لم يشكل هجوم ميونيخ، مساء أول أمس الجمعة، والذي أسفر عن مقتل 9 أشخاص، سوى إضافة جديدة لملف المراهقين المضطربين عقلياً ونفسياً واجتماعياً، والذين يؤدي بهم المطاف إلى ارتكاب مجازر مؤسفة. وبينما سارعت حكومات ومسؤولين لإدانة الهجوم ووصمه بـ "الإرهابي"، إلا أن السلطات الألمانية، والمعنية مباشرة بالحادث، تستبعد هذه الفرضية حتى الآن، بناءً على خلفية الشاب منفذ الهجوم علي سنبلي (18 عاماً)، ودوافعه، حيث يعتقد أن العملية انتقامية أكثر من شيء آخر.
ويركز جزء كبير من المناقشة في مثل هذه القضايا على طبيعة زمرة المدرسة الإعدادية والثانوية، والثقافات الفرعية والتنمّر، وكذلك على دور الأفلام وألعاب الفيديو العنيفة، وسوء استغلال الإنترنت، وضعف الرقابة.
في التقرير التالي، نعرض أبرز عمليات إطلاق النار التي نفذها مراهقون ضدّ زملائهم، أو أقاربهم، في آخر عقدين فقط من الزمن، حيث يجمع بينها، في العموم، قصص تنمر، وشعور بالاضطهاد، ناهيك عن حالات نفسية مضطربة، ودخول إلى مصحات علاجية. كما يرى مراقبون أن الاستخدام غير المقنن للإنترنت، إلى جانب قوانين حيازة السلاح (حيث حدثت أغلب هذه الجرائم في الولايات المتحدة) تسهم بشكل كبير في مثل هذه العمليات الإجرامية.
علي سنبلي(18 عاماً)
التاريخ: 22 يوليو(تموز) 2016
المكان: مركز تجاري بميونيخ، ألمانيا
الضحايا: 9 قتلى، معظمهم مراهقون
استدرج سُنبلي ضحاياه من الشباب والأطفال إلى المركز التجاري في ميونيخ عن طريق الحيلة، حيث وجّه دعوة لتناول الطعام بالمجان في مطعم ماكدونالدز، مستخدماً صفحة وهمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، ثم قام بإطلاق النار عشوائياً على الموجودين، قبل أن يجهز على نفسه أيضاً.
وفي فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر سنبلي وهو يتحدث الألمانية إلى رجل قام بتصويره من شرفة نافذته، قرب مكان تنفيذ الهجوم، محاولاً إيقافه، بينما رد سنبلي قائلاً: "بسببكم كنت أتعرض للمضايقات منذ 7 أعوام، والآن عليّ أن أطلق النار عليكم".
وتشير التحقيقات الأولية إلى أنه كان مريضاً نفسياً، ولطالما تعرض لمضايقات من أقرانه في المدرسة، كما أكدت الحكومة الألمانية أن المعلومات المتاحة حتى الآن تفيد بوجود "احتمال كبير" بأن يكون الألماني الإيراني (18 عاماً) قد ارتكب جريمته بشكل فردي.
نيهميا غريغو(15 عاماً)
التاريخ: 19 يناير(كانون الثاني) 2013
المكان: نيو ميكسيكو، الولايات المتحدة
الضحايا: 5 من أفراد عائلته
قال غريغو عائلته كاملة، مكونة من والديه وشقيقه وشقيقتيه، بواسطة إطلاق نار متعمد. وفي إفادته للشرطة، قال إنه كانت تراوده أفكار انتحارية وأخرى بالقتل، وقد حصل على المسدس من خزانة والديه.
من جانبها، وصفت السلطات الأمنية في ولاية نيو مكسيكو غريغو بأنه "فاقد لحس الضمير"، وسط تأكيدات أسرته بأنه ليس "وحشاً" بل مراهق موهوب، حيث قال السيناتور السابق للولاية، إيريك غريغو، وهو عم القاتل: "لسنا متأكدين بعد إذا ما أصيب بانهيار عصبي، أو ربما مشاكل نفسية لم ننتبه لها".
