- زوجي عمل مدرساً في الكويت منذ العام 1950 بعدما أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية
- والدتي كانت تعزف العود وهذه المهارة منتشرة بين نساء مدينة نابلس
- «نفط الكويت» أرسلت زوجي في بعثة إلى الولايات المتحدة بداية الستينيات للدراسة وكانت أول مرة أرى فيها أميركا
- أحببت الرياضة منذ الصغر ومازلت أمارس تنس الطاولة مع الأولاد والأحفاد
- كنا نشارك في المظاهرات بداية الخمسينيات مع بدء التحركات السياسية في الدول العربية
- ولدت في مدينة يافا ومعناها «الجميل» في اللغة الكنعانية
- الوالد انتقل بنا إلى القدس عندما نشبت المعارك في يافا خوفاً علينا
- طلاب القرى القادمون إلى نابلس للدراسة كانوا يذاكرون تحت أعمدة الكهرباء بحثاً عن الإنارة
- زوجي تعاقد مع وزارة التربية ثم اضطر للعودة إلى القدس للبحث عن عائلته بعدما طردها الصهاينة
- بعد العودة من أميركا درست علم النفس والاجتماع بجامعة الكويت وكنت من أوائل الخريجين
- سنة النكبة 1948 كانت قاسية علينا وأثناء إطلاق النار اخترقت رصاصة ثوبي
- تركت نابلس العام 1958 وفي هذا العام حصلت على شهادة «المترك»
- تمت خطبتي في العام 1957 واشترط والدي قبل الزواج أن أكمل تعليمي
ضيفتنا هذا الأسبوع سهام نايف أبو غزالة ولدت بفلسطين، وانتقلت الى الكويت بعد زواجها من محمود أبوغزالة ابو اولادها، وعن ذلك تقول انه خطبها بعدما اكمل تعليمه في الجامعة الاميركية في لبنان، وتم الزواج عام 1958 وعندها وصلت الى الكويت وانتقلت الى عش الزوجية في مدينة الاحمدي حيث كان يعمل زوجها. بدأت تعليمها في اول مدرسة في مدينة القدس حكومية ايضا مع وجود مدارس خاصة اجنبية، وانتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة الفاطمية وبعد نجاحها فيها انتقلت الى المدرسة العائشية، وكانت لها مشاركات مع فرقة التمثيل ومشاركة في المناظرة الشعرية مع بنات المدرسة، ومن هواياتها الرياضية تنس الطاولة وفريق كرة السلة وكانت الكابتن، وحاليا تلعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، وكانت تشارك في المظاهرات مع بنات جيلها.
تذكر ضيفتنا ان عام 1948 كان عاما قاسيا عليهم في فلسطين، عام النكبة، نكبة فلسطين، عام خروج الانتداب البريطاني.
تقول ابوغزالة: ان وصولها الى الاحمدي كان بسبب عمل زوجها حيث كان في البداية مدرسا ثم انتقل الى شركة نفط الكويت وكان رئيس تحرير مجلة الكويتي. كانت تذهب مع زوجها الى نادي الحبارى في الاحمدي وفي النادي كانت تذهب الى المكتبة وتقرأ بعض الكتب وبعد سنوات اكملت تعليمها الثانوي والتحقت بجامعة الكويت وانهت الدراسة الجامعية، وسمح لها بفتح «كانتين صغير» لبيع الحلويات والماء والشيكولاتة، وبعد ذلك سافرت الى اميركا مع زوجها، فماذا قالت عن هذه الرحلة المدرسية هناك؟
التفاصيل في السطور التالية:
ميناء مدينة يافا قبل وقوع النكبة
بعدما أبدت ضيفتنا سهام نايف ابوغزالة سعادتها بهذا اللقاء من خلال «الأنباء» شرعت في الحديث عن بداياتها وايام حياتها الأولى، حيث قالت: ولدت بمدينة يافا بفلسطين وكلمة يافا تعني الجميل باللغة الكنعانية منطقة جميلة جدا واذكر البحر وبيارة البرتقال عند والدي، والوالد كان دائما مجهوده ونشاطه فيها وكان فيها الحمضيات مثل البرتقال والبوملي.
