فيما لاتزال المستشفيات الالمانية تكافح تدفق مرضى بكتيريا «اي كولاي» بينما الابحاث لاتزال جارية على قدم وساق لكشف لغز تلك البكتيريا المميتة القاتلة قال أطباء كوريون جنوبيون امس إن مريضة كورية جنوبية تلقت العلاج عام 2004 بعد إصابتها بنفس سلالة البكتيريا المعوية النزفية التي تسببت في حوادث التسمم الغذائي القاتلة التي وقعت في الآونة الأخيرة في أوروبا، وقالت منظمة الصحة العالمية انها رصدت انتشار «وباء البكتيريا» في 12 بلدا، فيما سجلت المانيا حتى امس 19 حالة جديدة..
ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن البروفيسور بيه يوكيون في مستشفى هواسون التابع لجامعة جونام الوطنية وجانج هي تشانج في مستشفى جامعة جونام إن المريضة (29 عاما) نقلت للمستشفى بعد أن عانت من آلام في المعدة ونزيف داخلي.
وتم تشخيص حالة المريضة في ذلك الوقت بأنها مصابة بمتلازمة الانحلال الدموي اليوريمي «إتش.يو.إس»، التي تنجم عادة عن الإصابة بسلالة «أو 157: إتش 7 من بكتيريا اي كولاي النزفية (إي.إتش.إي.سي). ولكن عند تحليل عينة براز خاصة بالمريضة اكتشف الأطباء وجود سلالة أخرى من بكتيريا إي كولاي تسببت في الإصابة بالمرض وهي «أو 104: إتش 4».
واتضح أن هذه البكتيريا هي ذاتها التي أودت بحياة 18 شخصا على الأقل وأصابت 1600 آخرين في أوروبا، وقال الأطباء إن المريضة الكورية الجنوبية خرجت من المستشفى بعد اربعة أسابيع من العلاج.
وكان البروفيسور بيه قد قدم تقريرا حول الحالة ونشره في مجلة طبية عام 2006، وقال بيه «تناولت المريضة هامبرجر وتلقت في البداية دواء للإسهال، إلا أن حالتها تدهورت وكانت أسوأ من الأعراض الطبيعية للإصابة ببكتيريا إي كولاي».
وقال جانج إن التقرير كان الأول في العالم الذي يفيد بأن سلالة «أو 104: إتش 4» من بكتيريا إي كولاي النزفية «إي.إتش.إي.سي» يمكنها أيضا أن تسبب متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي(إتش يو إس).
وأوضح جانج أنه «لم يجر أبحاثا مهمة حول بكتيريا إي كولاي بعد نشر التقرير.. ولم تظهر أي إصابات بها قبل أن تظهر في أوروبا في الآونة الأخيرة»، واضاف أن هناك أنواعا مختلفة من سلالة «أو 104: إتش 4» ويبدو ان بها جراثيم خاصة تسبب متلازمة الانحلال الدموي اليوريمي، وبحسب المختبر الاوروبي المرجعي لبكتيريا اي-كولاي، لا تسمح التحاليل بالتأكيد ما اذا كانت الاغذية وراء هذا الوباء.
واكد المختبر الجمعة في بيان ان «دق ناقوس الخطر من استهلاك الخضار غير مبرر (...) لان التحاليل المخبرية لم تسمح بدعم فرضية تفشي البكتيريا بسبب الخضار الملوث»، ونصح هذا المختبر الموجود في المعهد الاعلى للصحة في روما، بعدم استخدام المضادات الحيوية لمكافحة هذا المرض، في حين ان العلاجات حتى الان لم تكن فعالة للقضاء عليه.
وقال المختبر «لهذا المرض تحديدا لا ينصح باستخدام المضادات الحيوية لانها قد تأتي بنتائج عكسية تماما لاننا عندما ندمر البكتيريا نقوم بتحرير التوكسينات (سموم) الموجودة بداخلها والمسؤولة عن تدمير خلايا الاوعية الدموية الدقيقة».
والشيء الوحيد الاكيد الان هو ان بؤرة البكتيريا في شمال المانيا حيث سجلت معظم الوفيات، الا ان العلماء يدرسون مئات العينات وتقوم الشرطة في المنطقة بالتحقيق لدى بائعي الجملة واصحاب المطاعم.
وذكرت مجلة «فوكس» السبت احتمال ان يكون المرض تفشى خلال حفلة في هامبورغ من السادس الى الثامن من مايو ضمت 1.5 مليون شخص. وقد تكون اول اصابة سجلت بعد اسبوع في المستشفى الجامعي في المدينة.
وبحسب صحيفة «ليوبكر ناخريشتن» المحلية، يدرس المحققون في الشرطة خيط مطعم في ليوبك حيث اصيب 17 زبونا بالتسمم.
واشارت صحيفة «سودويتشي تسايتونغ» ايضا الى مطعم في هذه المدينة نظم فيه منتدى نقابي منتصف مايو وشاركت فيه 34 امرأة اصيبت 8 منهن وتوفيت واحدة.
وامام هذه الشكوك، تحدثت بعض الصحف الالمانية مثل صحيفة «بيلد» عن عمل متعمد، وهي فرضية استبعدتها وزارة الداخلية في الصحف نفسها، وبسبب هذه الازمة التي تلحق بمنتجي الخضار خسائر مادية هائلة، سيتم على الارجح دعوة وزراء الزراعة الاوروبيين الى اجتماع استثنائي في لوكسمبورغ لكن ليس قبل 17 يونيو بحسب مصادر ديبلوماسية في بروكسل.