- كانت توجد في الشرق مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين يزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء
- الكويتيون قديماً كانوا يستعينون بالمطاين للحصول على الطين من أجل بناء البيوت
- كنت ألعب كرة القدم بالفريج وكانت الكرة نسميها أم سر ومصنوعة بالهند
- التحقت بمعهد حلوان للتربية البدنية وعام 1959 حلت الأندية القديمة جميعها
- «النجاح» أول مدرسة التحقت بها عام 1950 حيث كانت أقرب مدرسة لنا وكنت أذهب لها مشياً على الأقدام من الشرق
- في الماضي الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور رغم أنهم كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
برز الرياضيون في الكويت في أجيال متعاقبة، منذ أن بدأت رياضة كرة القدم بداية الثلاثينيات. كان الكويتيون مهتمين بكرة القدم، فقد أسسوا الفرق واستغلوا الساحات الرملية كملاعب وصولا الى الأندية القديمة والتي برزت بداية الأربعينيات ومن ثم البعثات للطلبة الى جمهورية مصر العربية.
كانت البداية وأول خريج هو المرحوم عيسى الحمد من معهد حلوان وهو المعهد الذي تخرج فيه ضيفنا، وقد سبقته مجموعة من الرياضيين الكويتيين، ومع تأسيس الأندية الحديثة عام 1960 - 1961 انتشرت لعبة كرة القدم والألعاب الأخرى، واهتمت الدولة بالأندية، وزاد عدد اللاعبين الكبار الذين شاركوا في الاتحادات الرياضية عربيا وعالميا.
عبدالكريم عبدالرضا ضيف هذا الأسبوع يحدثنا عن الرياضة المدرسية منذ أن كان طالبا في المرحلتين المتوسطة والثانوية، كان لاعب كرة قدم مع فريق أبناء المنطقة والفرق الأخرى والملاعب القديمة التي يذكرها لنا، شارك مع مدرسة الصديق ومدرسة ثانوية الشويخ.
وبعد أن سافر الى القاهرة والتحق بمعهد حلوان انضم الى النادي الاهلي المصري ولمدة أربع سنوات بفريق ألعاب القوى، حيث كان لاعبا لمسافات طويلة ومتوسطة في الجري.
يحدثنا عن الرياضة المدرسية والرياضة في الأندية وتقدمها على المستوى العربي والعالمي، ولماذا هبطت الرياضة وتأخرت.
عبدالكريم عبدالرضا المدرس والموجه في مدارس وزارة التربية والقائد الكشفي مع الفرق الكشفية والمشارك في معسكر الفنيطيس السنوي ماذا يقول عن الرياضة عامة في دولة الكويت قديما وحديثا منذ أن كان طالبا في المرحلة الابتدائية ومدرسا وموجها..
التفاصيل في السطور التالية:
يبدأ المربي الفاضل الاستاذ عبدالكريم عبدالرضا حديثه عن الماضي وذكرياته بالكلام عن مولده وبداياته الاولى قائلا: ولدت في منطقة الشرق وبالتحديد في المطبة، وممن أذكرهم من جيراننا بيت المرحوم عبدالقادر السري وبيت عبدالعزيز الهندي وأبناء وبنات بن سري أخواتنا واخواننا بالرضاعة والمرحوم عبدالمجيد عبدالعزيز الهندي أخونا من الرضاعة، هكذا كان الكويتيون تجد الرضاعة المنزلية منتشرة فيما بينهم، عكس ما نراه ونشاهده في هذه السنوات، حيث انقطعت رضاعة الاطفال بين العائلات، والجار لا يعرف جاره، أمضيت سنوات قليلة في المطبة وانتقلت للسكن عند جدتي بالشرق مقابل مبنى السينما الحمراء سابقا، وأذكر أنه كانت توجد مزارع كثيرة في تلك المنطقة والمزارعون من الكويتيين ويزرعون الخضار وفي المزارع عيون وآبار ماء ويوجد بالمنطقة مطاين مفردها مطينة مكان يؤخذ منه الطين لبناء البيوت قديما.