كما أكد مسؤولون أن غريغو يعشق ألعاب الفيديو العنيفة، وكان خطط لتصفية عائلته قبل أسبوع من الحادث، واعترف للمحققين بسخطه من والدته وتخطيطه لاغتيال والدي صديقته، كما كان ينوي فتح النار عشوائياً على متسوقين بإحدى المحال التجارية.
وبدأ غريغو هجومه بقتل والدته ببندقية، وعندما لم يصدقه شقيقه، 9 أعوام، الذي كان ينام إلى جوارها بأنها ماتت، قام برفع رأسها المضجر بالدماء، وعندما أبدى الأول غضبه، أصابه بطلق في الرأس ثم توجه لقتل شقيقتيه، 5 أعوام وسنتان، قبل أن يردي والده قتيلاً لدى عودته للبيت، كما تقول وثائق المحكمة. وقام بعدها بإرسال رسالة نصية لصديقته، 12 عاماً، بصورة والدته القتيلة.
توماس(تي جي) لين(17 عاماً)
التاريخ: 27 فبراير(شباط) 2012
المكان: أوهايو، الولايات المتحدة
الضحايا: 3 قتلى
أطلق توماس، المعروف اختصاراً باسم تي جي لين، النار على ثلاثة طلاب في مدرسة "شاردون" الثانوية عندما كان عمره 17 عاماً، ولم يبدُ عليه أي ملامح للندم عندما كان يمثل في المحكمة، مرتدياً قميصاً كتب عليه "قاتل"، كما سخر من أقارب الضحايا ووجه إليهم السباب بكل وقاحة.
حكم على لين بالسجن المؤبد، إلا أنه تمكن من الهرب، وهو في سن التاسعة عشرة، لكن ألقي القبض عليه على بعد 100 متر تقريباً في كنيسة بعد ستة ساعات من بدء الشرطة عملية البحث عنه.
ونفى زملاء لتي جي أن يكون تعرض للتنمر، كما لم ترد معلومات تفيد بتلقيه علاج نفسي، أو معاناته نفسياً بشكل أو بآخر، كما تفيد تقارير الشرطة بأنه قام بأعمال عنف سابقة، لكنها لم تصل لحد القتل.
تيم كريتشمر(17 عاماً)
التاريخ: 11 مارس(آذار) 2009
المكان: وينيندين، ألمانيا
الضحايا: 15 قتيلاً
فتح كريتشمر النار على الطلاب والمدرسين في المدرسة التي تخرج منها، فقتل معلميه وبعض الطلبة، ثم خرج إلى الحديقة، حيث قتل عاملاً هناك، ثم أطلق النار على نفسه وانتحر، عندما حاصرته الشرطة وأطلقت النار على ساقه.
لم يكن لكريتشمر سجل مرض نفسي موثق، ولم تتبين دوافع واضحة لجريمته. إلا أنه كان وحيداً وليس له أصدقاء.
وأخذ تيم، وهو ابن رجل أعمال ألماني ثري، المسدس الذي نفذ به جريمته من مقتنيات والده، الذي طالبته محكمة العام الماضي بدفع تعويضات تصل قيمتها لملايين اليوروهات لشركات التأمين التي عوضت أهالي الضحايا.
بيكا إريك أوفينان(18 عاماً)
التاريخ: 7 نوفمبر(تشرين الثاني) 2007
المكان: توسولا، فنلندا
الضحايا: 8 قتلى
أطلق بيكا أوفينان النار على زملائه في مدرسة جوكيلا الثانوية، وتعد هذه الحادثة الثانية لإطلاق نار في مدرسة في فنلندا. كما سكب البنزين على أراضي المدرسة في محاولة لإشعال حريق فيها، لكنه لم يتمكن من ذلك.
حاول والداه إدخاله مصحة نفسية من قبل، إلا أن طلبهما رُفض من الجهات المعنية، بدعوى أن الأعراض النفسية لبيكا ليست قوية، ويمكن السيطرة عليها ببعض الأدوية. وكان بالفعل يتناول أدوية مضادة للاكتئاب حتى عام واحد قبل حادثة إطلاق النار.
