- رأينا الأهوال لدى خروجنا من أرض فلسطين ونجونا من القتل على أيدي جنود صهاينة بأعجوبة
- ولدت في إحدى قرى فلسطين عام 1936 وصادف ذلك يوم إضراب فحملوني وأمي على عربانة يجرها حصان
- فقدت أصدقائي القدامى مع مرور الزمن والآن ألقي محاضرات في الجامعة المفتوحة منذ تأسيسها
- أول مدرسة عملت بها في الكويت كانت «النجاح» في منطقة الشرق وشوارعها رملية
- انتسبت لجامعة بيروت عام 1967 وأنهيت دراستي الجامعية سنة 1970 بتخصص الفلسفة
- مكثنا في دير البلح بقطاع غزة منذ عام 1947 حتى 1954 وهناك أكملت تعليمي حتى الثانوية
- بعد تخرجي في الثانوية عملت مدرساً وكان راتبي 11 جنيهاً
- أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 وحصلت على الدكتوراه من جامعة القاهرة
- أحوال التعليم تغيرت كثيراً عن الماضي وأولياء الأمور كانوا يساعدون المدرسين ويقفون بجانبهم
- عملت في ثانوية العديلية7 سنوات حتى وقوع الاحتلال الصدامي الغاشم للكويت
أجرى الحوار: منصور الهاجري كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيف هذا الأسبوع د.علي عيد راغب ولد في فلسطين بمدينة صرفند العمار، قضاء الرملة.
كانت العائلة تزور مكانا مشهورا وولدته أمه هناك وكانت عائلته تملك أراضي وبساتين في تلك المدينة، وكانت المدينة تتكون من عائلات فلسطينية وهم طبقات، بدأ تعليمه في مدرسة قريته التي ولد فيها، يقول ضيفنا: لا يوجد من قريته مدرسون والمدرسون شهاداتهم المترك، شاهد الانجليز وهم ينسحبون من بلدته واليهود تسلموا تلك القرية، أهله هاجروا من مسقط رأسه الى اللد، أثناء عودته بعدما تم اطلاق سراحه مع مجموعة من أهله اليهود أطلقوا النار عليهم أرادوا قتلهم، ومن بلد الى اخر حتى استقروا في قطاع غزة وكان القطاع تحت الادارة المصرية.
يقول د.علي راغب: مصر لها فضل كبير علينا.. أنهى تعليمه في ثانوية خان يونس، أثناء دراسته عرض عليه مع مجموعة من زملائه الانضمام الى معهد خاص لكي يتعلموا ويصبحوا معلمين، بعد التخرج عين مدرسا براتب شهري وبعد فترة التقى لجنة اختبار المدرسين من الكويت وتم اختياره ليعمل مدرسا وفي عام 1957 حضر الى الكويت وعين مدرسا في مدرسة النجاح.
يقول د.علي راغب، إنهم وصلوا الى الكويت في الليل وسكنوا في ضيافة ثانوية الشويخ وفي الصباح لفحهم الهواء الحار والشمس المحرقة فطلبوا من ادارة المعارف العودة الى بلدهم وكان لا توجد مكيفات في الكويت سوى المراوح.
يقول: كان المدرس مخلصا في عمله ومع طلابه وكان يتسلم راتبا شهريا وعلاوة 100 روبية لمن يعمل بالقرى.
انتسب الى جامعة بيروت وأنهى الليسانس ومن بعدها الماجستير، وأما الدكتوراه فحصل عليها من جامعة الكويت.. ماذا يقول أثناء الحديث معه عن التعليم وأين يعمل حاليا؟ نتعرف على كل ذلك وغيره عبر السطور التالية:
يبدأ د.علي عيد راغب حديثه عن أيام الصبا والشباب ويقلب ويقلب صفحات الماضي الأولى حيث يقول: ولدت في فلسطين بمدينته صرفند العمار - قضاء الرملة، أصل العائلة منذ الأجداد كانوا من تلك القرية وكانت ولادتي في موقع مزار علي بن أبي طالب، كانت العائلة زائرة لذلك المقام فالوالدة ولدتني بتلك الفترة وتصادف ذلك يوم اضراب في فلسطين عام 1936 وبسبب الاضراب نقلوني مع الوالدة بالعربانة التي يجرها الحصان، حتى وصلنا الى البيت ومما اذكر ان العائلة كانت تملك أراضي وبساتين والبيوت داخل البساتين وأما الشارع الرئيسي الذي يبدأ من القدس الى يافا يمر من جانب بيوتنا وبساتيننا والمنطقة فيها عائلات طبقات ولأني كنت صغيرا لا أذكر العائلات كلها وأما بالنسبة لعائلة راغب فالناس يعرفوننا والقرية قليلة السكان. والناس يعرف بعضهم بعضا، وكانت الزراعة حمضيات والعنب والتين الشوكي وبعض الأراضي تزرع خضراوات مثل الطماطم والبازلاء والخيار والقمح للاستهلاك المحلي وأما الحمضيات فتصدر للخارج وذلك أيام البريطانيين وحتى عام 1947.
