- يجب تحديث الفن لمواكبة العصر بعيداً عن المدارس التقليدية
- المواهب تتطور من خلال الممارسة والتمرين
رندى مرعي
بمعدل ساعتين يومياً للتمرين والممارسة استطاع بدر المطوع الملقب بالبدر أن يعود إلى مجال الرسم وأن يوصل فنه إلى 11 ألف متتبع له على موقع الإنستغرام الذي أصبح نافذة على العالم في كل المجالات. ويعمل البدر في أحد المصارف الكويتية ويمضي نهاره بين الأرقام والمعاملات إلا أنه يجد في آخر النهار نفسه بين أقلامه وأوراقه ولكنه يخط لوحات ويرسم أفكاره بطريقة عصرية ومتطورة. وعلى الرغم من أنه يرى أن إقبال الناس على المعارض الفنية قليل إلا أنه يعتبر أن هذه المعارض لاتزال الملاذ الذي يشعر فيه الرسام بانتشاره وذلك بسبب تواصله الحي مع الناس. لم يبعده تخصصه في البنوك بكلية الدراسات التجارية وعمله في مجاله عن ممارسة هوايته التي رافقته منذ الصغر والتي جعلت منه اليوم فنانا يسعى لإدخال الحداثة إلى فنه ورسوماته ليواكب بها التطور الذي نعيشه اليوم. إنه الفنان بدر المطوع الملقب بـ «البدر» الذي أحب الرسم منذ كان في العاشرة من عمره وكان يمضي أوقات فراغه في الرسم، وهكذا اكتشف ذووه، الذين كانوا يشجعونه على الرسم، الموهبة التي كان يمتلكها. نتعرف من خلال السطور التالية على لمحات من حياته وموهبته وأعماله.
بداياته كانت بالتقليد حيث كان كغيره من الأطفال الموهوبين ينقل ما يرى من خلال قلم رصاص وورقة، ثم أخذ يتطور شيئا فشيئا ويدخل عناصر جديدة إلى رسوماته كأن يرسم شخصيات كرتونية وأخرى من نسج خياله، وهكذا أخذ يطور من نفسه ومن موهبته، حتى بدأ في عمر الـ 19 برسم البورتريهات الأمر الذي تطلب منه العمل على تطوير نفسه أكثر لذا كان يشتري الكتب المتخصصة في هذا المجال ليطور نفسه ويصقل موهبته بنفسه. فهو لم يلتحق بمدارس رسم بل يؤمن بأن الممارسة هي المدرسة الأكبر في جميع المجالات وليس الرسم فقط. وبعدها شارك البدر بعدد من المعارض مع جهات مختلفة، حيث شارك منذ سنة 2000 في معارض في كل من جامعة الكويت والتعليم التطبيقي، وجمعية الفنون التشكيلية، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
دخول الإنستغرام
ولكن في عام 2008 ومع توظيفه في القطاع الخاص بدأ يقل إنتاج البدر الفني حيث ابتعد قليلا عن عالم الرسم والفن ليعود بعد 3 سنوات إلى عالمه الذي لا مجال للانفصال عنه ولكن يدخله من باب التطور التكنولوجي عبر الانستغرام، فمع انتشار ظاهرة مواقع التواصل الاجتماعي قرر البدر وبتشجيع من أحد الأقارب أن يعود إلى عالم الرسم ولكن هذه المرة من خلال الانستغرام حيث أصبح يرسم لوحاته ويصورها ويضعها على حسابه في الانستغرام.
ويعتبر البدر أن هذه الخطوة كانت عودة جيدة له إلى العالم الذي كاد أن يبتعد عنه بشكل أو بآخر، غير أن ما رآه من تشجيع عبر حسابه ووصول عدد متابعيه إلى 11 ألفا زاد من حماسه وجعله يكثر من رسوماته ومن فنه.
لوحات البدر تخرج عن المألوف من حيث حداثتها، فعلى الرغم من استخدامه للرصاص وللفحم وللألوان الزيتية التي تعتبر وسائل أساسية وتقليدية في مجال الرسم إلا أنه يعتمد في رسم لوحاته الابتعاد عن الرسم التقليدي واتباع المدارس القديمة في الرسم بل التعلم من هذه المدارس والعمل على تحديث طريقة الرسم واللوحات لمحاكاة العصر من خلالها.
والمقصود بتطوير الرسم بحسب البدر هو اعتماد الرسم الثلاثي الأبعاد والاقتراب من الواقعية واختيار مواضيع تهم الشباب من خلال هذه اللوحات وأن تكون من صلب اهتماماتهم اليومية وأن يكون فيها إبداع يحاكي الخيال بكثير من الواقعية. ويحاول تجسيد أفكاره من خلال الرسم بالألوان الزيتية والفحم والرصاص والتي بها يقدم أفكاره ويحاول تطبيق كل التقنيات اللازمة لترجمة أفكاره رافضا فكرة استخدام التكنولوجيا في هذه اللوحات مفرقا بينها وبين الـ «غرافيك ديزاين» فهذا الفن مهما تطور يبقى فنا ذا رسالة ولابد من أن يكون فيه إحساس الرسام.
رفض الرسم الرقمي
غير أنه يرفض القيام بالرسم الرقمي المنتشر اليوم الذي يستطيع الرسام من خلاله أن يرسم لوحته باستخدام الهاتف الذكي وغيره، وذلك لأن هذا النوع من اللوحات يفتقر إلى الفن بحد ذاته وقد لا ينقل إحساس الفنان إلى الجمهور.
موهبة البدر لم تعزز بارتياده مدارس فن أو ما شابه، بل عمل على تدريب نفسه من خلال شراء كتب عالمية متخصصة في هذا المجال تتناول جميع جوانب الرسم هذا إلى جانب حصوله على دورة رسم عند الفنان عبد العزيز آرتي عام 2001 حيث تعلم بعض المبادئ الاحترافية، وفي عام 2003- 2004 تعلم أيضا بعض الأساسيات في المعهد الأهلي للفنون الجميلة بالجابرية على يد الفنان إبراهيم العطية.
وعن إقامة المعارض يقول البدر: ان الإقبال على المعارض قليل نسبيا غير أن المعرض هو المكان الأمثل للرسام، وهو المكان الذي يشعر فيه الرسام بأهمية أعماله، وذلك بسبب التواصل الحي مع الناس، آملا أن يكون الناس أكثر دعما لهذه الفنون وإيمانا بالمواهب الشابة.
مواكبة التطور في الفن
يرى البدر أن الناس يحبون اللوحات الواقعية التي تواكب التطور الفكري الحاصل وهناك فئة كبيرة من الفنانين الشباب لديهم هذا التوجه، غير أنه للأسف ليست هناك أي جهة داعمة لمثل هذه الفن، فجمعية الفنون التشكيلية ربما تكون الوجهة الوحيدة للفنانين، غير أن لها جمهورها والفن التقليدي يطغى على جوها العام بشكل كبير، لذا يعمل البدر اليوم مع مجموعة من الشباب على إنشاء جمعية شبابية لدعم المواهب الشابة بجميع توجهاتها وفئاتها وليس في مجال الرسم فقط وذلك إيمانا من هذه الفئة بضرورة تحديث الفن بكل أشكاله لمواكبة العصر والتطورات بعيدا عن المدارس التقليدية التي لا يمكن الاستغناء عنها لتكون مرجعا لهؤلاء الشباب.