رغم إعلان اليابان رسميا أمس انخفاض معدل الانبعاثات النووية من محطة فوكوشيما بمعدل 700 مرة عن لحظة انفجاره إلا أنها أعلنت حظرا جويا فوق المحطة، كما أعلنت مجموعة الثماني في بيان لها أمس ان الخطر النووي «مرتفع جدا» في اليابان، وقال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه ان «الوضع خطير جدا وأجرينا (امس الأول) محادثات مع وزير الخارجية الياباني تاكياكي ماتوسموتو الذي نقل إلينا كل المعلومات التي يملكها».
رياح اشعاعية
هذا وأطلقت السفارة الفرنسية في طوكيو تحذيرا من أن رياحا تحمل إشعاعات منخفضة ربما تصل إلى طوكيو وحثت عبر بيانها على الإنترنت المواطنين الفرنسيين في المدينة على البقاء داخل منازلهم وإغلاق النوافذ وعدم الذعر.
هذا وأعلنت البحرية الاميركية اول من أمس ان فريقا من جنود الأسطول السابع الأميركي شاركوا في عمليات إنقاذ في اليابان تعرضوا لإشعاعات نووية وعلى الأثر ابتعدت سفنهم عن المحطات النووية المتضررة.
وقال الأسطول السابع في بيان على موقعه الالكتروني ان التحاليل التي أجريت على 3 طوافات عادت من مهمة قرب سنداي في شمال شرق اليابان أدت الى رصد مستويات ضعيفة من الإشعاعات على 17 عنصرا من أفراد طواقم المروحيات الثلاث.
واضاف البيان انه «تم القضاء بسهولة على المستوى المنخفض للاشعاعات لدى العناصر الذين رصد لديهم، وذلك عبر الاغتسال بالماء والصابون. لقد تمت معاينتهم لاحقا ولم يرصد اي تلوث مجددا».
9 درجات
وفي الوقت نفسه رفعت هيئة المسح الجيلولوجي الأميركية شدة الزلزال من 8.9 إلى 9 درجات، مشيرة إلى أن السلطات اليابانية عدلت هي الأخرى وبشكل مستقل تقديراتها لقوته.
من جانبه، صرح المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوكيو إدانو امس بأنه تم إيقاف انبعاث الإشعاع من المفاعل الرابع في محطة فوكوشيما النووية التي شهدت انفجارا في وقت سابق من اليوم. وقال ان أنظمة التبريد في المفاعلين الخامس والسادس «يبدو أنها لا تعمل».
وكانت أنظمة التبريد في المفاعلات الستة بالمحطة قد تعطلت في أعقاب الزلزال.
مياة البحر
وأضاف أن الفنيين قاموا بضخ مياه البحر إلى المفاعلين الاول والثالث في محطة فوكوشيما النووية التي تضررت بصورة كبيرة وأن العملية مستقرة.
وقال: «يبقى ان نرى ما اذا كان ضخ مياه البحر للمفاعل الثاني قد أفلح في حل المشكلة من عدمه».
هذا وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس ان مواد مشعة انبعثت مباشرة في الجو اثر الحريق الذي اندلع في المفاعل (4) في محطة الطاقة النووية فوكوشيما (1) في اليابان.
وقالت الوكالة في بيان ان «السلطات اليابانية ابلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الساعة 4.50 (3.50 تغ) بأن حوض المحروقات المتضرر في المفاعل النووي 4 من محطة فوكوشيما دايشي يحترق والاشعاعات تنبعث مباشرة في الجو».
وتشير ملاحظات الاطباء الى ان جرعات تبدأ من 100 سيليفترت في الجسم البشري تزيد من الاصابات بمرض السرطان.
مساعدات بـ 265 مليون يورو
فيما أعلنت الحكومة اليابانية رسميا ان معدل الأشعة حول محطة فوكوشيما النووية رقم 1 مرتفع بما يكفي للتسبب بالضرر لصحة الإنسان.
وكخطة أولى خصصت الحكومة اليابانية ما يعادل 265 مليون يورو لتقديم المساعدات العاجلة للمواطنين في المناطق المتضررة.
وكتب المتحدث باسم الحكومة اليابانية نوريوكي شيكاتا رسالة على موقع «تويتر» امس جاء فيها أن هذا المبلغ سيخصص للمواد الغذائية والأغطية والأدوية.
46 ألف مبنى تدمر
فيما أشارت تقديرات الحكومة اليابانية الأولية إلى أن أكثر من 46 ألف مبنى تضررت جراء الزلزال وأن ما لا يقل عن 5700 مبنى انهاروا تماما. من جانبها اعتبرت منظمة «سيف ذا تشيلدرن» غير الحكومية أن الزلزال تسبب بتشريد نحو 100 ألف طفل.
تركيا تبني محطتها النووية
وفيما قررت عدد من الدول مراجعة أو تأجيل بناء مفاعلات نووية بعد الكارثة في اليابان ومن بينها ألمانيا وإسرائيل قال وزير الطاقة التركي تانير يلدز أن بلاده ستمضي قدما في خططها الخاصة لبناء محطتين نوويتين وأن إحداهما ستستخدم تكنولوجيا يابانية.