مكان السينما الحمراء يتجمع الماء أثناء المطر ونشاهد الحمارة وهم ينقلون الطين على ظهور الحمير، كذلك كنت أذهب الى البحر للسباحة، وأما الحداق فكان مقابل المستشفى الأميري، وصار لي حادث وكان أحد الأصدقاء قال أنت صائد سمكا كثيرا ولم يقل ما شاء الله، فالميدار دخل بإصبعي وذهبت الى الأميري وعالجوني. أيضا كنت مع الأصدقاء نذهب الى الأسكلة مقابل قصر دسمان.
ومن الهوايات كنت ألعب كرة القدم (بالفريج) وكانت الكرة نسميها أم سر وهي تختلف عن الكرة الحالية وكانت الكرة مصنوعة بالهند ونصنع مادة شمعية على الخيوط وأحيانا نضع الكرة في الدهن وتصير ثقيلة وكل فريج يوجد فيه فريق كرة القدم، كان فريقنا اسمه الطائف كان ملعبنا حاليا مجمع دسمان، وأذكر أن حمد الملا وعبدالرزاق مدوة وخالد الحربان والمسبحي يلعبون معنا بالفريق. أيضا كان يوجد فريق الريحان وفيه أحمد الصالح وجاسم الصالح وراشد بوبلهه، وكانوا مجموعة وتقام المباريات معهم، وكان كل لاعب يدفع روبية واحدة.
واستأجرنا دكانا وكنا نجتمع فيه ونلعب البلياردو وكنت كابتن الفريق أيضا واذهب الى القبلة واحضر محمد الملا وعبدالرزاق مدوه بالسيارة وكان خالي ضابطا بالجيش وكنت آخذ سيارته وهو نائم واستخدمها في نقل اللاعبين وبعد فترة عرف خالي بالموضوع ومنعني من استخدام سيارته، فصارت مجموعة من اللاعبين، يحضرون بأنفسهم، واذكر عباس حياة، هذا النشاط انعكس على المدارس.
الدراسة والتعليم
عن مشواره في مضمار التعليم وكيف كان مساره بالدراسة يقول عبدالرضا: أول مدرسة التحقت بها عام 1950 ،مدرسة النجاح أقرب مدرسة لنا، اذهب لها مشيا على الأقدام من الشرق، كان مدرس التربية البدنية الاستاذ عبدالرزاق أردني الجنسية، أيضا كان يدرسنا مادة التاريخ، وكان يلعب مع فريق المعارف ويطلق عليه عبدالرزاق الفريرة، لأنه سريع بالركض واذكر الناظر عبداللطيف العمر ومن بعده عبدالله حسين وثالث ناظر احمد اللباد وسكرتير المدرسة محمد السداح، ومن المدرسين المرحوم عبدالصمد التركي،وأيوب حسين وخليفة القطان ومحمد علي تربية فنية، واذكر العون وطه زمزم مصري الجنسية وعبدالوهاب الزواوي، كان المدرس يعطي من نفسه الكثير ويعمل بإخلاص وبضمير، 4 سنوات بالمرحلة الابتدائية وكنت العب كرة القدم، واذكر المقبرة القديمة وكنا نلعب على أرضها وبيت العصفور، البداية نلعب مع بعض وفرق، وبعد 6 سنوات نقلونا الى الصديق بعدما تم بناء ثلاث مدارس نموذجية منها الصديق وصلاح الدين والشامية، وقبل ذلك توجد مدرستان هما عمر بن الخطاب في القبلة وحولي المتوسطة في حولي ،وكان في تلك المدارس لاعبون على مستوى عال، وكان التعليم عاى مستوى عال أيضا وليس هناك من مراجع لنا فكنا نعتمد على شرح المدرس لأن المدرسين مهتمون والطالب ينتبه لشرح المدرس، والوالدان أميان.
انتقلت الى مدرسة الصديق المتوسطة وكان الناظر المرحوم الأستاذ حمد عيسى الرجيب والوكيل عبدالله جاسم واحضروا مجموعة من المدرسين الرياضيين مثل الطرابيشي وعبده فرج وصلاح الليثي ومنير الدقاق ومن المدرسين الكويتيين الرياضيين المرحوم أحمد مهنا ويوسف العلي الذي كان مدرسا في الشامية، واذكر الأستاذ الجسار كان يعمل مدرسا للغة العربية متطوعا بالدوام المسائي.
