرحلة حاسمة وفارقة في تاريخ الكويت فعلينا ان نعي ذلك ونتفهمه وان نضع في اعتبارنا الأخطار المحيطة بنا وما تشكله من تهديد للكويت وهذا يفرض علينا ان نتكاتف وان نعتصم جميعا بولائنا وحبنا للوطن الذي يجمعنا ويوحدنا تحت راية واحدة لأنه وإن حدث غير ذلك فإن الآثار ستكون قاسية والتداعيات ستكون أليمة على الجميع، ولن يخرج أحد من هذا الحراك فائزا، بل الكل سيكون خاسرا وعندئذ سنندم أشد الندم على تفريطنا في الهدوء والخير والاستقرار الذي ننعم به على ارض الكويت.
وأضاف العازمي اننا في هذه الظروف العصيبة نتوجه بالنداء والمناشدة الى سمو رئيس مجلس الوزراء وإلى الحكومة ان تعمل على تحقيق وتلبية مطالب الشعب لأن التظاهر والتجمعات التي نراها الآن إنما يقودها بالأساس عدم تلبية هذه المطالب فإن الشعب الكويتي لا يسير خلف أشخاص، بل كل ولائه لصاحب السمو الأمير، لأن في إنجاز المطالب الجماهيرية ما قد يساهم في تخفيف أسباب التأزيم الراهنة، وعليه فإن على الحكومة ان تعمل جاهدة على الاهتمام بالنواحي الصحية من خلال بناء المستشفيات على ان يكون منها مستشفى خاص بالعمال ويقدم الرعاية الصحية لهم.
وناشد العازمي معالجة مشكلة البطالة وهي مشكلة خانقة تنال معظم الشباب الكويتي وتصيبهم بالإحباط، خاصة ان الشباب هم أمل المستقبل وعصب المجتمع وعنصر وأمل النهضة وبناء الكويت في الغد الذي نتمنى ان يكون مشرقا، وفي هذا الصدد فإنه يتعين على الحكومة خلق الوظائف للشباب الخريجين الذين طال انتظارهم وتقديم الدعم للخريجين الذين لم يحصلوا على فرص العمل.
وأشار الى ان هناك مشكلة باتت تؤرق المواطنين والمقيمين على حد سواء وهى مشكلة الاختناقات المرورية التي زادت بصورة حادة في الآونة الاخيرة وأصبح من الواجب على الحكومة ان تولي هذه المشكلة جل اهتمامها من خلال إنشاء الطرق والبنية التحتية الخاصة بمرفق المرور بما ينعكس على سيولة الحركة والمرور ورفع المعاناة الحالية، كما اننا نطالب بإسقاط القروض الربوية التي تثقل كاهل المواطنين وتزيد من عنائهم وكذلك القروض الحكومية التي من شأنها ان تزيد الأعباء على المواطن الكويتي في ظل الغلاء الفاحش في أسعار المواد الأساسية الذي تشهده البلاد في الآونة الاخيرة.
وأوضح العازمي ان الشعب الكويتي ولاؤه لصاحب السمو الأمير ولدستورنا، وإن ظهرت بعض مظاهر الغضب فإن ذلك يرجع في المقام الأول الى السخط وعدم الرضا من الأداء الحكومي الذي لا يلبي طموحات الشعب.
وأكد العازمي ضرورة إجراء حوار وطني بناء يستوعب جميع الآراء بين جميع الفصائل والقوى والتيارات لأن في هذا الحوار ما يهدئ من حالة الغليان الموجودة في الشارع الكويتي وقد يؤدي الحوار الى التلاقي في العديد من النقاط والأطروحات، مما يساعد في الخروج من هذا النفق الذي يعترض مسيرتنا وان يشارك في هذا الحوار رموز المجتمع وعلماؤه ومثقفوه وصفوته.
وأضاف ان الحركة العمالية تتوجس من الغد وتخشاه اذا استمرت الأوضاع على الوتيرة نفسها، وعليه فإننا نناشد صاحب السمو الأمير ان يتدخل بحكمته في تهدئة الأمور لأنه ربان السفينة وقائدها وأب لكل رجال ونساء وأطفال الكويت وهو الأدرى بمصلحة الوطن، ونحن جميعا معه صفا واحدا نذود عن امن واستقرار الكويت ونشارك في البناء والرخاء، ولنعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق حتى لا تتفرق بنا السبل فنكون أول النادمين.