وكان ميناء يافا من اقدم موانئ العالم عندما وقعت المعارك في يافا، كان الوالد، رحمه الله، خائفا علينا وعددنا عشرة اولاد والوالد والوالدة فقرر الوالد الانتقال الى القدس والوالد كان ينتقل ما بين القدس ويافا متابعا البيارة والفواكه، وانتقلنا الى القدس حماية لنا وللمحافظة علينا والتحقنا بالمدارس، وهو عمل بالحسابات والتدقيق.
مدينة القدس جميلة جدا، وكنا نلعب مع بعض اولاد الجيران فما كنا نشعر بالتفرقة مع اولاد الجيران، وكنا نتبادل الاكل مع الجيران المسيحيين اكلة اسمها «البربارة»، وكانت حياة اهل فلسطين حلوة وجميلة حتى نكبة عام 1948 ودخول الصهاينة الى فلسطين كي يعملوا لهم دولة، فصار الوالد في القدس ولكن لم يستطع البقاء فيها فانتقلنا الى مدينة نابلس وأمضينا اربع سنوات في القدس، كنت اشاهد الجيش البريطاني حيث الانتداب في القدس وكانت القدس تبهر الناس وكان هناك احساس عند الناس باطمئنان ايماني داخلي. وبعدما انتقلنا الى نابلس الاهل قالوا: ان عائلة ابوغزالة اصولهم من نابلس وكنا من العائلات القديمة والكبيرة، ولا زلت اتذكر بيت العائلة هناك وبني عام 1305 هجري وهو من البيوت القديمة المبنية من الحجر، وسقف الغرف عالية ونابلس من مدن العالم القديمة مدينة نابلس فيها جبلان الجبل الاول «جزرين» والثاني «عبال» والاسماء كنعانية قديمة. ومما اذكر كانت الكهرباء عندنا ضعيفة وكلما انقطعت عندنا في البيت كنت اصلحها ويعود التيار وما كنت اخاف من الكهرباء.
الدراسة والتعليم
عن مشوارها في مضمار التعليم والدراسة تقول ابوغزالة: في القدس كانت بداية تعليمي، فالوالد، رحمه الله، سجلني في الروضة، اما في نابلس فبدأت بالتعليم الابتدائي والتحقت بالمدرسة الفاطمية الابتدائية للبنات ولمدة ست سنوات ولا توجد مدارس حكومية مختلطة، ومن الممكن ان تكون المدارس الاجنبية الموجودة مختلطة.
كان التعليم الخاص قد بدأ مع البعثات القادمة من الخارج وذلك لادخال الفكر الغربي لكن الفلسطينيين عندهم وعي كبير وعندهم تركيز كبير على العلم، وهذا هو الذي نفعهم، فعلى سبيل المثال عندما تقدم زوجي لخطبتي من الوالد قال له اول شرط هو ان تكمل تعليمك الجامعي، وهذا دليل كبير على اهتمام الفلسطينيين بالعلم، فوعده واكمل تعليمه، والوالد قال لاختي: يا ابنتي لا يوجد زوج في الدنيا يعادل التعليم والشهادة.
بالمدرسة الفاطمية اذكر من مدرساتي فدوى عنبتاوي، وكانت قوية، وحضرت الى الكويت في مدرسة الاحمدي وصارت ناظرة وكانت المدرسة قديما تعطي من قلبها بجهود مخلصة، ولواحظ عبدالهادي وصبرية ابوغزالة، وكانت ناظرة المدرسة الفاطمية اسمها ندى عبدالهادي.
