شافعي سلامة
|
الشاعر ناصر الجبر
|
«وأنت تقبل رأس والدتك وتمسح شعرها، تشعر بأن للدنيا معاني كثيرة، وبعد رحيلها، لا يصبح للدنيا أي معنى»، بهذه الكلمات المعبرة ختم الشاعر ناصر الجبر مجموعته الشعرية التي حملت عنوان «قالت أمي». أشعار الجبر جاءت في 106 قصائد سداسية الأبيات زينت صفحات الكتاب الذي جاء في 112 صفحة من القطع الصغير، ونشرته دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع. وجاءت القصائد جميعها معنونة «قالت أمي» متبوعة برقم القصيدة.
طغى على سداسيات الجبر شعر الحكمة في أبيات تفيض عذوبة ورقة وتنم عن قريحة متقدة وموهبة مصقولة وخبرات تراكمت فخرجت في صورة مقولات تقدم النصح لمن يحبون الناصحين.
فيما يلي قصائد منتقاة معنونة بأرقامها في الكتاب:
|
غلاف المجموعة الشعرية «قالت أمي»
|
1
فناء البيض والسود
قضاء غير مردود
فلا رد لما يقضى
ولا خلد لمولود
ثمود أين ذكراها؟
وأين القوم من هود؟
فودع أيها الفاني
زمان اللهو والعود
ولا تفخر بأحساب
وجد صار للدود
فدنياك التي تغري
بخيل حث للجود
5
خذوا عبرا من الشمس
بطيب الروح والنفس
تساوى عندها الكل
فلم تبخل على إنس
وتمنح نورها طرا
بلا منع ولا حبس
ولا تنحاز للأغنى
ولا تفريق في الجنس
تنير الدرب للعرب
وتهدي النور للفرس
فكم عظة لنا فيها
وكم معنى وكم درس
7
إذا ما كنت في مجلس
تسمع دون أن تهمس
وإن حدثت في أمر
وأنت ببحره مفلس
فبحر لست تعرفه
تحاشاه ولا تغطس
ولا تنزل لآبار
وحبلك واهن أملس
فإن الصمت جلباب
جميل اللون والملمس
فقل قولا به نفع
وإلا فلتكن أخرس
81
دع الدنيا وما فيها
ففي فيها مآسيها
نعد لها.. تعد لنا
وتقضينا ونقضيها
تدور بنا كما تهوى
دقائقها.. ثوانيها
فَتبْسُمُ في الصباح لنا
لتصرَعَنا لياليها
ونحلم أن تسايرنا
أمَا ندري بماضيها؟
فكم أبكت لنا عينا
ولم تدمع مآقيها