- أنهيت الدراسة في معهد المعلمين وتخرجت مدرس تربية بدنية بالدفعة الأولى
- أول مدرسة عملت فيها مدرساً هي الفارابي بحولي ثم انتقلت إلى مدرسة خالد بن الوليد بالنقرة
- أدركت الجيل القديم من الرياضيين بالأندية القديمة
- دربت فريق اليرموك وبعد تعاقدهم مع مدرب أجنبي قدمت استقالتي
- أمضي الوقت حالياً في نادي اليرموك ومن تلاميذي فيصل الدخيل وسامي الحشاش
- أشرفت في نادي اليرموك على تدريب لاعبين كثيرين مثل حسين المكيمي وأحمد الأميري
أجرى الحوار: منصور الهاجري - كاتب وباحث في التراث والتاريخ ومقدم برامج في الإذاعة والتلفزيون
ضيفنا هذا الاسبوع شخصية رياضية وتربوية بامتياز، إلى جانب عمله بوزارة التربية معلما كان يمارس الرياضة مدربا وحكما، هو الاستاذ عيسى محمد ملا عيسى الجيران، الذي تخرج في الدفعة الأولى بمعهد المعلمين مدرس تربية بدنية. وعمل في أكثر من مدرسة الى ان طلب التقاعد، ولكن بعد 3 سنوات عاد الى العمل واستمر لمدة 7 سنوات حتى تقاعد.
يقول: «في نادي اليرموك أشرفت على تدريب عدد من اللاعبين منهم حسين المكيمي وأحمد الأميري، وكنت في ذلك الوقت مدرسا وحكما ومدربا لكرة القدم».
وقد التحق ضيفنا بدورة تدريبية في القاهرة لمدة 3 أشهر على نفقة نادي القادسية وبعد عودته عين مدربا لفريق الأشبال بالقادسية ثم انتقل بعد ذلك مدربا بنادي اليرموك الى ان تعاقدوا مع مدرب أجنبي فرفض الاستمرار وقدم استقالته، ويؤكد أن الرياضة المدرسية في ذلك الوقت كانت شعلة من النشاط، وكانت المدارس تمد الأندية بكثير من اللاعبين أصحاب المهارات.
الجيران استدعى كثيراً من الذكريات واحداث من الماضي ذكرها لنا خلال حواره نقرأها من خلال السطور التالية:
يقول الجيران: ولدت في منطقة الشرق في المطبة ببيت ملا عيسى جدي لوالدي، ثم انتقلت للسكن بفريج العوضية خلف مسجد الرومي بتلك المنطقة ترعرعت وبعد ذلك انتقلنا للسكن بفريج بن خميس، وكانت منطقة المطبة تتكون من مجموعة من الدكاكين، واشهر الباعة مبارك الهدهود وآخر اسمه هاشم، والمطبة كانت المنطقة السكنية الوحيدة التي سكانها لا يذهبون الى السوق لشراء المواد الغذائية، الا اذا لم يجدوا حاجتهم في دكاكينها، واذكر انني كنت العب في براحة المطبة مع الاصدقاء وفي فريج هلال المطيري كنت العب مع اولاد الشراح مثل يوسف واولاد الغرزان وعبدالعزيز واخيه احمد الحربان واولاد البرغش في سكتنا عبدالعزيز وبرغش وبيتنا في سكة سد فيها ثلاث بيوت وسكة طويلة فيها بيت النجدي وبيتنا وبيت عمي في السكة السد.
