رغم مرور سنوات طويلة، لم ينس الشاب الكويتي بسام الدماك(38 عاما) هواية تربية أسماك الزينة التي مارسها عندما كان صغيرا، مما دفعه للبحث عن وسيلة لمعاودة شغفه بتربيتها وتحويله إلى مصدر رزق عبر إنشاء مزرعة لإنتاج نوعيات مختلفة منها.
بدأ الدماك معرفة المزيد عن عالم أسماك الزينة من خلال الباعة في سوق الطيور، المكان المخصص لبيع هذه الأسماك بالقرب من العاصمة الكويت، واكتشف أنها يتم استيرادها من تايلند وماليزيا وسنغافورة، وأن الإنتاج في الكويت يقتصر على أسماك البلطي المعروفة بحسب ما أبلغته به الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية.
ومنذ 2015 باشر تنفيذ خطوات مشروعه بزيارة تايلندا وسنغافورة والاطلاع على طريقة تربية مزارع الأسماك الملونة هناك، قبل أن يستورد أول دفعة منها تضم ألف سمكة، وينشئ عقب ذلك مزرعته الخاصة في منطقة مزارع الوفرة على بعد نحو 120 كيلومترا من العاصمة الكويت.
واستعرض المصاعب التي واجهها في تربية الأسماك، وقال في تقرير لموقع الجزيرة "الأسماك تعودت على العيش في أحواض لا تتجاوز حرارتها 25 درجة صيفا، لكن هذه الدرجات تغيرت في الكويت التي تتجاوز فيها درجات الحرارة الخمسين في الأماكن المفتوحة، و35 درجة داخل الأحواض".
وأضاف أن سبعمئة سمكة نفقت من ألف سمكة وضعت في الأحواض في المرة الأولى بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه، في حين صمد العدد المتبقي وتمت مضاعفة الاهتمام به وأسفر عن إنتاج جيل أول منه.
يقول الدماك "بدا الجيلان الثالث والرابع من الأسماك أكثر مقاومة، وتحملت أسماكهما درجات الحرارة صيفا وشتاء، وتأقلمت مع نوعية المياه سواء العذبة أو تلك التي تحتوي على نسبة من الأملاح، ونما بعضها بأحجام كبيرة تصل إلى 15 كيلوغراما".
ويحرص بعد زيادة إنتاج السمك -الذي بلغ 45 ألف زريعة تنتمي إلى 26 صنفا موزعة على 18 حوضا- إلى مزيد من الانتشار في السوق المحلي الذي يغطي نحو 60% من مبيعاته في صنف "السكلت الملاوي" الواسع الانتشار لدى هواة تربية الأسماك، لكنه لا يخفى حزنه بسبب بُعد المزرعة عن المناطق الحضرية مما دفعه إلى توظيف سائق لتوصيل الطلبيات الفردية.
ويطمح الدماك لامتلاك محلات مخصصة لبيع مختلف أنواع الأسماك التي ينتجها وتصدير منتوجاته إلى دول الخليج، بعدما لجأ إلى بيعها في الوقت الحالي بأسعار أقل من سعرها الحقيقي، ببيع نحو 800 سمكة أسبوعيا لباعة سوق الطيور بسعر يتراوح بين دينار ونصف إلى 30 دينارا كويتيا (بين 4 دولارات و100دولار).
غذاء السمك
يقول إن غذاء أسماك الزينة يختلف، فبعضها يحتاج إلى البروتين بنسبة 30% فيما يتغذى البعض الآخر من الطحالب والأعلاف مما دفعه إلى زراعة هذه المواد داخل المحمية، إلى جانب نوع من الحشرات يسمى" الأرتيميا" تتغذى عليه زريعة السمك في أيامها الأولى.
وتحظى عملية التكاثر بين الأسماك باهتمام خاص، وتضع بعض الأنواع منها بيضها في أوانٍ فخارية يتم نقلها إلى محاضن حتى يفقس وتخرج منه الأجنة، وتستوجب أنواع أخرى من الأسماك مراقبة مستمرة لمعرفة فترة بيضها وخروج الأجنة منها، لنقلها إلى محاضن أخرى وحمايتها من الأسماك الكبيرة.