- المرزوق: الشهب تسقط يومياً على الأرض وهناك 50 ألف نيزك بالمجموعة الشمسية
- السعدون: الكرة النارية يشاهدها من يكون في محيط دائرة قطرها 1000 كم
عاطف رمضان
أوضح الفلكيان عادل المرزوق وعادل السعدون أسباب تكوّن الكرات النارية في سماء الأرض وكذلك ظاهرة السماء الحمراء في الكويت التي لوحظت بالفترة الماضية.
وتطرق المرزوق والسعدون في تصريحين منفصلين لـ «الأنباء» إلى تفسير الظاهرة المتمثلة في ظهور كرة نارية في سماء اليابان والتي أشارت إليها «الأنباء» في عددها بتاريخ 1 الجاري، وكذلك ظاهرة السماء الحمراء في الكويت التي تزامنت معها وأثارت تساؤلات عديدة من قبل قرائنا الكرام.
في البداية، قال الخبير الفلكي عادل المرزوق ان الكرات النارية تسمى الكرة النارية راعية الأرض باللغة الإنجليزية Earth-grazing fireball، وهي عبارة عن شهب ساطعة تنشأ من الصخور الفضائية التي تدخل إلى الغلاف الجوي للأرض، وتدخل بسرعة هائلة جدا مما يؤدي إلى احتكاكها بالغلاف الجوي الذي يجبرها هذا الاحتكاك على تخفيف سرعتها، ونتيجة هذا الاحتكاك ومن ثم تخفيف السرعة تنشأ كمية هائلة من الحرارة، في الوقت نفسه تولد في هذا الجرم الفضائي النهار، فإذا كانت الصخرة كبيرة تصبح نارية متماسكة شظية تنجو من التكسر او التفتت وتسقط كنيزك على الأرض، والعكس صحيح تتحول إلى صخيرات نارية أو شهب متناثرة كالتي تسقط يوميا وبالآلاف على سطح الأرض، ولايزال العالم حتى يومنا هذا يجهل مصدر النيازك الأرضية في المجموعة الشمسية والتي يزيد عددها على 50000 نيزك.
وأضاف: لمزيد من التوضيح نقول هذه الكرات النارية هي صخور من الفضاء غير معروفة المصدر تكون ساطعة جدا تلامس او تدخل الغلاف الجوي للأرض تتحول إلى كتل نارية ثم تخرج من الغلاف الجوي مرة أخرى عائدة إلى الفضاء، وفي حالات كثيرة تتساقط بعض الشظايا منها على الأرض مثل النيازك عندما تتفكك أو تنفجر أثناء دخولها في الغلاف الجوي الأرضي، هذه الظاهرة تسمى فلكيا «موكب شهب» أو «النيازك المتفجرة»، ومن أشهر الأمثلة على «الكرات النارية النهارية العظيمة هو ما حدث في عام 1972» وكذلك ما حدث في موكب الشهب في 20 يوليو 1860، وجميع هذه الحوادث وأثناء مرور هذه الأجسام الفضائية داخل الغلاف الجوي الأرضي تتغير سرعتها وبالتالي يتغير مدارها ما يجعلها تخرج من مجال الغلاف الجوي الأرض وتسلك مدارا مختلفا عن مدارها الأصلي قبل دخولها للغلاف الجوي للأرض.
وتابع: ومن خلال دراسة العلماء لتكوينات هذه الكرات النارية وكيفية تحركها أثناء عبورها في الفضاء تمكنوا من تحديد الكويكبات التي نشأت منها هذه الكتل النارية ولكن لم يتمكنوا بعد من تحديد الأسباب التي أدت إلى انفصال هذه الكتل النارية أو الشظايا التي قالوا انها من المحتمل أن تكون «كومة من الحطام» الضعيف الذي يستمر في الانفصال في الفضاء.
وختم المرزوق: أشارت الدراسات الى أن الكتل النارية او الجسم الصخري يعود إلى كويكب مزدوج يعرف باسم 2003 YT1، وهو عبارة عن منظومة مشكلة من كويكبين اثنين يدوران حول مركز الثقل المشترك فيما بينهما، حيث ان الكويكب الأول الأكبر حجما يبلغ طول قطره 2 كلم ويدور حوله كويكب أصغر حجما يبلغ طول قطره 210 أمتار.
إذن، هذه الكرات النارية هي صخور منشأها كويكبات تسير في الفضاء ينفصل عنها قشورها فتدخل في الغلاف الجوي للأرض.
من جهته، قال الفلكي عادل السعدون انه لا توجد علاقة بين احمرار لون سماء الكويت والكرة النارية في سماء اليابان الاسبوع الماضي.
وأضاف أن الكرة النارية عبارة عن قطعة صخرية عندما تدخل الغلاف الجوي وتحترق وتنفجر فإن من يشاهدها في حدود الدولة ذاتها تقريبا في اليابان ولا يمكن رؤية نارها المحترق في الكويت لأنها تحترق بارتفاع بين 100 و80 كم من سطح الارض، وبالتالي لا يشاهد الكرة المحترقة عدا من يكون في محيط دائرة قطرها 1000 كم، واليابان تبعد عن الكويت آلاف الكيلومترات.
وقال السعدون: اما ما حصل في الكويت وخصوصا الاسبوع الماضي فإنه انعكاس لون اضواء الشوارع والتي هي صفراء او برتقالية تقريبا بالغيوم، حيث كانت السماء مليئة بها هو سبب الحمرة اذا كان الوقت بعد مغيب الشمس بأكثر من ساعة.