أظهرت دراسة جديدة أن شعب التيبت مر بأسرع عملية تطور في تاريخ الجنس البشري بعدما مكنه تغيير جيني حصل خلال اقل من 3 آلاف سنة من العيش في الأماكن المرتفعة حيث تقل كمية الأكسجين.
وأوضحت الدراسة أن التغير الجيني الأسرع ظهر في جين «1س» الذي يساعد على تنظيم ردة فعل الجسم تجاه بيئة فقيرة بالأكسجين وقد تغير تردد «أليل» (نسخة جينية) من هذا الجين فبعد أن كان يظهر لدى 9% من الهان الصينيين بات يظهر لدى 87% من التيبتيين.
وقال الباحث راسموس نيلسون عالم التطور البيولوجي في جامعة «كاليفورنيا ـ بيركلي» «استغرق الأمر بعض مئات الأجيال فقط لتغيير تردد «الأليل» الذي لا يمكن أن يحدث إلا إذا مات عدد كبير من الأشخاص».
ويقول الباحثون إن التيبتيين انفصلوا عن الهان قبل 2750 سنة ولكن الأكثر تطورا منهم فقط تمكنوا من العيش في المناطق المرتفعة في التيبت. وأظهرت الدراسة أن التيبتيين سبقوا شعب أوروبا الشمالية الذي كان يعتقد أنه مر بأسرع عملية تطور بعد أن تمكن من تطوير القدرة على هضم اللاكتوز خلال 7500 سنة. ولم يعرف بعد كيف يساعد «أليل» ـ «1س» البشر على التأقلم مع بيئات فقيرة بالأكسجين غير أن الدراسة تظهر أن الهان الصينيين الذين لم يتمكنوا من التأقلم مع البيئة في المناطق المرتفعة لم يبلوا بلاء حسنا فيما يتعلق بنقل جيناتهم إلى الأجيال الأخرى.
وقد طوع التيبتيون القدرة على العيش في أماكن فقيرة بالأكسجين دون الحاجة إلى زيادة كمية الكريات الحمراء التي تؤدي زيادتها إلى أمراض تتعلق بلزوجة الدم والإرهاق وآلام الرأس وارتفاع نسبة وفيات الأطفال.
ونقل موقع «لايف ساينس» عن نيلسون «إن توجهنا إلى أماكن مرتفعة ننتج كمية أكبر من الكريات الحمراء غير أن التيبتيين يتمكنون من التأقلم دون إنتاجها».
وشملت الدراسة 50 تيبتيا يقيمون في التيبت و40 من الهان الصينيين يقيمون في بكين. واستخدمت فيها قاعدة بيانات من مركز الجينات في الصين.
وقد استخدم العلماء الصينيون عينات دم لقياس معدلات الكريات الحمراء لمقارنة التغيرات الجسدية المرتبطة باختلاف الجينات وظهر أن 30 جينة خضعت لطفرات لتصبح أكثر شيوعا لدى سكان التيبت مما هي لدى الهان ونصفها تقريبا يتعلق بطريقة استخدام الجسم للأكسجين.