التعليم في القرية
وعن مشواره في التعليم يقول راغب: الحتقت في مدرسة القرية حتى أكملت الصف الخامس، الناظر اسمه محمد أبوطه وأصله من يافا، والمدرسة الوحيدة ويوجد مدرسة بنات صغيرة والأهالي لم يمنعوا بناتهم من الدراسة وأما المنهج فكان اللغة العربية واللغة الإنجليزية سنة رابعة ابتدائي يبدأ تعليمه للطلبة، كانت كتب الانجليزي ضخمة ويطلق عليها مورس 1، مورس 2، والمدرسون رجال فقط ولا يوجد العنصر النسائي في التعليم وكان النظام شديدا جدا واذكر من المدرسين محمد خيري وكان من الرملة ولا يوجد من القرية مدرسون وكان المدرس يحمل شهادة المترك.. واذكر ان وليد البورنو علمني في الثانوي في منطقة خان يونس.
الانتقال من صرفند العمار
يحكي غريب عن انسحاب الإنجليز من فلسطين وقريته وما تلا ذلك حيث يقول: بمجرد أن البريطانيين أنهوا الانتداب على فلسطين، وأذكر ذلك عندما شاهدت الإنجليز ينسحبون وكنت واقفا أمام البيت ويسلموا المناطق لليهود وكانوا مدربين على كل شيء حتى الطيران وأذكر انهم ضربونا ونحن باللد وكان عندنا كامب للبريطانيين كان أبناء فلسطين في البلدة مسلحين حاولوا أن يسيطروا على الكامب لكن لم يستطيعوا وكان الوالد واحدا منهم مسلحا نحن اضطررنا إلى الخروج من صرفند الى اللد وركبنا عربات يجرها الحصان ومكثنا 4 شهور في اللد والأكل متوافر، والدتي أصلها من اللد فبقينا عندهم واليهود جمعونا مع بعض الرجال والنساء والأطفال كلنا في المساجد وبعد ذلك أطلقوا سراح الأطفال ورجعنا إلى البيت وحجزوا الكبار وبالطريق أثناء العودة حاول اليهود قتلنا وكانت عمتي معنا، وإحدى السيارات نزل منها اليهود وقالوا ضعوا وجوهكم مقابل الحائط واحد من اليهود وجه بندقيته لكي يرمينا واذا بسيارة ينزل منها رجل وأوقف ذلك المجرم ولم يقتلنا، وأطلق سراحنا ثاني او ثالث يوم طردونا من مدينة اللد.
اليهود طردوا جميع من فيها ومشينا على مناطق سكنية سبق لليهود انهم سيطروا عليها مثل بلد اسمها بناله وبلد وجمسو وعنابة وكنت احمل اخي الصغير إلى أن وصلنا إلى بلد اسمها جنزو فقالوا لنا سافروا إلى الأردن، ركبنا سيارات الأردن وسافرنا وجدنا الدبابات الأردنية واقفة والعساكر بسيارات وكان رئيس الأركان كلوب باشا وصلنا إلى بير زين سكنا فيها لمدة أسبوع والوالد قال نريد الذهاب الى غزة وباشرنا الذهاب ومررنا على بلد اسمها الفالوجة كان جمال عبدالناصر فيها وحوصر من قبل اليهود، وصلنا غزة وسكنا في دير البلح ومكثنا فيها منذ عام 1947 وحتى عام 1954 فيها هذه البلدة أكملت تعليمي وبعدها انتقلت إلى مدينة خان يونس وأكملت المرحلة الثانوية وكانت الأونروا خصصت لنا سيارة لنقلنا من البلد إلى الثانوية أنهيت دراسة الثانوية العامة عام 1952 وكانت تشرف عليها مصر «وكنا نعتبر لاجئين فلسطينيين» مصر لها فضل كبير علينا من ناحية التعليم وكان عندنا شهادتان عامتان الثقافة العامة والثانوية التوجيهية من ثانوية خان يونس، وكان الناظر عمل في الكويت ومن المدرسين الذين درسوا لنا وليد البورنور وكامل اللحام وعبدالمعطي عمارة وآخر اسمه جرير القدوة وابنه حاليا في الأمم المتحدة.