كان أوفينان يتعرض للتنمر دائماً، وأصبح مهتماً باليمين المتطرف واليسار المتطرف على حد سواء، بحسب معلم له، وكان يدعو لـ "ثورة بيضاء".
انتحر أوفينان بإطلاق النار على نفسه أيضاً، وكان نشر فيديو على يوتيوب، قبل الهجوم، ذكر فيه أنه سيقوم بـ "مجزرة".
آسا كون(14 عاماً)
التاريخ: 10 أكتوبر(تشرين الأول) 2007
المكان: أوهايو، الولايات المتحدة
الضحايا: انتحر بعد أن أصاب
أطلق النار من مسدسه متسبباً بإصابة معلمين اثنين وتلميذين، ثم انتحر. وافادت تقارير أمنية بأنه يعاني مشاكل نفسية منذ 2005.
كان "كون" يتعرض للتنمر الدائم من الطلاب، بسبب ثيابه التي على أسلوب "الغوث"(القوطيين)، كما دخل في مشادة مع زميل له حول وجود الله قبل الحادثة بيومين.
إريك هاريس وديلان كليبولد(18 عاماً)
التاريخ: 20 أبريل(نيسان) 1999
المكان: كولورادو، الولايات المتحدة
الضحايا: 13 قتيلاً
نفّذ الطالبان إريك هاريس وديلان كليبولد واحدة من أبشع واشهر الجرائم في الألفية الماضية، مما أسفر عن مقتل 12 طالباً ومدرس واحد. كما تسببوا في إصابة 21 طالباً مباشرة، فيما أصيب 3 آخرون أثناء محاولتهم الفرار. ثم انتحر هذا الثنائي.
تعد هذه الجريمة هي رابع أكثر مذابح المؤسسات التعليمية دموية في تاريخ الولايات المتحدة، وأثارت جدلاً بشأن قوانين السيطرة على السلاح، وتوافر الأسلحة النارية في الولايات المتحدة، والعنف المسلح التي تنطوي على الشباب.
أسفر إطلاق النار أيضاً في زيادة التركيز على أمن المدرسة، والهلع الأخلاقي والمنبوذون اجتماعياً، وثقافة السلاح، واستخدام المراهقين لمضادات الاكتئاب، وأفلام العنف والموسيقى، واستخدام الإنترنت في سن المراهقة، وألعاب الفيديو العنيفة.
ميتشل جونسون(14 عاماً) وأندرو غولدن(11 عاماً)
التاريخ: 24 مارس(آذار) 1998
المكان: أركنساس، الولايات المتحدة
الضحايا: 5 قتلى
سرق جونسون وغولدن، واللذان كان طالبان في المدرسة المتوسطة في مقاطعة كريغهيد، مجموعة من الأسلحة من منزل جد غولدن، وأخذا سيارة والدة جونسون، وعبآها بالأسلحة وأكياس النوم وغيرها، حيث كان يخططان لمغادرة البلدة بعد تنفيذ جريمتهما.
ذهب الصبيان إلى المدرسة وقاما بإطلاق النار على 15 طالباً، مما أدى إلى مقتل أربعة طلاب ومدرس.
حُكم عليهما بالسجن في الأحداث حتى عمر 21 عاماً.
مايكل كورنيل(14 عاماً)
التاريخ: 1 ديسمبر(كانون الأول) 1997
المكان: كنتاكي، الولايات المتحدة
الضحايا: 3 قتلى
أخذ كورنيل معه أسلحة للمدرسة ملفوفة بقطعة قماش، على أنها "مشروع لحصة الفن"، وبدأ بالتصويب على مجموعة من الطلاب في جماعة "الصلاة"، ثم وضع السلاح على الأرض وسلم نفسه لمدير المدرسة قائلاً: "اقتلني أرجوك ..لا أستطيع تصديق أنني قمت بذلك".
حكم عليه بالسجن 25 عاماً، وإمكانية إطلاق سراح مشروط بعدها، نظراً لأنه يعاني حالة عقلية مضطربة.