محمد ناصر
بخبرة تفوق الخمسة عشر عاما بقطاع المتاحف في المجلس الوطني وبمساهمات ثقافية متعددة ومشاركات عالمية متنوعة يتابع امين عام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة عامه الثاني في قيادة وإدارة البيت الثقافي في الكويت بمقدرة عالية ومعرفة عميقة مكنته من بث روح جديدة في أروقة المجلس ليتابع مسيرة حوالي 40 عاما من الحراك الثقافي الداخلي.
تركة ثقيلة
ورغم التحديات الكثيرة التي يواجهها اليوحة الا ان انجازات العام الأول تبشر بغد ثقافي افضل وبرؤية أكثر ديناميكية وحيوية للمؤسسة الثقافية الأولى في الكويت التي عانت في السابق من وجود بعض المعوقات التي ادت الى تقليص دورها في المجتمع.
مشاكل ومعوقات عديدة واجهت اليوحة واستطاع تذليلها مثل عودة اصدارات المجلس الوطني بدءا من «عالم المعرفة» و«عالم الفكر» و«الثقافة العالمية» وصولا إلى «سلسلة المسرح العالمي» و«إبداعات عالمية» و«جريدة الفنون».
إن عدم انتظام الانشطة وتنسيق وقتها وغلبة الطابع البيروقراطي على القائمين على شؤون الثقافة، غياب الاستراتيجية طويلة المدى، ضعف البنية التحتية من مسارح وصالات، ضعف الامكانيات الاعلامية، عدم انشاء فرقة وطنية لمسرح الطفل، عدم وجود منافذ لتوزيع اصدارات المجلس، وجود الأمية الثقافية رغم كثرة عدد المتعلمين، وتوقف بينالي الكويت الدولي، كلها معوقات في عمل المجلس نجحت الإدارة الجديدة في تلافي جزء منها والعمل متواصل على القضايا الأخرى التي تحتاج الى نفس طويل وجهد دؤوب للوصول إلى المبتغى المرجو منها.
الدعم المادي
إن الثقافة من دون سخاء عليها لإيصالها لاوسع شريحة ممكنة تبقى معادلة مبتورة الجانب وهو ما يواصل الأمين العام السعي لتحقيقه عبر تأصيل فكرة الدعم الثقافي ماديا ومعنويا ـ خاصة مع وجود عوائق لارتباط المجلس بديوان الخدمة المدنية ووزارة الإعلام وميزانية وزارة المالية ما يحد من قدرة أمين المجلس الذي كنا سنجد منه انجازات أكبر لو تمت فكرة تحويل المجلس لوزارة ثقافة لها ميزانيتها الخاصة واستقلاليتها التامة.
التحديث والتطوير
يشدد اليوحة على أهمية البنية الأساسية الثقافية للدولة التي عانت من قلة الاهتمام وتحتاج الى التحديث والنظر الى تطويرها بشكل مستمر، مؤكدا على الاجراءات المتواصلة للاهتمام بالبنية الأساسية الثقافية عن طريق انشاء مؤسسات ثقافية في عدد من المحافظات وغيرها من الخطوات التي سيتم اتخاذها في هذا الإطار.
العمل الجماعي
يؤمن بضرورة العمل الجماعي لتحقيق أكبر قدر من المنجزات فالمجلس لا يستطيع ان يغرد او يصفق وحيدا بمعزل عن الجهات والمؤسسات المعنية بالعملية الثقافية في الكويت لأن هذه المؤسسات والهيئات لها دور كبير على الساحة الثقافية الكويتية وتعتبر داعما كبيرا للمجلس لانجاز دوره ورسالته في المجتمع.
مسؤوليات عديدة
فمسؤوليات المجلس متعددة من سينما، مسرح، فنون تشكيلية، إصدارات ثقافية، أوبرا، معمار، تراث، آثار، مكتبات، كلها فروع ثقافية ومهام تنطوي على مهام جسيمة تحتاج الى رؤية وتفكير وخطط مستحدثة تواكب العصر ومستلزماته الجاذبة للمتلقي والبعيدة عن التقليدية، تعمل إدارة المجلس الوطني على السير في تطويرها.