وآخر مدرس اللغة الفرنسية اسمه قسطن سابا وقد تعلمت اللغة الفرنسية لمدة 5 سنوات، وقبل ما أنهى الثانوية كنت في خان يونس وكان رابع ثانوي شهادة الثانوية العامة وتحصل على شهادة عادية وبعد الحصول عليها سافرت إلى غزة لإكمال الدراسة ولمدة شهر كنت في الثانوية حضر عندنا خليل عويضة وحضر مع مجموعة ودخلوا علينا بالصف وقال من منكم يحب ان يصير مدرسا نحن 5 حضرنا من بير البلح وقد استأجرنا بيتا للسكن فيه وكل أسبوع نذهب إلى بيوتنا خليل عويضة قال لا تخافوا نحن سنعمل معهدا خاصا لكم وتكملوا الثانوية العامة.
والمدرسون أكفاء وعلى مستوى عال من المصريين من العلماء.
واحد وقف فوقفنا معه وهم عبدالرحمن تمراس عمل مدرسا في الفحيحيل واحمد تمراس وشيزاع وانا الرابع ويوسف الأطرش، وآخر اسمه ابراهيم وكان سابقنا بمرحلة ثانية، المهم قال خليل عويضة: لا يمكن ان نضعكم في نفس البلد سنوزعكم والتوزيع على أعلى درجة وصادف أن درجاتي اعلى من زملائي فثبتوني في بير البلح ووزعوا الآخرين وبعد سنة أعادوهم لبير البلح وبعد ذلك درست الثانوية العامة شبه دراسة منازل ونتعلم في المعهد وكنت «ثانوي علمي».
العمل مدرساً
بعد حصوله على الثانوية والدراسة في المعهد جاء وقت العمل، عن ذلك يقول د.راغب: بعد حصولي على الثانوية في المعهد تم تعييني مدرسا براتب 11 جنيها، وكان الراتب كافيا وأعطيه للوالد وهو الذي يصرف وبالثانوية العامة اعطوني 6 جنيهات فصار الراتب 17 جنيها، وأمضيت بالعمل حتى صار راتبي 27 جنيها، بتلك السنة حضرت إلى الكويت، وعملت مدرسا بمدرسة دير البلح ـ ابتدائي عام 1955 انتقلنا إلى مدينة رفح وعينت في مدرسة متوسطة وبعدها صرت مدرسا في الثانوية وأدرس لغة إنجليزية ورياضيات، الأونروا رشحتنا للعمل في الكويت وهي صلة الوصل مع دولة الكويت فرشحت مع زملائي وعددنا 5 منهم: أحمد العبادي وحسان السعفي وأنا ومصطفى الحوراني، حضرت اللجنة الى غزة وهم: المرحوم عبدالعزيز حسين ودرويش المقدادي واحمد العدواني ووليد البورنو وبعض من مدرسينا اشركوهم باللجنة منهم: كامل اللحام وكانوا جالسين في صالة كبيرة، كنت أمارس الرياضة وبصورة مستمرة عندما كنت طالبا ومدرسا تم استدعائي لمقابلة اللجنة كان عبدالعزيز حسين يطيل النظر وأنا داخل
عندما وقفت أمامه قال أكيد انت رياضي وتمارس الرياضة، فقلت له دائما ألعب، وجه لي أول سؤال «أين تشتغل وأي مدرسة والمواد؟» قال انت حاصل على ثانوية عامة، ما يصير تدرس ثانوية فقلت لا مانع واختبروني باللغة الانجليزية.
درويش المقدادي أخرج مجلة ريدرزس راجست فتح على موضوع فقرأت عادي، وردت كلمة «شمب» (الابهام) فقلت له معناها، اليوم الثاني ظهرت النتيجة وأعطوني جميع مستلزمات السفر من تذاكر وغيره.
