قال الناشط السياسي والمرشح السابق لانتخابات مجلس الأمة م.أحمد الحمد إن ميزانية 2020 التي صدرت منذ أيام تعكس عجز الحكومة الحالية كما عجزت الحكومات التي سبقتها في تحقيق ميزانية شفافة وحقيقية تعكس الإمكانيات الحقيقية للكويت، مشيرا إلى أن ارتفاع العجز في الميزانية الحالية يعني أن عقلية العمل لم تتغير بل إنها تزداد سوءا وتخبطا واستهتارا بما يتنافى مع أدنى متطلبات التنمية المشهودة أو حتى محاولة إبقاء الأوضاع مستقرة على ما هي عليه على الرغم من عدم قبول هذه الأوضاع شعبيا أو منطقيا.
وأضاف الحمد ان ارتفاع العجز في الميزانية بنسبة 11.2% ليصل إلى 9.2 مليارات دينار يؤكد ان ما قامت به الحكومة السابقة من رفع لأسعار البنزين وغيره على المواطنين كان مجرد محاولات وهمية بائسة لسد العجز على الرغم من معرفة تلك الحكومة أن العجز وهمي بالأصل ولا يمكن سده بمد يدها إلى جيوب المواطنين بدلا من السعي والعمل لسد هذا العجز (الوهمي) من خلال أدوات أخرى مجدية مثل التنويع في موارد الاقتصاد وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وإشراك القطاع الخاص وفتح قنوات الاستثمار الوطني والأجنبي بضوابط معينة وغيرها من الأدوات الكثيرة المتاحة بسهولة أمام تلك الحكومة والحكومات التي سبقتها.
وبين الحمد ان تدني الإيرادات في الميزانية الجديدة بنسبة 6.5% يعني أيضا أن الحكومة مصرة على الإبقاء على النفط كمصدر وحيد ورئيسي للاقتصاد الوطني، لافتا إلى أن الكويت تعتبر من الدول القلائل التي تعتمد على مصدر واحد، وهو مصدر تتحكم بأسعاره كثير من المؤثرات الإقليمية والعالمية ولا يمكن التنبؤ بهبوطه أو ارتفاعه بسبب أي متغير يحدث في أي مكان في العالم، مشددا على أن وضع الاقتصاد الوطني في مثل هذه المخاطرة الدائمة مقامرة باقتصاد الوطن واستخفاف بمواطنيه ومستقبلهم.
كما أشار الحمد إلى غياب الحديث عن الصناديق السيادية التي تتعامل بمئات مليارات الدنانير ويجب أن تكون إيراداتها في صميم الميزانية العامة للدولة، مبينا ان فضائح خسارئر تلك الصناديق المليارية تشير إلى مدى الفساد المالي الضخم الذي وصلت إليه الكويت.
وختم الحمد مشددا على وجوب الخروج من مستنقع الفساد وترميم مؤسسات الدولة والضرب بيد من حديد على الفاسدين والمفسدين الذين عاثوا في الاقتصاد الوطني خرابا وتدميرا، آملا أن تخرج الكويت في الأشهر القليلة المقبلة بحكومة جديدة ومجلس جديد يحقق طموحات الكويتيين في وطنهم الذي دافعوا عنه بدمائهم ويحاول سرقته بعض الفاسدين المفسدين.