النشاط الرياضي
عن بدايات اهتمامه بالرياضة وانخراطه في أنشطتها يقول ضيفنا: من مدرسة الصديق بدأ وظهر نشاطي الرياضي وبدأت العب كرة القدم بالإضافة لألعاب القوى (الجري) وكان في مدرسة الصديق 3 مدرسين تربية بدنية عبدالإله بركات وعبده فرج واحمد مهنا.
شاركت في فريق خاص، واحمد مهنا كان يشرف على الفريق ومن بعده مصطفى، وبجانب الرياضة كنت مهتما بدراستي، واذكر من الطلبة بدر عبداللطيف وهو فنان ورسام وعبدالكريم الصفار والمرحوم عبدالخضر عوض، وكان اللاعبون في الأندية القديمة وخالد الحربان ورضا العلي وراشد مبارك وحسن ثويني، واسحاق نواف ومحمد عيسى (لواء متقاعد) والعون كان حارس مرمى الفريق وعلي موسى، ومن الفرق الثانية أحمد السيافي لاعب كرة السلة، واذكر عبدالله الدمخي وكانت في المدارس جميع الألعاب، ومحمود عبدالعال كان مدرب الجمباز في الصديق، ومن الألعاب التي كانت في المدارس السلة والطائرة وكرة القدم وألعاب القوى، وعندما كنت في سنة ثالثة متوسط في الصديق حضر مدرس مصري يعلمنا كرة اليد وكان ذلك عام 1958م ولأول مرة في تاريخ الكويت وانطلقت اللعبة من مدرسة الصديق والمدرس اسمه تمام ولعبت كرة يد كهاو وليس بالفريق، لأنني كنت مشغولا بألعاب القوى واستمررت بها وكذلك كرة القدم وسافرت عام 1959 الى سورية للمشاركة، ومعنا المرحوم نوري ثويني لاعب طائرة ويعقوب يوسف مطوع لاعب سلة.
تم اختياري لأن أكون في فريق ألعاب القوى من قبل الأستاد عبدالإله بركات وتعلمت رمي الرمح ودفع الجلة، لعبت 200 متر و400 و800 متر و1500 متر.
جسمي طويل ولياقتي البدنية عالية وكنت ألعب كرة القدم، لهذه الأمور تم اختياري لألعاب القوى وكنت أمشي مسافات طويلة من البيت الى الصديق مسافة، وباشرت اللعب ألعاب القوى، وأذكر كنت ألعب كرة القدم في الوقت نفسه مع ألعاب القوى وكان مسموح للاعب بأن يزاول أكثر من لعبة وكان علي ناصر بهبهاني يلعب جميع الألعاب، كذلك فيصل مطر أيضا كان يزاول أكثر من لعبة، الدولة يلعب سلة وقدم وعبدالله الدمخي يلعب تنس وطائرة وسلة، والرياضة لم تشغلنا عن الدراسة، الطالب كان أمامه الدراسة واللعب ولا يشغله شيء آخر من الألعاب.
حاليا ألعاب وحلات وأندية، فالواحد مشغول في أكثر من جهة مع الدراسة، الألعاب الرياضية لا تشغل الطالب عن الدراسة، لأن لكل واحد منهما وقته المخصص والمدرس كان مهتما بالطالب، وفي المدارس قديما جماعات مثل جماعة العلوم، جماعة الرياضيات، جماعة اللغة العربية، فالطالب ينضم اليها وخاصة بعد العصر دراسة واستفادة وجمعية التربية الفنية.