واذكر شيئا مهما ان المعلمات عندما يشرحن لنا الدرس كان فيه اهتمام كبير لان تفهم الطالبة الدرس، وكان في الصف الخامس المدرسة شرحت لنا الدرس وقالت ياسهام: قومي وقولي لنا ماذا فهمتِ من الدرس، فقلتُ لها لم افهمه فقالت انت غير منتبهة افتحي يديك، فقلت لها لا انا غير مذنبة لكي افتح يدي، لكن لم افهم الدرس فطردتني من الصف وكنت شاطرة في الرياضيات فلم اوافق على ان تضربني.
التحقت بالتمثيل وكانت هوايتي، وفي كل مناسبة كان المعلمات يعملن تمثيليات، واذكر اني قمت بدور خالد بن الوليد وكنت احب المناظرة الشعرية مع الزميلات وكانت هناك مسابقات وجوائز، وكان المنافسات كثيرات، شيء جميل عندنا مناظرة الشعر وخاصة الشعر الحديث، ومثل شعر ايليا ابو ماضي واحمد شوقي، وكان منهج اللغة العربية قويا جدا في مدارس فلسطين، وكانوا يعلموننا دائما قراءة القصص ويعلموننا ان قبل النوم نقرأ قصة باللغة العربية او الانجليزي واذا الاخت الكبيرة تقرأ افضل فقبل النوم نسمع شيئا يفيدنا،كانت اللغة العربية منتشرة.
واذكر ان الكهرباء كانت ضعيفة، فالقراءة صعبة عندي، كما اتذكر الاولاد الذين كانوا قادمين من القرى للدراسة في مدارس نابلس يقفون تحت اعمدة الانارة بالليل للدراسة ما عندهم كهرباء. كان المنتشر عندنا اللوكس.
التحقت بالتمثيل وكان دوري خالد بن الوليد ودوري اموت على السرير ومن الطالبات امل الصمد وطالبة بنت عاشور وزينات صلاح، وكانت المعلمات نشيطات، وكان الاهل يحضرون لمشاهدة بناتهم، والمهم اختيار المسرح، والتمثيليات تثقيفية والطلبة الذين يشاهدوننا يستفيدون من التمثيلية ولم اتأثر بدراستي وكانت والدتي متعلمة وكانت تقدر الدراسة ومهتمة بنا وبتعليمنا.
النشاط الرياضي بالمدرسة
عن نشاط آخر لها في الدراسة غير التمثيل تقول ابو غزالة: النشاط الثالث بعد التمثيل وحفظ الشعر كان النشاط الرياضي، فكنت امارس لعبة السلة وكرة الطاولة (بنغ بونغ) شاركت في بطولة الاردن وكنت بطلة نابلس في كرة الطاولة ولعبت مع زميلتي شادن فالح وكنا نلعب «زوجي» وحصلت على بطولة التنس في جامعة الكويت وفي الاحمدي.
وشاركت في فريق كرة السلة ونقيم مباريات مع فرق مدارس جنين وننتقل بالباصات وملابسنا شورت وقميص، وكنت الكابتن لفريق كرة السلة، وكانت الحياة جميلة وحلوة، وأحب الرياضة ولا أزال ألعب تنس الطاولة مع الاولاد والاحفاد، عندنا طاولة في السرداب ولعبت الاسكواش لمدة، وهذه الانشطة عندما كنت في المدرسة الفاطميةـ المرحلة الابتدائية.
