استغرب النائب السابق مسلم البراك عدم التفات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك او قراءة التاريخ في علاقتنا مع جمهورية العراق والحكومات المتعاقبة عليها والتي لم يقدر فيها حجم تضحيات الشعب الكويتي في الحفاظ على شرعية بلاده بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها أثناء زيارته لبغداد، متسائلا: على أي أساس استندت حكومة المبارك ونائبه وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد عندما أعلنا السعي لإخراج العراق من الفصل السابع رغم عدم التزامها بالقرارات الدولية التي صدرت بعد عام 1990 وحماية الحدود الكويتية او تسليم رفات الأسرى والمفقودين أو سداد الديون الضخمة والتعويضات التي فرضت عليهم.
وقال البراك في تصريح صحافي يوم امس «أمر مزعج تلك الصدمات التي يتلقاها أبناء الشعب الكويتي من قبل هذه الحكومة التي فقدت السيطرة على نفسها خصوصا فيما يتعلق بعلاقتها مع العراق، وأنا أعلم كما يعلم الشعب الكويتي ان الحكومات المتعاقبة التي فشلت فشلا ذريعا في ترتيب هذه العلاقة بما يتناسب وكرامة الشعب الكويتي خاصة بعد التطورات الأمنية وترسيم الحدود بقرار أممي بعد عام 1990 وهي السنة التي احتلنا بها المقبور صدام حسين وجيشه ونظامه».
واستغرب البراك «انه بعد الثقافة التي رسخها نظام صدام، النظام المجرم، في أذهان العراقيين والمتمثلة في ان الكويت جزء من العراق ان يأتي اليوم رئيس مجلس الوزراء الكويتي جابر المبارك بعد زيارته .. ليقول اننا لن نلتفت للوراء في علاقتنا مع العراق وهو ان دل انما يدل على ان رئيس مجلس الوزراء والحكومات المتعاقبة لا يقرأون التاريخ ولا يتلفتون للوراء ولو التفتوا لرأوا انه منذ أيام عبدالكريم قاسم ومرورا بالصامتة، وعهد المقبور صدام والذي تجسد بالغزو العراقي الغاشم حيث دمرت المؤسسات وسقطت الدولة والشهداء والأسرى وحرقت آبار النفط لعرفوا ان الحدود رغم ترسيمها أمميا الا ان العراق والمالكي يعتبرونها فزاعة ضد الكويت تستخدم كل ما تفاقمت مشاكلهم الداخلية».
وتابع البراك موجها حديثه للمبارك «لو كنت تلتفت للوراء في هذه العلاقة بين الكويت والعراق لعرفت جيدا انها لا تتطلب منا الا المزيد من الحذر لأن أطماعهم تاريخية ومن قبل عهد المالكي فمنذ أيام الملك غازي ومرورا بجميع الأنظمة المتعاقبة على حكم العراق الى عهد صدام الذي قام بجريمته الكبرى هم يختلفون في كل شيء الا انهم يتفقون على شيء واحد وهو أن الكويت جزء من العراق بما فيهم عهد المالكي ومن سيخلفه لحكم العراق».
وأضاف البراك «نحن نعلم ان حدودنا ستضيع فقد وصل بهم الحال الى زرع رجال استخباراتهم وعصاباتهم عليها وقاموا بتكسير الحواجز فيها رغم ان الكويت دفعت التعويضات المالية منذ عام 2003 لأصحاب المزارع والمنازل المتاخمة لها رغم عدم شرعية اقامتها في هذه المنطقة الا ان حكومة العراق تعتبر هذه المنطقة مهمة لها ومصت من خلالها أموال الشعب الكويتي ورغم ذلك فكأن حكوماتنا في تعاملها مع العراق «تزرع بصبخة» وذلك لأن رئيس وزرائنا لا يلتفت للوراء ولأنه لا يريد ان يعرف هذه الحقيقة».
ووجه البراك سؤاله لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتيين «ما الأساس الذي استندتما اليه في إعلانكما بعد الذهاب للعراق بالسعي لإخراج العراق من الفصل السابع الأممي الذي حمى الكويت بعد غزو عام 1990؟ فالشعب يسألكم أين رفات الأسرى الذين قتلوا والمفقودين الكويتيين بالعراق الذين ذهبوا ظلما وعدوانا؟ وهل أثبتت لكم الحكومة العراقية جديتها في البحث عنهم؟ وهل استطاعت حكومة المالكي حماية الحدود التي بيننا والتي بين فينة وأخرى يتم الاعتداء عليها؟ وهل تسلمت الكويت جميع تعويضاتها وديونها الضخمة المستحقة على العراق والمسروقات الكويتية الموجودة بها بما فيها الأرشيف الوطني؟».
واستنكر البراك انه بعد جميع القرارات الأممية والاتفاقيات الأمنية التي وقعتها البلاد وترسيم الحدود مع العراق بقرارات أممية نجد ان الضعف والخوف هو عنوان علاقتنا مع الجانب العراقي وبلغ الحال مبلغ المساس بكرامة الشعب الكويتي بأن تدفع أمواله للساسة العراقيين اعتقادا منها بأنها تحمي نفسها، مشيرا الى ان هذه السياسة صوّرتنا وكأننا نحن الجناة وليس المجني علينا في هذه العلاقة وكل ذلك لأنكم لا تلتفون للوراء ولا تقرأون التاريخ.
وأكد البراك ان الحكومة الكويتية لو كانت تقرأ التاريخ لقدرت تضحيات الشعب الكويتي من أجل الحفاظ على شرعية الدولة والحكم ولأنها لا تلتفت للوراء فهي برئيس وزرائها لا تعرف أعداد الرفات الكويتية الموجودة بالعراق وكم منها وصل للكويت وذويهم وصحيح هناك من يقول اننا لو نصبنا أنفسنا قضاة للماضي لأضعنا المستقبل لكن في علاقتنا بالعراق ان لم نتمسك بالماضي لنحمي المستقبل خاصة من جار لا يراعي الجيرة ولا يقدر موقف الكويت في حمايتهم والدفاع عنهم وانهاء حكم نظام باطش، ولولا الله ثم الأراضي الكويتية لما تخلص المالكي ورفاقه من هذا النظام وظلوا معارضة في الخارج بأوروبا وأميركا.
وتابع البراك «أقول للمبارك افعل ما تشاء بكرامة الكويتيين وأنت تخاطب حكومة المالكي الآن ووقع ما تشاء من اتفاقيات معها لأنك تعيش الآن في عهد مجلس من صنيعتكم جئتم به لتمرروا به مشاريعكم واتفاقياتكم ولا تلتفت للوراء ولكن عندما تعود السلطة الرقابية للشعب والدستور للأمة فإننا لن نكون بحاجة لالتفاتك للوراء او قراءتك للتاريخ».