وفي كل مدرسة حظيرة دجاج وطيور، وأذكر كنا نقيم مباريات بين المدارس وعددها بذلك الوقت تقريبا ست مدارس يقام بينها دوري في الالعاب وأذكر منها المتنبي والصديق وحولي وعمر بن الخطاب والشامية وتقام مباريات كرة القدم على ملعب مدرسة الصديق، وهو من الملاعب الكبيرة بعد ثانوية الشويخ وفيه مدرج كبير وعمال للتنظيف، وأيضا كنا نقيم المباريات على ملعب ثانوية الشويخ، وفي المتنبي ملعب وأذكر الملعب الشرقي الذي كانت تقام عليه مباريات الاندية وملعب أبوالحصم في الشرق ولعبنا عليه مع منتخب التلاميذ وكان المدرب إنجليزيا واللاعبون من جميع المدارس، وكنت لاعبا معهم وكانت المباريات ضد الفريق الانجليزي من البحرية، وقد فزنا عليهم، ومنتخب المدارس لعبنا ضد نادي الكويت في بداية تأسيسه وفريق الكلية الصناعية والاندية وفريق مدرسة حولي كان يلعب معهم يعقوب الخرس لاعب نادي الكويت وضاحي وسالم فرج وحارس المرمى جاسم وكانوا مشهورين، ومن لاعبي المتنبي: سليمان الدهيمة وعبدالرحمن الدولة ومحمد الخطيب ومحمد عيسى أيضا كنا بالشارع نلعب مع بعض وإبراهيم العماني وعبدالعزيز العوضي والمضف حارس مرمى وصار في النادي البحري.
في مدرسة الشامية كان يلعب في الفريق: جاسم الحميضي وزكريا وأحمد البصري وآخرون ومن لاعبي مدرسة عمر بن الخطاب المرحوم بدر الشطي وناصر الفرحان أخو عبدالمحسن اخو (دحسن) وكان يدربهم صلاح الليثي وفي الصديق كان يدربنا عبدالاله بركات، اما عن الاندية القديمة فكان خالي أول من أسس ناديا لحمل الاثقال واسمه نادي الشباب بشارع أحمد الجابر، ولعبت سلاح الشيش والمصارعة، وكان نادي الخليج قبل دوار دسمان عند محطة البنزين، وكان خالد النصرالله رئيس النادي وكنت ألعب مع النادي درجة ثانية. هذا النشاط الرياضي يقابله التعليم والدراسة.
ثانوية الشويخ
بعد المرحلة المتوسطة توجه عبدالرضا شأنه شأن الكثيرين من أقرانه في هذه الفترة الى ثانوية الشويخ وعن ذلك يقول:
أكملت دراستي في الصديق وانتقلت الى ثانوية الشويخ أولى وثانية ثانوي، وبعد النجاح اخترت أن أكمل دراستي بالخارج فتم اختياري مع مجموعة من الطلبة، وأذكر أنني في ثانوية الشويخ كنت ألعب كرة قدم وكرة يد، وسافرت الى مدينة حلوان ومعي: خالد الحربان وعبدالكريم عبدالرضا وعبدالله جمال وحسين مكي ومحمد الزامل وعلي سبتي وسعد المياس وحسن كرم وخالد الدولة وقد سبقنا يوسف العبيد والمرحوم أحمد السرهيد، وصلنا الى حلوان جميعنا وقبلنا دفعة تخرجوا في حلوان وكان منهم د.عبدالحميد مطر وعلي بوقمباز، وأول كويتي تخرج في معهد حلوان هو المرحوم الاستاذ عيسى الحمد أواخر الأربعينيات وعرف بأبو الرياضة ومؤسس اتحاد كرة القدم ومؤسس اللجنة الأولمبية، عيسى الحمد له دور كبير في الرياضة الكويتية، كان أحمد مهنا خريج معهد الكويت نحن العشرة تخرجنا وعينا مدرسين والبعض منا التحقوا بالمعهد العالي للتربية البدنية بالهرم، والتحقت بالمعهد العالي.
النادي الأهلي المصري
من المراحل الفارقة في حياة الرياضي عبدالكريم عبدالرضا التحاقه بنادي الأهلي في مصر، وعن ذلك يقول: عندما كنت في معهد حلوان التحقت بالنادي الأهلي الرياضي، وكنت ألعب ألعاب قوى ولمدة أربع سنوات وكنت أمثلهم، وأنا أول كويتي ينضم للنادي الأهلي المصري، وعندما كنت طالبا في معهد حلوان أقيمت في الكويت الدورة المدرسية وعرض عليه أن أشارك فيها ممثلا عن مصر، أما بالنسبة لقبولي وزملائي في معهد حلوان فكان المرحوم عيسي الحمد وكيلا مساعدا في التربية وهو الذي مهد لنا الدخول للكلية، وأذكر أن أحد المسؤولين في التربية وقف ضدي وعدم ارسالي للخارج إلا ان عيسى الحمد قال له لا يجوز منعه من البعثة فسافرت مع زملائي. عيسى الحمد شخصية رياضية ورجل مبدع وهو أبو الرياضة في الكويت على مستوى الأندية أو المدارس ويعرف جميع الرياضيين وقدم خدمات كثيرة وجليلة للكويت، وهو المدرس والموجه والوكيل والسفير، خمس سنوات في معهد حلوان ومثلها كنت ألعب في النادي الأهلي المصري.
بعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للتربية الرياضية وبعد سنة ثانية تركت الدراسة ورجعت إلى الكويت مكتفيا بشهادة الدبلوم من معهد حلوان للتربية البدنية وبعد سنوات من العمل سافرت إلى أميركا وأكملت دراستي هناك.
بعض الزملاء أكملوا دراستهم في المعهد العالي مثل جاسم الجيماز ويوسف خريبط ومحمد الزامل وعلي موسى وفيصل مطر خريج عام 1966 من المعهد العالي ويوسف عبيد وفهد بوقماز ورضا العلي والمرحوم علي عسكر، أحمد السرهيد بعد معهد حلوان اشتغل وبعد سنوات حصل عى بعثة وسافر وأكمل دراسته حتى حصل على الدكتوراه من أميركا.
التعيين مدرساً
أما عن تعيينه في الميدان التربوي فيقول عبدالرضا: بعد التخرج عينت مدرسا للتربية البدنية في مدرسة الفيحاء المتوسطة وكان الناظر عبدالكريم عبدالمعطي، عام دراسي واحد ثم انتقلت إلى ثانوية كيفان، ومن الحوادث ان طالبا ضرب مدرسا وقام الناظر بطرد الطالب وفي اليوم الثاني حضر خالد المسعود الفهيد وزير التربية آنذاك الى المدرسة ومعه الطالب وولي أمره، الوزير وولي الأمر دخلا المدرسة ومنع الناظر الطالب من الدخول وقال إذا الطالب دخل المدرسة أخرج منها، هذه حماية للمدرسة، واتفق الناظر مع الوزير على نقل الطالب من مدرسة الفيحاء، كانت الهيئة المدرسية تعمل بجد واجتهاد واخلاص إذ انهم كانوا يحضرون بعد العصر من دون مقابل مادي.
العروض الرياضية
يتطرق ضيفنا إلى موضوع العروض الرياضية، فيقول: حاليا لا توجد عروض رياضية مثلما كان قديما، حيث كان هناك مدرسون متخصصون في العروض، ثانيا التكنولوجيا والطلبة ضعاف ولا تستطيع أن تشد على الطالب وولي الأمر لا يقبل بذلك حاليا، وصارت لي قصة مع طالب عندما كنت مدرسا في الفيحاء وكنت حكما وصار فاول فقال الطالب موجها كلامه لي وقال: العمي يا حكم، سكت لكن الكلمة أثرت فيني فأخذت عصا وضربته، اليوم الثاني عندما كنت في المكتب دخل علي رجل كبير بالعمر وسأل عني فقلت له أنا قال الرجل عسى ولدي ما غلط عليك، وقال: ولدي بالليل يشتكي من الم بجسمه، هذا لو حصل في هذه الأيام يمكن يشتكون علي، وقال: لك اللحم ولنا العظم وأخذت ولي الأمر وذهبت معه إلى الفصل وكان اصغر طالب بالفصل عمره ست عشرة سنة، وكان مدرس الانجليزي بالفصل قال هؤلاء عليهم أن يذهبوا للعمل فهم كبار بالسن، ولي الأمر صار معي ضد ولده، الطلبة كانوا يحترمون المدرس وكذلك أولياء الأمور ويقفون معه، مع العلم أن أولياء الأمور كانوا غير مثقفين مثل هذه الأيام، بعد سنة نقلت إلى ثانوية كيفان مدرسا ونقل المدرس الأول ونقلني معه إلى ثانوية أحمد البشر الرومي، وكان الناظر حسن زغلول، وبعد الظهر كنت أدرب بعض الطلبة والتدريب مستمر، حيث كنت أدخل المدرسة صباحا وأخرج منها مساء، وصرت قائدا للكشافة وشاركت في المعسكرات التي كانت تقام في الفنيطيس في مدرسة الفيحاء وثانوية أحمد البشر الرومي، وشاركت في 3 مخيمات وأذكر جاسم الجيماز ويوسف خريبط وفيصل مطر وعلي حسن العلي وآخرين ومنصور الهاجري.
