كشفت ضحية سابقة لفيليب جاريدو الذي خطف الطفلة الأميركية جايسي لي دوجارد قبل 18 عاما، أن جاريدو اعتدى عليها قبل أكثر من 30 عاما عندما كانت في سن الخامسة والعشرين.
وقالت كاتي هال في مقابلة مع برنامج «لاري كينج» الحواري في محطة «سي.إن.إن» الأميركية إنها تفكر كل يوم منذ ذلك الحين في الرجل الذي خطفها واعتدى عليها لساعات طويلة في 22 نوفمبر عام 1976.
وذكرت هال أنها صرخت عندما سمعت عن حادث جايسي لي دوجارد قائلة: «يا إلهي إنه هو، إنه نفس الرجل الذي خطفني».
وأعربت هال عن تعاطفها الشديد مع جايسي، وقالت: «لا أستطيع أن أتخيل ما مرت به، لقد كنت في قبضته لمدة ثماني ساعات، بينما هي لمدة 18 عاما».
وبدأت مأساة هال في ساحة انتظار تابعة لأحد الأسواق التجارية وذلك عندما طلب منها جاريدو أن تقله معها في سيارتها لتعطل سيارته.
وعندما توقفت هال بسيارتها بعد مسافة قصيرة أخرج جاريدو مفتاح السيارة من قفل إدارة المحرك واعتدى عليها بوحشية ثم نقلها إلى أحد المستودعات في مدينة رينو الأميركية وكبل يديها وكممها.
وعن طريق الصدفة اكتشف شرطي مخبأ جاريدو في المستودع وحرر الضحية وقبض عليه.
وحكم على جاريدو بالسجن لمدة 50 عاما، لكن تم الإفراج عنه بشكل مشروط عقب 11 عاما.
ووفقا لوثائق المحكمة قال جاريدو إنه لم يختر هال بشكل مقصود لكن الأمر كان ذنبها لأنها كانت جذابة.
وقالت هال في المقابلة: «أن تكون ضحية شيئا لا يمكن أن يفهمه سوى شخص كان نفسه ضحية... عشت سنوات طويلة مثل الشبح وكان يتعين علي أن أحكي لكل شخص ما تعرضت له، كما لو أنني أوضح لماذا أتصرف بطريقة غير طبيعية».
واعتبرت هال أن فصلا في حياتها قد انتهي لأن جاريدو مقبوض عليه الآن، مشيرة في الوقت نفسه إلى أنها لم تعد خائفة مما إذا كان المعتدي عليها لايزال يبحث عنها، وقالت: «لكني أشك أنني سأتغلب على (تلك التجربة المريرة) مطلقا».
وكان جاريدو قد خطف الطفلة جايسي لي دوجارد في شمال كاليفورنيا عام 1991 عقب سنوات قليلة من الإفراج عنه، واحتجزها لمدة 18 عاما في احدى الحدائق خلف منزله في مدينة أنتيوش بالقرب من سان فرانسيسكو، حيث كان يعتدي عليها.
وتتهم سلطات التحقيق جاريدو وزوجته نانسي باختطاف جايسي عندما كان عمرها 11 عاما.
وانجبت جايسي خلال فترة احتجازها طفلتين (11 و15 عاما)، ويعيش الثلاثة حاليا مع عائلة جايسي في مكان غير معروف، حيث يتلقون الرعاية الطبية والنفسية.
وعن مأساة جايسي قالت هال: «إنه لمفزع ما فعله جاريدو مع جايسي، لكني لا أشك مطلقا في أنه كان قادرا على ذلك». ومن ناحية أخرى رجح والد جاريدو أن ابنه ارتكب عددا من جرائم القتل.
وقال مانويل جاريدو في مقابلة مع صحيفة «ذي صن» البريطانية في إشارة إلى جرائم قتل عاهرات لم يكشف عن مرتكبيها بعد: «أعتقد أنه متورط فيما حدث لبائعات الهوى».
وأضاف جاريدو: «ابني فعل على ما يبدو شيئا مريضا جدا، ومن السليم أن يتم النظر في كافة الأشياء المريضة والسيئة التي حدثت في وقت متزامن».
وتجري الشرطة الأميركية تحرياتها ضد فيليب جاريدو (58 عاما) بتهمة اختطاف جايسي، بالإضافة إلى جرائم قتل بائعات هوى ارتكبت في تسعينيات القرن الماضي.
ووفقا لتقرير الصحيفة فتحت الشرطة مجددا ملفات قتل عشر بائعات هوى وثلاث فتيات اختفين عقب خروج جاريدو من السجن.
وتستعين الشرطة في تفتيش منزل جاريدو والأرض المحيطة به بكلاب تقتفي أثر الجثث.
وفي المقابل لا يعتقد والد جاريدو أن الشرطة ستتمكن من العثور على شيء، وقال مانويل (88 عاما) للصحيفة: «إنه (ابنه) ماكر جدا فإذا كان مضطرا إلى التخلص من جثة لكان رماها في النهر».