لطالما سبح سفين ايرفيند عكس التيار، وها ان البحار والمغامر السويدي هذا يريد ان يجول حول العالم بزورق لا يتجاوز الأمتار الثلاثة امتار، فعندما طلب من ارفيند ان يعطي محاضرة امام ملك السويد وملكتها رفض لأنه لم يقدم مقابلا ماليا له للقيام بذلك.
وقال بسخرية «قال لي المنظمون ان ذلك يعتبر شرفا». وقد القى المحاضرة بعد اشهر على ذلك اثر تدخل مليونير في مجال النفط دفع المال لايرفيند الذي يعني اسمه «زوبعة».
لكنه حتى بعد ذلك رفض ان يرتدي السترة الرسمية الطويلة التي أراده المنظمون ان يضعها. ويستذكر ايرفيند الموقف قائلا: «قبل خمس دقائق من دخولي القاعة كانوا لايزالون يحتفظون بسترة من هذا النوع لارتديها. وقالوا لي: ارتديها والا الجميع سينظر اليك». لكنه لم يفعل موضحا «لدي مبادئي». وقد يعتبر مشروعه القيام بجولة حول العالم على زورق من ثلاثة امتار ضربا من الجنون، لولا انجازاته الكثيرة كبحار وباني زوارق. ففي العام 1980 تلقى وساما من نادي «رويال كروزينغ كلوب» البريطاني بعدما دار حول كايب هورن في تشيلي وهو اخطر مسالك الملاحة البحرية في العالم في زورق طوله 12 مترا. وفي العام 1983 اختاره متحف للملاحة في الولايات المتحدة ليدخل سجل المشاهير فيه.
وسيكون زورقه «ايرفيند تن» مصنوعا من مزيج من المطاط الاسفنجي والزجاج المغزول (فايبرغلاس) وسيكون وزنه 1.5 طن تقريبا.
وسيجهز جانباه بصاريتين ارتفاعهما ثلاثة امتار وحزام امان سيضمن بقاء صاحبه موثوقا الى سريره حتى عندما يبحر في بحر هائج يصل فيه ارتفاع الامواج احيانا الى 30 او 40 مترا. وسيوضع في قعر المركب 400 كيلوغرام من المواد الغذائية ومئة كيلوغرام من الكتب.
والمركب مصمم بطريقة يمكنه فيها ان يعود الى الوضعية الصحيحة عندما ينقلب.
لكن كتب الطبخ لن تكون بين المؤلفات التي يحملها المغامر معه اذ ان حميته تقتصر على حبوب الافطار والفيتامين وسمك السردين المعلب. ويوضح «يسألني الناس ان كنت سأمل من تناول هذه المواد فقط. وهذا السؤال ناجم عن ان الناس يأكلون قبل ان يشعروا فعلا بالجوع». ولطالما انجذب ايرفيند اكثر الى حياة البحر منها الى وتيرة الحياة المجنونة على اليابسة حيث غالبا ما يشعر انه في غير مكانه.
ومن اسباب ذلك خصوصا اصابته بعسر القراءة الذي يعتبر بأنه مرتبط بطريقة تفكير مختلفة.