السكة الطويلة فيها بيت الحربان وبيت الشراح وآخر السكة الطويلة توصل الى الحفرة ومنها الى المطبة، وكانت البيوت من الطين بيوت صغيرة وبيوت كبيرة متداخلة مع بعضها البعض ومتلاصقة، والبراحة عند مسجد هلال ويوجد مسجد وكنا نلعب الحيب الحيب وصفروق والهول والتيله ودوامه واورطه والجيس والكوينه والهول يتكون من فريقين وكنت سريع الركض، وفي المدارس وخاصة عندما كنت طالبا في مدرسة المتنبي لعبنا مع الفريق وكان يلعب معنا اللاعب عبدالرحمن الدولة ومحمد عيسى وكنت سريعا جدا بالكرة، اركض بالكرة لا يستطيع احد من اللاعبين ان يمسكني حتى اصل الى الهدف، ساعدني على الركض ان جسمي كان ضعيفا، وايضا كنت لاعبا في فريق كرة القدم في مدرسة المتنبي، ولعبت مع عبدالرحمن الدولة ومحمد عيسى.
واذكر من المباريات التي شاركت فيها وكانت شهيرة لعبنا ضد الشامية المتوسطة على نهائي المدارس وكان عبدالرحمن الدولة مشاركا معنا، لكن اذكر انه كان يلعب سلة وكان من اللاعبين الممتازين، وكانت المباراة على ملعب ثانوية الشويخ حاليا (جامعة الكويت)، وقد فازت مدرسة المتنبي على الشامية بأربعة اهداف، وكان من اللاعبين بالشامية خالد الحمد وجاسم الحميضي، وكان يوصي اللاعبين: امسكوه امسكوه عني، واذكر ان خالد النجدي والدولة وسليمان النجدي هم الذين احرزوا الاهداف، كما اذكر مدرب القدم بالمدرسة كان مصري الجنسية، واذكر من اللاعبين ايضا محمد عيسى وسليمان وسليمان دهيمة وعبدالعزيز العوضي وحارس المرمى سلطان المضف أما اللاعب مرزوق فلعب بعدما انهينا المرحلة المتوسطة ولعب مع العربي.
وقد حضر تلك المباريات الطلبة وبعض المدرسين.
ويضيف الجيران: لعبت لمدة ثلاث سنوات كرة القدم في مدرسة المتنبي وبعد ذلك انتقلت إلى مدرسة الصديق واذكر من اللاعبين فيها راشد السيف حاليا مختار السرة وأخيه سالم وخالد الحربان واسحاق دفاع ومدرسنا الأستاذ عبدالإله، كما دربنا مدرس مصري وقبل ذلك كنت اذهب الى نادي الخليج للمشاهدة وهذا من اسباب التحاقي بفريق القدم وعندما كنت في مدرسة الصديق لعبنا ضد مدرسة عمر بن الخطاب وفزنا عليهم.
وتخرجت في الصديق المتوسطة وانتقلت إلى ثانوية كيفان الصناعية ولعبت مع فريق الكلية وأقمنا مباريات ضد فريق الشرطة.
وأذكر نادي العروبة الذي تحول إلى النادي العربي ولعبت مع الفريق وكان المدرب مصريا وكذلك لعبنا ضد العروبة وكان فريق الكلية الصناعية قويا وفيه لاعبون ممتازون ولم استمر بالكلية الصناعية وتركتها ورجعت إلى الصديق لأني رسبت سنة واحدة وبعد ذلك نجحت والتحقت بثانوية كيفان مع بداية افتتاحها ولعبت مع فريق الثانوية وشاركت في عدة مباريات وأذكر أن الناظر كان مصريا وبعد عام تركت ثانوية كيفان.
معهد المعلمين
وعن فترة دراسته يقول الجيران: التحقت بمعهد المعلمين ولمدة اربع سنوات ومقر المعهد في البداية المتحف العلمي حاليا (وسابقا مدرسة قتيبة) وبعد ذلك انتقلنا إلى مقر ثانوية صلاح الدين بالمرقاب وأذكر من الزملاء بالمعهد عبدالله عيسى وعبدالله راشد ويوسف الشطي رحمه الله وإبراهيم الدعي وجوهر وكنت أول طالب يدير طابور الصباح في معهد المعلمين، وقد شجعني على ذلك مدرس مصري اسمه عبدالفتاح سراج.