المدرسة العائشية
عن أحد انتقالاتها الدراسية تقول ضيفتنا: انتقلت الى المدرسة العائشية الثانوية وآخر سنة للمترك كان عام ،1958 وصار التوجيه الثانوي البداية انهيت شهادة المترك والانجليزي، والمترك يعتبر احسن من الثانوية، وكان المدرسون من حملة المترك، واذكر ان درويش المقدادي مدير معارف الكويت الاسبق تعاقد مع مدرسين فلسطينيين معهم شهادات المترك، وكنت اشارك مشاركة فعالة في حصص الرياضة - سلة تمارين ـ وبداية الخمسينيات بدأت التحركات السياسية مثلا ايام حلف بغداد قمنا بمظاهرات كبيرة وايام ثورة مصر عام 1952 وايام العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 قمنا بمظاهرات في فلسطين وكنت اقود المتظاهرات امام المتظاهرين في فلسطين، واذكر ان الناس ما كانوا يملكون الراديو وكان القليل جدا منهم من عنده الراديو، فكان الناس يجتمعون عند اي محل فيه راديو يستمعون لخطاب جمال عبدالناصر الرئيس المصري الاسبق رغم التشويش على خطاب جمال عبدالناصر وحركة الوحدة بين مصر وسورية خرجنا بمظاهرات مؤيدة للوحدة، ايضا لما ظهرت جميلة بو حيرد، كان القلب العربي واحدا، عام 1948 كانت سنة قاسية علينا وسكن الناس في المدرسة الفاطمية، ففي الساحة والفصول كنت ارى الناس وانا انظر لهم من شباك بيتنا بعدما انسحب الجيش الانجليزي، الناس كانوا فرحين بخروجهم ما علموا ان المصيبة اكبر، رصاصة اخترقت ثوبي الله ستر لم تصل لجسمي، انتهى الانتداب البريطاني لكن كانت الناس دون اي خيار ودون اي ترتيب وكانت الحياة قاسية على أهلي وعلى المواطنين.
المواد الغذائية محدودة اذكر ان الوالد يقول لنا كلوا البرتقال ولكن البرتقالة الوالد مناصفة بين اثنين من العائلة، ايضا لم يكن هناك سكن، وبعد ذلك وصل عندنا السكر الملون كذلك الخضار كان قليلا وكنا نأكل الخبز بالخضار وعندنا الزعتر والجبن وزيت الزيتون، فعلا الزعتر ينشط الدماغ والذاكرة فكنا فعلا نأكل، وكان يوجد تقنين في الاكل، كنا نشرب الحليب الوالد كان يقول اشربوا الحليب انا يكفيني انني شربت الكثير، وكان قصده اننا نشرب لكي نتغذى.
الأنشطة في المدرسة العائشية
تضيف أبوغزالة: مارست أنشطة سياسية في المدرسة وما كان عندي نشاط في الكتابة مع العلم كنت نشيطة كثيرا ومتفوقة بالرياضيات، كانت فترة تغلي بالمشاكل، تركنا نابلس عام 1958 كانت فترة مهمة سياسيا وحصلت على شهادة المترك عام 1958 وهي شهادة مهمة جدا بالنسبة للتعليم.
الخطبة والزواج
بعد الدراسة كان حلم كل فتاة الزواج. عن ذلك تقول أبو غزالة: بعدما أنهيت الدراسة وحصلت على شهادة المترك مباشرة تمت خطبتي على زوجي وهو من نفس العائلة، وبعد إتمام مراسم الزواج حضرت الى الكويت عام 1958 لأن زوجي كان يعمل مدرسا.
قديما كانت العوائل الفلسطينية لا تزوج بناتها لعائلات أخرى إلا انهم فيما بعد عدلوا عن ذلك عندما اكتشفوا ان زواج الأقارب يؤثر على الأولاد.
عندما تمت خطبتي لزوجي كان يعمل مدرسا في الكويت منذ عام 1950 لأنه أنهى تعليمه في الجامعة الأميركية في بيروت وحضر الى الكويت مباشرة.
