أول ما قامت به عزيزة هو مد يدها إلى خزانة خشبية أخرجت منها لفافة بلاستيكية قامت بفتحها وتقطيع ما بداخلها إلى قطع صغيرة كلوح شيكولاته وقدمت منها إلى صغيرها البالغ من العمر 4 سنوات، فهذا هو إفطاره.. قطعة من الأفيون.
وبررت فعلتها قائلة: «إن لم أقدم له الأفيون فلن ينام ما يعني أنني لن أتمكن من العمل».
تلجأ العديد من العائلات الأفغانية في إقليم «بلخ»، شمالي أفغانستان للأفيون كخيار متوافر ومتاح للعلاج ما أدى الى تفاقم ظاهرة الإدمان بين الأجيال في المناطق الريفية لتعذر الحصول على الخدمات الصحية بسبب القيود الثقافية أو ندرة المراكز الصحية.
وعزيزة، التي تنحدر من عائلة تجمع قوتها بالعمل في حياكة السجاد، مثل غيرها من العائلات الفقيرة تجهل المخاطر الصحية الناتجة عن إدمان المخدرات.
أضافت قائلة: نقدم الأفيون للأطفال كذلك كلما أصابهم المرض، فالافتقار للخدمات الصحية بتلك المناطق النائية في أفغانستان إلى جانب تكلفتها الباهظة، إن توافرت، يضعان العائلات أمام خيار الأفيون، حيث تدور حلقة الإدمان على مر الأجيال، فالبالغون يتعاطون المخدر لتسكين الآلام ومدهم بالطاقة للعمل لساعات طويلة، وتقدمه الأمهات للصغار كعلاج ومهدئ للأطفال ليتمكن من العمل.