على طريقة "الكشته" كما يحلو للبعض أن يسميها في السعودية، ظهر مقطع فيديو قصير لمجموعة سعوديين وهم يتحلقون حول النار في إحدى القرى الروسية، والتي تحاذي النرويج في القطب المتجمد.
المجموعة وثقت رحلتهم نحو المواقع القطبية لتجربة الثلوج والأجواء المتجمدة في درجة حرارة تصل لـ 25 درجة تحت الصفر، في رحلة وصفها روادها أنها سياحة علمية.
الإعداد للرحلة
يصف خالد الزعاق أحد المهتمين بالفلك والمناخ، أن الإعداد للرحلة تم مع مجموعة من الشباب المهتمين بالمناخ وتغيراته ومحبي الاكتشاف والمغامرة نحو المواقع القطبية لتسجيل مشاهدات من هناك.
يقول الزعاق: "تحركنا نحو النرويج في الخط الموازي للقرى الروسية، وهي مواقع مهجورة، والذهاب إليها يتم بلا جوازات لعدم وجود نقاط حدودية هناك، نظير ما تعيشه المنطقة من ظروف مناخية قاسية، وكان هذا مصدر قلق بالنسبة لنا".
وأضاف: "تحركنا نحو أقرب منطقة مأهولة بالسكان في القطب، لنواجه مشكلة في الانتقال عبر العربات المجنزرة، والتي انتقلنا بها من المنطقة النرويجية نحو المواقع الروسية وهي قرية روسية مهجورة".
وتابع الزعاق الحديث: "تغلبنا على مشكلة عدم وجود نقاط الجوازات على الحدود بين روسيا والنرويج عبر الطيران نحو جزيرة سلفارفارد، وتحركنا من الجزيرة عبر الدبابات المجنزرة نحو القرية الروسية المهجورة، والتي أعادتها روسيا للاستفادة منها سياحيا في القطب المتجمد".
سياحة وعلم
وأبان الزعاق "لم تكن الرحلة سياحية فقط، بل تحمل في طياتها الاكتشاف العلمي، وتسجيل ملاحظات حول تأثير المناخ هناك على الخليج، خصوصاً في موسم الشبط أو ما يعرف ببرد الأزيرق، وكذلك مشاهدات الشفق القطبي".
واستطرد: "رصدنا الشمس في القطب المتجمد وحركتها خلال 24 ساعة، فهي تشرق من الشرق وأيضا تغرب من نفس الجهة، وهي ضمن إثباتات كروية الأرض وكذلك دورانها".
أدوات الرحلة والطعام
وأبان الزعاق، أن مشكلة الغذاء تمت عن طريق جلب احتياجات الجسم من الطاقة والسكريات، للتغلب على البرد القارس الذي يصل 25 درجة مئوية تحت الصفر على مقاييس درجة الحرارة، بينما تصل درجة الحرارة المحسوسة بالجسم لـ 45 درجة مئوية تحت الصفر، حينها تزودنا بالملابس الخاصة والتي تباع في مواقع متعددة بمحاذات القطب في النرويج، وكذلك في روسيا وبعض الملابس التي تساعد على دفئ الجسم خلال رحلاتنا".
وعن الغذاء قال: "أهم ما حملناه معنا هي القهوة العربية والتمر، حيث إن نسبة السكريات فيه عالية ويمد الجسم بالطاقة اللازمة بمثل هذه المواقع وهو سهل الحمل".
وختم الزعاق حديثه: "سنستمر مع المجموعة في تسجيل مشاهداتنا من هناك، وتسجيل ملاحظاتنا وتأثيرها علينا في الخليج، وسوف نكرر هذه الرحلة في الأعوام القادمة".
كلمات دالّة