لكنه بعد التعاقد مع وزارة التربية ولجنة التعاقدات وبعد ان بدأ الدراسة رجع الى القدس وصار يبحث عن عائلته التي طردها الإسرائيليون. بعدما أنهى دراسته في بيروت وفي عام 1957 خطبني من أهلي قبل ان أنهي دراستي وصل الى نابلس ووصفوني له وتقدم إلى أهلي مع عائلته ونحن نفس الطائفة، الوالد في البداية امتنع وقال نزوجها بعدما تنهي دراستها وزوجي قال لنكتب الكتاب فقال الوالد نشترط ان تنهي شهادة المترك وان يتم الزواج بعد الانتهاء من الدراسة. وهكذا بعدما حصلت على الشهادة عام 1958 تزوجت من زوجي أبو أولادي، وكان المهر بحدود مائتي دينار، ويشتري للعروس ذهبا وحاجاتها الخاصة وأحضر زوجي جناكي للفرح وغنوا في ليلة العرس والفرقة للنساء لإحياء ليلة العرس ونابلس والقدس فيها النساء يعزفن آلة العود وهذه منتشرة بين النساء في بلدنا وكانت كل سيدة عندها عود تضعه فوق خزانتها، فقد كانت كل واحدة تعلم الثانية، وهكذا وكان المرح بينهن.
اذكر ان والدتي كانت تعزف العود وعندما نزور العائلة الوالدة تعزف عندهم وعندما تزوجت زين أهلي الحائط ووضعوا الكراسي على الحوائط لأنها عريضة وقد جلست على تلك الكراسي من فوق الحائط.
قصة السفر
عن قدومها الى الكويت بعد الزواج تقول ضيفتنا: زوجي بعد التعاقد مع معارف الكويت كان معه مجموعة من المدرسين والمدرسات وسافر بالطائرة (الديكوتا) وكان فيها تقريبا 10من المدرسين والمدرسات، وكان الجو باردا وكان ذلك عام 1950 ونزل من الطائرة وقد رشوا مادة الدي دي تي، وشاهد الكويت عام 1950 وهي دون شوارع، وقد كان حاملا بيده مضرب التنس، وكانت من أجمل أيام حياته في الكويت، وقد كان مدرس مادة تجاري مسائي، وكانوا كبارا بالعمر فظنوا انه طالب معهم يقولون له «اجلس معنا»، ولأنه كان شابا وهم أكبر منه، وكانوا يتغشمرون معه وعمل مدرسا لمدة سنتين في التجاري.
كان يحدثني عن الأمانة وأخلاق الكويتيين والاحترام الكبير، هذا ما خبرني به زوجي.
عندما حضر الى الكويت كان مدرسا لمدة سنتين وبعدها انتقل الى شركة إحدى العائلات الكويتية، وصلت الى الكويت والى مدينة الأحمدي حيث كان زوجي يعمل هناك وكان يعمل في شركة نفط الكويت بعد التدريس والشركة الأهلية، وكان يشرف على مجلة الكويتي وبعد ذلك صار رئيس التحرير لها وسكنا في الأحمدي.
زوجي محمود أبوغزالة كان من الموظفين الذين ركزوا عليهم بالشركة وذلك بعدما تم تكويت الشركة بالموظفين الكويتيين، وحصل على مركز أو مسمى سوبر انتندنس، من ضمن أربعة موظفين ومن الموظفين منصور خزعل. كان يوجد في الاحمدي ثلاثة أندية نادي الحبارى ونادي الاتحاد ونادي الأحمدي، وللباكستانيين ناد باسم نخلستان.
وأتذكر ان نادي الحبارى ممنوع على العرب دخوله، وكان ذلك يحز بنفسي، وبعد التكويت انتهى وفتح النادي وكنت أذهب الى النادي مع زوجي، وزوجي عمل شركة مع أخيه لتوريد الخضار، وكان بعد العمل يذهب الى الشركة ومن ثم يرجع الى مكتب المجلة والساعة الثانية عشرة ليلا يرجع الى البيت.
مجلة «الكويتي» كانت تصدرها شركة نفط الكويت وكان زوجي محمود ابو غزالة رئيس تحريرها، والمجلة اسبوعية، وفي ذلك الوقت كان العمل يدويا ولا يوجد كمبيوتر ولا اجهزة مثلما يوجد حاليا.