الحضور إلى الكويت
كان مجيئه إلى الكويت خطوة فاصلة في حياته، وعن ذلك يتحدث د.راغب قائلا: تسلمت التذاكر، توجد قطارات بين غزة والقاهرة وسافرت إليها وصلت إلى القاهرة وتوجهت إلى المطار وركبت الطائرة ذات الأربع مراوح وصلنا إلى مطار الكويت كان يوم 11 من الشهر التاسع عام 1957 وقد استقبلنا وفد من المعارف ونقلوني مع مجموعة المدرسين إلى ضيافة ثانوية الشويخ، وصلنا مساء ولم نشعر بحرارة الجو ولكن أصبحنا اليوم الثاني وبدأ الجو وتضايقنا من شدة الحرارة قال مصطفى الحوراني «شو هالغول الحار الذي خرج علينا» من شدة الحرارة والرطوبة، ونحن غير متعودين على مثل هذا الجو الحار.
وبالفعل أننا اتفقنا على أن نرجع إلى بلدنا وقلنا للمسؤولين «أعيدونا إلى بلدنا» ولكنهم صاروا يقنعونا، وفي ذلك الوقت لا توجد مكيفات في المباني أمضيت مع زملائي خمسة عشر يوما لم نخرج من الضيافة تفرقنا بالتعيين ولكننا قلنا نريد أن نكون مع بعض في مدرسة واحدة ونسكن نحن الخمسة في مكان واحد لكن درويش المقدادي لبى الطلب وعيننا نحن الخمسة في مدرسة النجاح أول مدرسة أعمل بها في الكويت مع زملائي بمنطقة الشرق والشوارع رملية، كنت مدرسا للغة العربية والناظر عمران الطرشة فلسطيني، وبعد ذلك ترك وعين بدلا منه الاستاذ محمد بشير والوكيل زهدي سمور وبعد ذلك نقلت إلى مدرسة الغرابي في منطقة النقرة، كان مستوى الطلبة ممتازا وجميع الطلبة مهتمين بكتابة الواجب والانتباه لشرح المدرس ولا تأخير عن الدوام مع العلم ان الأم والأب أميين مع ذلك كان الاهتمام بالتعليم، كان المدرس مخلصا في أداء عمله، كان معي من المعلمين نادر صوان وعبدالحق الغصين، وأحمد العبادي أيضا كان معنا الاستاذ محمد السداح من المدرسين الكويتيين الممتازين.
هناك في «الفارابي» وكانت دائرة المعارف آنذاك تعطي للمدرس مائة روبية علاوة وكانت النقرة تعتبر قرية ونقل معي محمد السداح وكان ناظر المدرسة أنهيت سنة واحدة، الطلبة فيها كويتيين ووافدين وهم الأغلبية بالمدرسة وبعد سنة نقلت إلى مدرسة عبدالعزيز الرشيد، وكان ناظرها عبدالحميد البغلي وكان الاستاذ أيوب حسين وكيلا للمدرسة وبعد ذلك نجم الخضر عين ناظرا لمدرسة عبدالعزيز رشيد، وأذكر من مدرسي الفارابي أحمد العبادي، ومن بعد نجم الخضر عين ناظر آخر هناك بالنسبة لي انتقلت إلى ثانوية العديلية.
الانتساب الى جامعة بيروت
انتسب ضيفنا الى جامعة بيروت حتى يكمل دراسته وعن ذلك يقول: انتسبت لجامعة بيروت العربية لكي أكمل دراستي الجامعية وذلك عام 1967 وذلك بعد أن تم الافتتاح وقبولنا للدراسة فيها باشرت دراستي وانهيتها عام 1970 الدراسات الفلسفية والاجتماعية وكانت الدراسة جهد كبير، يتمثل بعملي مدرسا وبيت وعائلة، المهم حصلت على شهادة الليسانس.
ثانوية العديلية
أما عن انتقاله إلى ثانوية العديلية فيقول: بعد حصولي على الشهادة الجامعية تم نقلي إلى ثانوية العديلية من المرحلة الابتدائية أمضيت فيها سبعة عشر سنة وكان الناظر بداية عملي فيها هو الاستاذ عبدالعزيز العمران، ومن بعده الاستاذ عبدالله المهنا فيما بعد صار مدير التعليم المتوسط وثالث ناظر لثانوية العديلية كان علي الغريب خلال السبعة عشر سنة من العمل في ثانوية العديلية، تم فتح ثانوية كيفان للمقررات فتم نقلي إليها لمدة سنة من عام 1982 ـ 1983 في تلك السنة علي الغريب ذهب إلى الوزارة وطلبني بالاسم بأن أرجع إلى ثانوية العديلية وأخذ الموافقة بالكورس الثاني لكي أعود إلى العديلية بلغني الموجه علي السعدي بالنقل، المهم أمضيت عملي بالعديلية حتى عام 1990 الغزو العراقي الغاشم على الكويت.
