أشاد النائب أحمد الفضل بقرار إعادة الجنسيات الذي صدر أمس، معتبرا أنه قرار حكيم جاء لنزع فتيل الأزمات.
وقال الفضل في تصريح صحافي بالمركز الإعلامي لمجلس الأمة إنه «رغم موقفنا الثابت من قضية الجنسيات والعبث الذي حصل فيها على مدار السنوات الماضية ولا سيما الـ 15 أو 20 عاما الماضية من عمليات تزوير وازدواجية في الجنسية، ورغم تأكيدنا على أن هذا الملف خطر بكل ما تحمله الكلمة من معان، من ناحية أمنية وتكلفة مالية على الدولة ومن ناحية انعدام العدالة والمساواة بأن يأتي شخص من الخارج ليستولي على وظيفة المواطن وحقوقه والدعومات المقدمة له من قبل الحكومة».
وأضاف «هذا موقف مبدئي لا يتغير ولا يمكن لأحد أن يتهمنا فيه لا بالعنصرية ولا غيرها، فلا أحد من كل فئات المجتمع الكويتي يقبل بوجود مزورين أو مزدوجين في المجتمع، ولكن علينا ألا نخلط، فرغم موقفنا الثابت من قضية التجنيس إلا أن القرار الذي صدر أمس لا يكن إلا أن نقف له إعجابا، نظرا لتوقيت ونوع القرار ولمن صدر».
وقال «شكرا للكريم سليل الكرماء، شكرا لهذه المدرسة العريقة في السياسة التي أطفأت حرائقهم قبل أن تشتعل لنار كبيرة قد تأكل الأخضر واليابس في البلد، شكرا لصاحب الكرم وهذه الحكمة المتناهية التي أطفأت حرائق كانت ستشتعل قريبا في المجلس ويعول عليها أناس كثر خارج البلد بأن تكون هذه هي القاضية للاستقرار في البلد حتى تكون جذوة للربيع العربي أو الخريف العربي مرة أخرى في البلد».
وزاد «ألف شكر على تفويت الفرصة على مثيري الفتن وشبّابي الحرائق، والآن بان من المتسامي الذي يمارس الإنسانية فعلا، وكذلك نلتفت للإخوة الذين أصدرت لهم هذه الجناسي وليس للجميع ونقول إن هناك قد يكونوا مستحقين ولم يثيروا أي بلبلة في البلد وهؤلاء لا نتطرق لهم ولكن نتحدث فقط عن من يثير الشغب ومن كان سلوكه مشينا في الوقت الذي كانت تتعرض فيه الدولة لأشد الهجمات شراسة من قبل من كان يريد هز النظام في البلد، ونقول قدروا هذه النعمة التي أسبغها عليكم ولي النعمة وأنتم الآن تحت المراقبة فاضبطوا حالكم وسيروا تحت القانون».
وقال «لا أخفي سعادتي كذلك من نوع التصريحات التي كانت كلها عبارة عن تصادم مع السلطة وضرب في الاستقرار وتعنت وتعالٍ والآن أصبحت توسلا وخنوعا، وهذا أمر جيد من المذنب بأن يبدأ على الأقل بالاعتذار قبل أن يطالب بالعفو، ولذلك نشكر أمير الإنسانية الذي أعطانا درسا وأعطى للآخرين درسا وأزال مخالبهم وأنيابهم قبل الاستجواب ولم تعد لديهم حجة الآن».
وتابع «هذه البلد يجب أن تمضي وهي بلد محكومة شئتم أم أبيتم مهما كانت أحلامكم المريضة قد سوغت لكم في يوم من الأيام أنكم قد تستطيعون قلب نظام الحكم وأن تكونوا أنتم الحكام، مهما كانت هذه الأحلام المريضة موجودة فقد صحوتم على واقع أن هذا البلد محكوم وله قوانينه ومؤسساته التي لا تستطيع لا أنت ولا أمراضك الفكرية التعدي عليه، وأول حائل بينك وبين هز نظام واستقرار البلد سيكون نحن».
وزاد «لذلك نبارك لمن صدرت لهم الجناسي وفق المادة الخامسة جميعا، ونقول للمشاغبين منهم أنتم تحت الأنظار فإن أحسنتم أحسن لكم وإن لم تحسنوا فما حدث لكم يحدث لكم مرة أخرى وفق القانون، لن يتم تعدي القانون ضدكم أو انتهاكه من أجل مآرب أو تصفيات شخصية، فقد كان الموضوع كله وفق القانون، والآن هذا الكرم يجب أن تقدروه تقديرا جيدا، أما مثيري الفتن نقول لهم لا عزاء لكم، وقد أطفئت نيرانكم ونقول لكم حياكم الله في مدرسة صباح الأحمد، وهكذا تنزع فتائل الحروب وهكذا تنتزع كل محاولات التأزيم وتقتل في مهدها، وهكذا ما يجب أن يكون».
ووجه كلامه للنواب بأنه «لم يعد عذر لعدم التعاون ليس بينكم وبين الحكومة بل بينكم وبيننا، ولم يعد هناك عذر لعدم وضع الأولويات التي تفيد جميع المواطنين وليس اثنان أو ثلاثة هاربين، ولتكن الأمور واضحة فقد حلها صاحب الحل الآن ولم يعد هناك مجال للتأزيم، وأي شخص أو أطراف تؤزم بعد ذلك داخل البرلمان أو خارجه فاعلموا أنهم لا يريدون الخير للكويت، اليوم أطفئت النيران فاجعلوا أعينكم على من يريد إشعالها مرة أخرى».