البداية في الأحمدي
عن ايامها الاولى في الكويت وفي الاحمدي عند قدومها مع زوجها تقول ابو غزالة: وصلت الى الكويت ومباشرة الى الاحمدي حيث يسكن زوجي هناك، وكانت هوايتي القراءة، فكنت اذهب الى النادي وأبدأ بالقراءة، وبعد ذلك اتجهت للدراسة لكي احصل على شهادة الثانوية العامة، وتقدمت للحصول على الثانوية العامة والدراسة كانت منزلية وتقدمت للامتحان بثانوية المرقاب وكنت استخدم الباص من الاحمدي الى الثانوية كثيرا جدا، استفدت من دراستي عن الكويت وعن المناخ والتاريخ والسكان. عندما قدمت الى الكويت كانت معلوماتي بسيطة عنها، ولكن دراستي اعطتني المعلومات الكثيرة، فكانت مكسبا لي، وبعد ذلك حصلت على الثانوية العامة.
ايضا زوجي ساعدني على الدراسة، وعرض عليه ان يكمل دراسته في اميركا فوافق، وعندي ولد اسمه موسى وبنت اسمها فاتن، وسافرنا الى اميركا مع زوجي في بعثة عن طريق شركة نفط الكويت، وصلنا الى اميركا ورأيتها لاول مرة بلادا حلوة ومتقدمة، أحببت اميركا، وهناك رحبوا بنا لاننا من الكويت، الرجال يدرسون فيها فقط، وكان اسم الكلية «أتاكسو» وادخلت الاولاد في الروضة وذهبت للتسجيل في الجامعة فقالوا ممنوع قبول النساء في هذه الجامعة، ولكن مع الاصرار قبلت وكنت اول سيدة تقبل طالبة في الكلية، ولاني زوجة محمود ابو غزالة طالب بعثة من الكويت سمحوا لي بأن اخذ كورسات وقبلت حتى الاميركيات ممنوع قبولهن، ولاني في البيت مسؤولة عن كل شيء، تركت زوجي يهتم بدراسته وعملت معارض كثيرة، وذلك عام 1963.
ردي على مغالطات محاضر أميركي
اثناء دراستها في الولايات المتحدة واجهت ابو غزالة موقفا يوضح إقدامها وشجاعتها واصرارها على الدفاع عن اي حق عربي، كان الامر يتعلق بقناة السويس وحقوق مصر فيها، ودس المحاضر مغالطات في كلامه، وعن ذلك تقول:
اذكر ان الاستاذ المحاضر قال كلاما خطأ، وكان مما قال ان مصر اخذت قناة السويس من دون ان تدفع شيئا (ببلاش)، ولم يعجبني كلامه، وهو استاذ لابد ان يقول الحقائق، فرددت عليه وقلت له ان ما تقوله خطأ. فقال «اثبتي لي ما تقولين» فذهبت الى المكتبة وبدأت ابحث في الكتب عن مصر وقناة السويس، حتى جمعت معلومات كبيرة منها ان مصر دفعت اموالا طائلة لشركة قناة السويس، بعدها قابلت الاستاذ المحاضر، وقال امام الطلبة ان ما جاءت به سهام ابو غزالة هو الصحيح وما قلته خطأ، واعترف بخطئه.
ثم قلت له: لماذا لا تقدر الارواح التي راحت عندما بدأ حفر قناة السويس، وكانوا من المصريين، فكانت من المعارك التي قمت بها، فاستطعت ان أقدم البحث في وجه من اخطأ وبعد ذلك طلبوا مني كأمرأة عربية ان اعمل قصصا في المدارس وللاطفال عن الكويت وفلسطين.