ونقلت إلى ثانوية العديلية وكنت مدرس فلسفة المادة العلمية لكتاب الفلسفة للثانوي من تأليفي أيضا شاركني مجموعة من الأساتذة، أمضيت بالعمل حتى الغزو وأما قصة الماجستير بعدما أنهيت الليسانس فتحوا قسم الدراسات العليا في جامعة الكويت فقدمت للدراسات وفيها شروط منها يجب أن تكون المادة الأساسية امتيازا والمساندة جيد جدا وجميع التقديرات موجودة لمدة سنة أعطونا خمس مواد، من ضمنها اللغة الفرنسية وكنت سبق أن كنت متعلم اللغة وملم بها ومعي مدرس مصري، وبدأت أعمل الدراسات، محاضرات يلقيها علينا محاضرون منهم د.زكي نجيب محفوظ وتوفيق الطويل ومحمد عبدالباسط عبدالصمد وعبدالباسط عبدالمعطي ومصطفى الحشاش، أنهيت دراسة الماجستير عام 1974 والدراسة مدة سنتين وحصولي على أول ماجستير من جامعة الكويت وبعد ذلك أغلقوا قسم دراسات الماجستير لعدم وجود عدد كاف من الكويتيين،لكي أحصل على الدكتوراه التحقت بجامعة القاهرة وطلبوا مني كتابا من السفارة الكويتية بالقاهرة وحصلت على الكتاب من السفارة وساعدوني وأعطيته لجامعة القاهرة، أذكر أن البحث أو مادة الماجستير بعنوان «الاتجاه الوظيفي في علم الاجتماع الأميركي» وجميع المراجع باللغة الانجليزية.
واصلت العمل للحصول على شهادة الدكتوراه وكان البحث أو مادة الدكتوراه «معوقات التنمية الاجتماعية في المجتمع الكويتي مع دراسة ميدانية للقوى العاملة» وكان الموضوع جيد جدا وممتاز، وبعدما أنهيت الدراسة وحصولي على شهادة الدكتوراه، وزارة التربية طلبت نسخة حصولي على الدكتوراه عندما كنت مدرسا في ثانوية كيفان.
كنت موعودا بأن أنتقل إلى التربية الأساسية، أثناء الغزو العراقي كنت في القاهرة وقالوا لنا كل من تنتهي إقامته يسافر من مصر فقلنا أين نذهب؟ فقالوا هذه السفارة العراقية وذهبنا لهم وأعطونا تأشيرة دخول بعد أن عرفوا أن لدينا إقامة بالكويت، من حسن الحظ عندي فيزا للأردن فسافرت من القاهرة إلى (عمان) وأمضيت أسبوعين وبعد ذلك بالباص إلى بغداد ومنها إلى الكويت.
ما بعد تحرير الكويت
يتحدث د.راغب عن مرحلة مهمة من تاريخ الكويت فيقول: بعد تحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي الغاشم كنت في الكويت ولكن أمضيت سنتين من دون عمل، عام 1993 بدأت بالعمل أخصائي اجتماعي في مدرسة الجميل ولمدة سنتين وفيها ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي وفيها ناظر كويتي إنسان طيب جدا اسمه أبوعمار وكانت لي علاقة طيبة معاه.
وبعد سنوات انتقل إلى المدرسة الوطنية وانتقلت معه عام 1994 أمضيت فيها ثماني سنوات.
بعد ذلك، انتقلت إلى الأكاديمية الكويتية ثنائية اللغة تقع في منطقة الرقعي وصاحبها عبدالله الرشيدي منذ عام 2005 إلى الآن أعمل معه بالأكاديمية، المقارنة بين التعليم قديما والتعليم حديثا طبعا فيه اختلاف العناصر التي كانت موجودة عناصر جيدة جدا، الوافدون الذين حضروا إلى الكويت كانت لديهم خبرات كبيرة بالتعليم وكانوا يحضرون إلى الكويت عن طريق اللجنة التي تختارهم بالمقابلات فكان أفراد اللجنة حريصون على اختيار الأفضل، التعليم ليس بالمستوى القديم وحاليا مستشار تربوي وأزاول عمل أخصائي اجتماعي وتخصصي اجتماع، والاولاد اشقياء ونحاول تهذيبهم ومستمر بالعمل.