المسرح
يعتبر اليوحة من أشد الداعمين للحركة المسرحية في الكويت والقضاء على جميع المشاكل التي تواجهها إذ يحرص دائما على تقديم الدعم اللازم للفرق المسرحية من خلال تأمين مستلزماتهم وسماع وجهات النظر المتفاوتة بصدر رحب وتذليل العقبات وليس أدل من ذلك ما أعلنه اليوحة من قرار إنشاء مسرح كبير مجهز بأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة بالإضافة الى تخصيص أرض في منطقة الشويخ لإنشاء 4 مسارح، هذا بالإضافة الى سعيه الدءوب لعودة الروح الى المسرح الكويتي الجاد بعيدا عن التراجع المستمر وما مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» إلا ثمرة لذلك المجهود الذي أعطي لمسرحية جادة أعادت الأمل بإحياء حقبة ذهبية كان المسرح الكويتي فيها متسيدا الواجهة.
المكتبة الوطنية
للمكتبة الوطنية حصة بالغة الأهمية عند اليوحة الذي يعمل على ان تضطلع بأهدافها من دعم نشاطات التعليم والبحث العلمي وتجميع وتوثيق التراث وحفظه، وتكوين مجموعات أجنبية التي تهم الكويت ومنطقة الخليج والدول العربية والإسلامية، والإشراف على نظام الإيداع، والارتقاء بمستوى أداء العناصر الوطنية العاملة في قطاع المكتبات، وتمثيل الكويت لدى الهيئات والمجالس العلمية والجامعات.
وتحقيقا لذلك أنجز المجلس في عهد اليوحة تسلم مبنى المكتبة بصورته النهائية من وزارة الأشغال في سبتمبر 2011، ومنذ ذلك التاريخ تم البدء بنقل ما يبلغ عدده 420 ألفا من المقتنيات والمخطوطات والكتب والإصدارات وأخذ ذلك اكثر من 3 أشهر، وتلتها عملية الفرز وتوزيع الكتب وتم الانتهاء من ذلك في ديسمبر 2011.. ولم يتوقف العمل في إيداع الكتب في المكتبة وإعطاء الرقم المعياري للإصدارات الجديدة داخل الكويت والمكتبة مفتوحة للقراء والمشروع سيخصص له ميزانية لعام 2012/2013 لاستكمال المكتبة من حيث الأجهزة المعلوماتية.
الآثار والمعمار
يبقى الجانب المعماري هو الأكثر ثراء في مسيرة اليوحة الذي أبرز بأفكاره المتجددة معالم تراثية وتاريخية عديدة وحماها من الاندثار ووضعها على خارطة الاهتمام ومنها عمله الدائم على الوصول لإدراج جزيرة فيلكا ضمن مواقع التراث العالمية لاحتوائها على مواقع تعود للفترة بين 330 و340 قبل الميلاد حين استوطنها الاسكندر المقدوني وجعلها منطلقا لغزواته، وكذلك الأمر مع إعلان المجلس عن اتفاقية مكتب الشهيد على تطوير وتحويل «بيت القرين» الى متحف الشهداء ليتناسب مع قيم البطولات الخالدة التي قدمها أبناء الكويت في مقاومة الاحتلال الصدامي الآثم، هذا بالإضافة الى العديد من المشاريع التي تصب كلها في خانة الحفاظ على تراث وآثار الوطن.
الفنون التشكيلية
أما الحركة التشكيلية فيشدد اليوحة على ان نشاط ادارة الفنون التشكيلية في المجلس يتنامى ضمن اهتمام المجلس برعاية الحركة الفنية في البلاد حيث تشهد حركة دائبة في تنظيم المعارض بهدف تشجيع ودعم الفنانين للوقوف على تجاربهم الفنية واتجاهاتهم التشكيلية المختلفة.
الأبحاث والكتب
ساهم اليوحة في تقديم أبحاث علمية وتراثية وأشرف على اصدار كتب «10 سنوات معمارية هندسية» حيث ضم انجازات ادارة الشؤون المعمارية والهندسية بالمجلس الوطني خلال 10 سنوات من 1996 الى 2006 والذي استعرض تاريخ تأسيس ادارة الشؤون المعمارية والهندسية (1/6/1996) وأهم أهدافها وهيكلها التنظيمي، وفي 3 أقسام استعرض الإصدار أهم الانجازات والمشروعات التي قامت بها الإدارة خلال السنوات العشر الماضية، حيث تناول القسم الأول: المشاريع الإنشائية الجديدة، وفي القسم الثاني تم تناول مشاريع الترميم والصيانة والحفاظ على المباني التاريخية، أما القسم الأخير فقد خصص للحديث حول الصيانة الدورية للمباني العامة التابعة للمجلس الوطني.