الأندية الرياضية الكويتية
يتناول عبدالرضا تاريخ أندية الكويت ويتعرض للحديث عنها بقوله: بدأت الأندية الرياضية بالنادي الأهلي وكان في الحي القبلي ونادي الجزيرة ونادي الخليج بالشرق والعروبة بالشرق عند مسجد الرومي ونادي النهضة في القبلة يعتبر نادي كاظمة حاليا، ولكن عام 1959 الحكومة حلت الأندية القديمة جميعها، لكن عام 1960 - 1961 ضموا نادي الخليج والعروبة حاليا النادي العربي الرياضي ومقره أولا بيت ذوي الدخل المحدود، والملعب حاليا ثانوية بيبي السالم وضموا نادي الجزيرة حاليا (نادي القادسية) ونادي الأهلي حاليا نادي الكويت والنهضة نادي كاظمة انضممت للنادي العربي وعندنا ملعب السدر الاربع بالشرق، وعقد أول اجتماع للجمعية العمومية بالنادي العربي ومازلت أحتفظ ببطاقة الدعوة منذ عام 1960م وأذكر جاسم المحري صار رئيس نادي الكويت وكان قبل ذلك أحد اللاعبين في النادي.
انتشرت الرياضة بعد ذلك وظهرت أندية جديدة من الجهراء إلى الفحيحيل إلى الأحمدي وفي جميع مناطق الكويت، وارتفع مستوى الرياضة عندنا وتقدمت الكويت في الأوساط الرياضية العربية والعالمية، ولكن هبطت الرياضة بعد ذلك للأسباب الآتية: يعتمد على القياديين في أي ناد وهو مجلس الإدارة، وبعض غير الرياضيين الذين يحبون الرياضة صاروا ينافسون الرياضيين وانضموا للقيادة، وهذا صراع موجود في جميع دول العالم بالنسبة للأندية.
الرياضة في التعليم أفضل وأحسن، المدرس يمكنه أن يؤسس الرياضي منذ حداثة عمره ويستطيع المدرس أن يشكل الطالب حسبما يراه ويحسن سلوكه ويغرس أخلاقيات الرياضة فيه، أما اللاعب في النادي فيختلف، هذا طالب وذاك لاعب تختلف بينهما العلاقة.
كانت الأندية تأخذ اللاعب من المدرسة متدربا جاهزا لا يتعب المدرب عليه، لأنه تعلم وتدرب في المدرسة مع أستاذه الذي يشرف عليه، هذا حاليا غير موجود والسبب كان قديما عدد اللاعبين قليلين، أولياء الأمور لا يقبلون بأن ولدهم يذهب للنادي وكان المدرب من الكويتيين.
ولي الأمر يطمئن على ولده في المدرسة لأنه في يد أمينة ويعرف أن ولده في المدرسة لا يخرج بعيدا، حاليا ولي الأمر يطمئن على أن ابنه في النادي.
كلمة أخيرة أوجهها بالنسبة للرياضة: المفروض على الأندية أن تختار المتخصصين مثلا لا أسند الإشراف لأي واحد، مصلحة الكويت فوق كل شيء، أتمنى أن يكون هناك معيار للاختيارات، والمفروض أن يضعوا شروطا للاتحادات وللأندية، وأن يكون في النادي مفكرون يطورونه.
الأولاد قدرات لكل واحد قدرته على الأداء أثناء اللعب وهناك ولد يدرب مدة شهرين يتبين انه لاعب ممتاز والبعض لمدة سنة ولكن لا يصلح.
شكرا للأستاذ عبدالكريم عبدالرضا المربي الفاضل والرياضي القدير.
شكرا لجريدة «الأنباء» لاهتمامها بالشخصيات الكويتية وتسجيل ما يمكن تسجيله للأجيال القادمة.
الله يوفقك أستاذ منصور الهاجري وشكرا لك ولجريدة «الأنباء» والعاملين فيها.