رغم حلول السجاد الآلي محل السجاد اليدوي في انحاء العالم، مازال مصنع القطان للسجاد في مصر يواصل صناعة السجاد اليدوي منذ تأسيسه عام 1930.
في عام 1929 تقاعد احمد فهمي القطان من وظيفته في نظارة التعليم المصرية واشترى قصرا قديما وعكف على تجديده وترميمه ثم أعاد افتتاحه بعد عام كمصنع للسجاد.
ولم تكن صناعة السجاد اليدوي شائعة في مصر في ذلك الوقت، فقرر القطان تدريب أطفال صغار على حرفة نسج السجاد، كما أتاح للاطفال أيضا الفرصة ليتعلموا القراءة والكتابة.
وتراجع في الوقت الحالي عدد الحرفيين المهرة في مجال نسج السجاد اليدوي واصبحت فرص التدريب على الحرفة نادرة.
وذكر محمد السيد الذي يعمل في مصنع القطان للسجاد ان معظم زوار المصنع يهتمون بمعرفة كيفية نسج السجاد، حيث لا يستطيع معظم الناس أن يتخيلوا طريقة تحويل الخيوط الملونة الى مجموعة من العقد تتكون منها في النهاية أشكال رسوم السجاد.
ودفع تراجع عدد الحرفيين المهرة في صناعة السجاد اليدوي وندرة فرص التدريب على الحرفة محمد القطان المالك الحالي للمصنع للسير على نهج جده الراحل وتحويل المصنع الى مركز للتدريب على نسج السجاد.
وقال محمد القطان «اتجهت الى ان احول هذا المصنع الى مركز تدريب معتمد، وبالفعل ذهبت الى وزارة القوى العاملة وقمت بعمل مركز تدريب معتمد واعتمد مركز التدريب وقمنا بعمل دراسة جدوى وعمل مناهج، وحضرت لجان وشاهدت وفعلا اعتمدنا كمركز تدريب».
وبدأ القطان الحفيد منذ ذلك الحين يستقبل شبانا وفتيات غير متعلمين يسكنون في احياء فقيرة بالقاهرة وألحقهم ببرامج تدريبية في محاولة لانقاذ الحرفة من الاندثار في مصر ولتأهيل تلك البراعم الصغيرة لمواجهة الحياة بمهنة يتكسبون منها. ويتميز مصنع القطان للسجاد بميزة أخرى فريدة علاوة على منتجاته وتصميماتها الجميلة وهي وجوده في قصر سجلته وزارة الثقافة المصرية قبل عدة أعوام في «قائمة الآثار المصرية والقبطية».