كما شارك في عدد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالآثار والمتاحف واعطى من خبرته الكثير في هذا المجال فالمباني الأثرية بحسب قوله يتم تصنيفها الى درجات مختلفة، الدرجة الأولى تتعلق بالمباني ذات الأهمية العالية مطلوب المحافظة عليها، وهذه الفئة يتم نزع ملكيتها إذا لم تكن مملوكة للدولة ومن ثم تحول الى الجهات المختصة بالدولة، أما الدرجة الثانية للمباني ذات الأهمية العالية، لافتا الى انه لا تنطبق عليها جميع الشروط، وتم رفع درجتها تبعا لأهميتها التاريخية وشكلها المعماري، ويضيف قائلا: هذه المباني تنزع ملكيتها وتحول الى الجهات المعنية في الدولة ايضا، اما الدرجة الثالثة فهي للمباني ذات الأهمية المتوسطة لفقدانها ما يقارب الـ 50% من المعايير وايضا مطلوب المحافظة عليها، اما الدرجة الرابعة والاخيرة فتتعلق بالمباني التي لا أهمية لها ولا تستحق الحماية.
قصر غرب مشرف
يده ممدودة لكل فكرة أو مشروع ثقافي يحمل في طياته خدمة ثقافية للكويت وما مشروع عائشة الحشاش التي نشرت فكرتها «الأنباء» ببعيد، حيث كانت الاستجابة الفورية من اليوحة الذي قدر وتبنى فكرتها بتحويل قصر غرب مشرف الى مشروع ثقافي حضاري إذ اعتبر ان عائشة رغم إصابتها بشلل دماغي إلا انها وضعت تصورا جميلا مكتوبا ـ بمساعدة أهلها ـ يتحدث عن كيفية المحافظة على هذا المبنى ووضعت ايضا خطة عمل متكاملة والهدف من هذا المشروع وكيف يتحول لمركز ثقافي تاريخي عن الشعراء ويتضمن الحوش القديم والخيمة والقهوة وأفكارا إبداعية جميلة.
وشدد في الوقت ذاته على ان هذه الأفكار الجميلة من قبل اخواننا المعاقين يجب ان تلقى من الدولة ومؤسساتها المختلفة الدعم الكبير، واعتبر ان عائشة ليست بحاجة الى دعمنا بل نحن بحاجة الى مثل هذه الأفكار البناءة والقيمة من عائشة في المحافظة على المباني التاريخية.
وتمنى ان يعطي هذا المشروع دفعة قوية لتحقيق الهدف الذي يسعى اليه المجلس الوطني وعائشة بخصوص هذا المبنى التاريخي.
مسيرة الحياة
من ادارة البناء في بلدية الكويت بدأ اليوحة مشواره المهني ثم مهندسا في ادارة الرقابة والمتابعة فمسؤول مركز العاصمة لينتقل بعدها عام 1996 الى المجلس الوطني للثقافة والفنون ليبدأ أولى خطواته فيه من ادارة الشؤون المعمارية والهندسية الذي اصبح مديرا لادارتها بدءا من عام 1996 حتى 2006 لينال بعدها درجة وكيل وزارة مساعد من تاريخ مايو 2006 كأمين عام مساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية والمعمارية في المجلس.
فاليوحة المولود عام 1960 حاصل على شهادة ماجستير في الهندسة المدنية (1984) وشهادة دبلوم ترجمة من اللغة الروسية الى العربية (1984).
كما مارس مهنة التدريس في المجال الهندسي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب (1992 ـ 1994).
اليوحة في سطور
٭ مواليد 7 يناير 1960.
٭ شهادة ماجستير في الهندسة المدنية (1984) وشهادة دبلوم ترجمة من اللغة الروسية الى العربية (1984).
٭ انتسب الى عدد من الدورات الفنية والتدريبية والقيادية (1986 ـ 2010).
٭ مارس مهنة التدريس في المجال الهندسي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب (1992 ـ 1994).
٭ ساهم في تقديم أبحاث علمية وتراثية وأشرف على اصدار كتب «عشر سنوات معمارية هندسية».
٭ شارك في عدد من المؤتمرات الدولية الخاصة بالآثار والمتاحف.
٭ عضو في جمعية المهندسين وجمعية حماية البيئة وعضو مجلس ادارة في جمعية الخريجين (2001) وفي نقابة البلدية ورئيس فريق ازالة التعديات على املاك الدولة في البلدية عام 1995 لمحافظة العاصمة وعضو في لجنة التراث العالمي ومنظمة الايكروم ولجنة اعادة تأهيل المتحف وغيرها.
٭ مدير ادارة الشؤون المعمارية والهندسية خلال الفترة (1996 ـ 2006).
٭ أمين عام مساعد لقطاع الآثار والمتاحف والشؤون الهندسية والمعمارية.
٭ عين أمينا عاما للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب خلفا لبدر الرفاعي في شهر فبراير 2011.