نادي الياسمين
بعد العودة من أميركا كان لها أنشطة تقول عنها ضيفتنا: بعد العودة من أميركا ساهمت بنادي الياسمين في مدينة الأحمدي بمساهمة من شركة نفط الكويت للسيدات وكل عام كانوا يختارون سيدة من زوجات العاملين بالشركة وكانت وظيفة شرفية، وبنفس العام التحقت بجامعة الكويت عام 1966 وطلبوا مني فكان من الصعب علي، ولكن بالأخير وافقت ومن ضمن أعضاء النادي الهنود والباكستانيين والعرب، وبعلاقاتي بالجامعة قلت أعمل لهن محاضرة وطلبت من الأستاذ د.محمد غالي ان يلقي محاضرة في النادي وكانت لأول مرة يكون بالنادي محاضرة، وكنت أجمع مبالغ وأوزعها بين الباكستانيين والهنود وما يزيد للخارج.. المهم طلبت من الإدارة ان تعمل له غداء في نادي الموظفين، البداية قالوا ليش؟ وسألوني عن السبب ان نعمل له غداء؟ وبعد ذلك وافقوا ومن ذلك النادي كونت علاقات داخل نادي الياسمين.. كنت رئيسة النادي لمدة عام، وظيفة شرفية والحمد لله قدمت استقالة ولكن النساء قلن نريدك ولكن استقلت وتركت العمل لغيري.
كانت تجربة واستفدت، وأكملت دراستي في جامعة الكويت اجتماع وعلم نفس وكنت مع أوائل الخريجين وعملوا لنا حفلا للبنين والبنات وكان الاحتفال برعاية المغفور له الشيخ جابر الأحمد الصباح.
اذكر ان دراستي في أميركا كانت كورسات موقعة من الدكاترة بجميع المواد حتى مادة الموسيقى تعلمت بدون ان أدفع اي مبالغ، حاليا أولادي وأحفادي وبناتي افتخر فيهم ويفتخرون بي أمهم الكبيرة.
استفدت ايضا بمشاركتي مع الآخرين، أولادي يشعرونني بحبهم بقوميتهم وبلدهم وهويتهم.. وبتوجيه مني لهم وعلاقتي حلوة معهم ولا أزال ألعب معهم تنس طاولة لأني كنت لاعبة ومتفوقة وبالجامعة حصلت على أول بطولة في التنس الأرضي ومعي احدى الأخوات شاركت باللعبة وأخريات، وفي الأحمدي حصلت على البطولة في تنس الطاولة.
أود ان أذكر هنا اني نشأت بالمدارسة العربية وعائلتي هويتها عربية.
الشباب والحفاظ على الهوية
ترى أبوغزالــة مـــن الضروري الحفاظ على هوية مجتمعاتنـــا العربيـــة وتخاطب الشباب قائلة: أقول لأبناء وبنات هذا الجيل حافظوا على هويتكـــم ولغتكم وتراثكم وبدونها نضيع.
لا تغيير أو تشبه بالغرب هم لهم عاداتهم وتقاليدهم ونحن العرب لنا عاداتنا وتقاليدنا، إن التمسك بالدين واللغة والعروبة أمر ضروري للحفاظ على الهوية، ولا مانع من تعليم الأولاد اللغات الأخرى.
كانتين في جامعة الكويت
عن تجربة ثرية ومهمة تمثل درسا في الوطنية تقول ضيفتنا: عندما كنت طالبة في جامعة الكويت وبعد عام 1967 قلت للمسؤولين أريد ان أفتح كانتينا فقالوا ما السبب؟ قلت ندفع الأرباح لفلسطين فتمت الموافقة وأعطوني غرفة صغيرة وأبيع الكاكاو والكيك والماء للطالبات.
في نهاية اللقاء توجهت ضيفتنا بالشكر قائلة: شكرا لكم وشكرا لجريدة «الأنباء» على هذا العمل التاريخي والتسجيل مع من قدموا خدمات جليلة في حياتهم لهذا البلد الطيب المعطاء، شكرا للأستاذ منصور الهاجري لمساهمته لتسجيل هذا اللقاء.