الأولاد
يتحدث ضيفنا عن حياته الاجتماعية وأسرته بالقول: الله سبحانه وتعالى رزقني بولد واحد كانت دراسته في الكويت من المرحلة الابتدائية حتى أنهى الثانوية العامة القسم العلمي والتحق بالجامعة الأميركية بالقاهرة فلم ينسجم بالدراسة هناك وحصل الاحتلال الصدامي، وفرت له مبلغا كبيرا لكي يكمل تعليمه وأخذته عند مسؤولة كبيرة في الإقامات وقالت له يا قصي لمّا والدك يسافر تعال عندي فقط سدد الرسوم، الولد لم يعرف كيف يتصرف ذهب لها فلم يجدها فقدم الوثيقة إلى الإقامات وسأله انت فلسطيني فقال هذه وثيقة مصرية وكتب عليها الموظف المغادرة خلال أسبوع، عمه موجود هناك ودبر الموضوع له وبعد التحرير عرفت الموضوع أخي الثاني كان في كندا وطلبت منه أني عمل له معاملة الهجرة وسافر ابني الى كندا وحصل على الجنسية الكندية وانهي دراسته هناك وفي أميركا وحاليا يشتغل وتزوج من فتاة أردنية من عائلة محترمة اناس طيبون ويعيش مع زوجته في كندا.
ولد واحد والحمد لله وأعيش مع زوجتي وأحد اخواني يعيش في الكويت.
والثاني الموجود في مصر حاليا كان يعمل بوزارة الإعلام مستشارا، أخي موسى راغب وكان مسؤولا للبحوث الاحصائية، وأخي الموجود في كندا كان موجودا في الكويت ولا أعرف النواحي السياسية، أتحدث عن التعليم واقول ان التعليم حاليا مع دخول الأجهزة الحديثة يختلف عن التعليم قديما والطالب منتظم والمدرس والادارة حازمة مع الطالب.
أولياء الأمور كانوا يساعدون المدرس ويقفون بجانبه حاليا ولي الأمر يختلف عن ولي الأمر القديم كان الطالب يدخل المدرسة وقد كتب واجباته بالكامل كانت العملية مريحة وكان الاحترام متبادلا بين الطالب والمدرس.
علاقة الأب والابن
حاليا لأني من الجيل القديم قد فقدت أصدقائي كلهم لأنهم خرجوا من الكويت، حاليا من البيت إلى الجامعة وحسب الحاجة ألقي محاضرات الجامعة العربية المفتوحة اشتغلت فيها ثماني سنوات من يوم تأسيسها.
ذكرياتي عن مدرسة النجاح طيبة جدا وكانت العلاقات فيها بين المدرسين جيدة جدا ومع الطلبة كنا كالآباء، لا احفظ الشعر ولم اكتب القصة، حاليا مؤلف كتب وتدرب بالجامعة، عندي بحوث لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية ونشر سياسة التربوية في دولة الخليج العربية وثم وزعوه وعندي بحث بعنوان «التلوث البيئي والتربية البيئية في دول مجلس التعاون» وعندي بحث «اتجاهات المواطنين الخليجيين نحو الأعمال اليدوية».
أما الكتب التي ألفتها أول كتابين صدرا في الثمانينيات:
1 - التنمية في الفكر السسيولوجي.
2 - الحديث المعاصر.
3 - التنمية في المجتمع الكويتي المعاصر.
4 - مشكلات اجتماعية معاصرة أربع طبعات لانها تنتهي 2012 ودرست في الجامعة.
5 - مدخل إلى عمل الاجتماع الطبعة الثانية يدرس في جامعة الكويت.
6 - قضايا اجتماعية الطبعة الأولى.
أما البحوث: «السياسات التربوية في الخليج العربي»، كما تصدر كتابا جديدا وتعيد طباعته تضيف عليه، وكتاب الفلسفة والمنطق والأخلاق يدرس للصف الرابع الثانوي.
في النهاية شكرا جزيلا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالقيادات والتربية والمدرسين القدماء الذين عملوا في الكويت، الشكر موصول للاستاذ منصور الهاجري لاهتمامه بهذا النسيج الاجتماعي التربوي، شكرا لكل من يعمل بجريدة «الأنباء».