غرفة عمليات سعودية
وعلى صعيد ميداني، بدأت عدد من الدول إنشاء غرف عمليات إجلاء لرعاياها في اليابان، وأعلنت المملكة العربية السعودية تفعيلها لغرفتي عمليات لتأمين مواطنيها في اليابان وشكلت نقطي تجمع الأولى في طوكيو والثانية في أوساكا.
كيف تحركت اليابان؟!
يقدر الخبراء ان ساحل اليابان تحرك من موقعه باتجاه الشرق بمسافة 4 أمتار، وتشير البيانات المجمعة من شبكة الرصد الجيولوجي في اليابان التي تضم 1200 محطة رصد مواقع جغرافية (gps) الى ان هناك عملية ازاحة حدثت في اعقاب الزلزال الكبير، وقال د.روجر مسون من جمعية المسح الجيولوجي البريطانية في مقابلة مع «بي بي سي» ان الحركة التي اعقبت الزلزال تتسق مع ما يحدث عندما يقع زلزال بهذه القوة.
ويعتقد ان الزلزال ادى الى تحرك الارض عن محورها بنحو 6.5 بوصات (16.5سم) وجعل الكرة الأرضية تدور أسرع قليلا ما يعني قصر اليوم بمقدار 1.8 مليون من الثانية.
وشرح د.براين بابتاي من جمعية المسح الجيولوجي البريطانية ايضا ان الزلزال وقع في منطقة التقاء صفيحتين تكتونيتين مختلفتين هما الصفيحة الباسيفيكية شرقا وصفيحة اخرى غربا يعتبرها كثير من الجيولوجيين امتدادا للصفيحة الاميركية الشمالية.
وتتحرك الصفيحة الباسيفيكية غربا تحت اليابان، ومع حركتها تجذب معها الصفيحة الاميركية الى اسفل وباتجاه الغرب، ومع حدوث الزلزال تزاح الصفيحة العليا شرقا والى اعلى مطلقة الضغط الذي تجمع من احتكاك الصفيحتين ببعضهما البعض.
ويضرب هذا الضغط في قاع البحر محركا كمية كبيرة من المياه ما يكون موجات التسونامي التي دمرت المناطق الساحلية في منطقة سينداي.
يقول د.مسون: «تحركت الصفيحة الباسيفيكية بحد أقصى 20 مترا الى الغرب الا ان حجم الحركة يختلف من موضع الى آخر حتى على خط الصدع نفسه».
ويضيف: لا يعني ذلك ان اليابان كلها تحركت من مكانها بذات القدر لان مقدار الازاحة يقل كلما ابتعدت عن الصدع.
زلزال اليابان يكشف عن قارة «أتلانتيس» المفقودة
مدريد ـ سي ان ان
بعد أيام قليلة على أكبر كارثة طبيعية تضرب اليابان، قال بعض العلماء ان لديهم دليلا قويا على موقع «مدينة أتلانتيس المفقودة» التي تعرضت لدمار بعد موجات مد عاتية ضربتها قبل آلاف السنين.
تاريخيا، كان الاعتقاد السائد هو أن هذه المدينة، التي كانت توصف سابقا بأنها قارة، توجد في وسط المحيط الأطلسي. على أن الموقع الجديد المقترح هو أن «أتلانتيس» هذه هي عبارة عن مدينة كانت توجد على بعد 60 ميلا من مدينة قادش الإسبانية، وتحديدا في المنطقة المستنقعية المعروفة باسم «دونا آنا بارك»، إلى الشمال من تلك المدينة.
وقال البروفيسور ريتشارد فريوند، من جامعة هارتفورد لـ «رويترز»: «من الصعب إدراك أنها يمكن أن تجتاح مساحة على بعد 60 ميلا داخل الأرض الإسبانية».
لقد استخدم علماء الآثار والجيولوجيا في العامين 2009 و2010، جهاز مسح لأعماق الأرض، والتخطيط الرقمي وتقنيات لمسح الأرض تحت المياه في منطقة دونا أنا بارك.
واكتشف فريق العلماء سلسلة من النصب التذكارية لمدن يعتقد أن اللاجئين من أتلانتيس بنوها، ما وفر للعلماء الثقة بما عثروا عليه واكتشفوه.
وتم الكشف عن المدينة المفقودة في حلقة خاصة على قناة «ديسكفري» التلفزيونية عرضت مساء الأحد.
وتعود مدينة أتلانتس إلى زمن الفيلسوف اليوناني بلوتو، الذي وصف الجزيرة بأنها أكبر من ليبيا وآسيا معا وذلك في العام 360 قبل الميلاد.
وكتب بلوتو يقول: في يوم واحد بليلته، اختفت أتلانتيس في أعماق البحر، مشيرا إلى زلزال وطوفان قبل 9000 عام بأنهما السبب وراء دمار المدينة.
وقال بلوتو ان المدينة تقع قبالة «أعمدة هراقل»، وهو الاسم القديم لمضيق جبل طارق الذي يفصل المغرب عن إسبانيا.