والتحقت بفريق كرة القدم بالمعلمين والفريق يتكون من مجموعة من اللاعبين الطلبة وشاركت في عدة مباريات ضد المدارس الثانوية ولكن لم يفز الفريق بأي بطولة.
واستمررت في اللعب مع فريق المعلمين حتى التخرج كان تخصصي تربية بدنية سنة اولى وثانية دراسة عامة وثالثة ورابعة تخصص بدنية وبعد اربع سنوات من الدراسة انهيت المعلمين وتخرجت مدرس تربية بدنية الدفعة الأولى من المعلمين.
بداية مرحلة العمل
ويتذكر الجيران أن أول مدرسة عينت فيها الفارابي الابتدائية في حولي والناظر غازي العماني وعين معي ابراهيم الراشد ولمدة عام واحد نقلت إلى مدرسة خالد بن الوليد في النقرة وأمضيت اربع سنوات ومعي علي مطر ومحمد عبدالقادر وياسين مال الله مدرس موسيقى ولكن الناظر فلسطيني وكان يدير مطعم البحار في السالمية.
وبعد ذلك نقلت إلى مدرسة الغزالي الابتدائية وتقع في منطقة الشويخ وكان معي من المدرسين بدر الجوعان ويوسف نجم مدرسي تربية بدنية ولمدة سنة واحدة بدر الجوعان مدرس ابتدائي ويوسف نجم مدرس كان معي للمرحلة المتوسطة أما بدر فقال أريد مدرسة الغزالي مع يوسف وحضر الموجه وقال لي إن الأستاذ بدر يرغب في المدرسة.
وتم نقلي إلى مدرسة حولي المتوسطة وأمضيت فيها عدة سنوات بين مدرس وحكم ومدرب للألعاب وكان فيها الأستاذ حسين شختور وعبدالله المسلم وكذلك كان معنا مدرسون مصريون وكان عددنا خمسة مدرسين حتى كان الاحتلال العراقي الغاشم على الكويت وبعد التحرير اغلقت المدرسة ونقلت الى مدرسة في حولي ثم الى مدرسة أخرى ايضا في حولي وامضيت فيها عدة سنوات ومنها إلى التقاعد، ولكن بعد ثلاث سنوات طلبت من الوزارة العودة للعمل وعينت في مدرسة شملان بن علي المتوسطة في العمرية وايضا عملت مدرسا في مدرسة مشتركة ابتدائي ومتوسط وامضيت العمل فيها حتى التقاعد بعد سبع سنوات من العمل.
وقد اشتغلت مع الناظر غازي العماني وناظر آخر فلسطيني وغيرهما ولكن نسيت اسماءهم أما حاليا فأمضي الوقت في نادي اليرموك، ومن تلاميذي بالتدريب اللاعب فيصل الدخيل وكذلك اللاعب في النادي العربي سامي الحشاش الذي كان يلعب في دفاع فريق النادي العربي، وكان يقول أول من دربني الأستاذ عيسى ملا عيسى وكذلك فيصل الدخيل قال الكلام نفسه.
وفي نادي اليرموك أشرفت على تدريب اللاعب حسين المكيمي وهو حارس مرمى المنتخب، وكذلك أحمد الأميري باليرموك، وبعد ذلك انتقل الى نادي الكويت وهو حارس مرمى.
ويضيف الجيران: «حكم ومدرس بنفس الوقت» عندما كنت مدربا ايضا كنت حكما لكرة القدم فكان عملي مدرسا للتربية البدنية وحكم كرة القدم درجة أولى وكذلك مدرب كرة القدم، وهذا في الوقت نفسه عملت لاين مان (حكم خط) وهذا يتطلب سرعة الملاحظة وسرعة الجري كي لا يفوته أي خطأ، ومما أذكره أن البعض من النادي العربي وجهوا لي تهمة بأنني كنت أتحيز ضدهم مع أن الاستاذ فيصل مطر يحضر المباراة ويشهد على نظافة تحكيمي وهو حارس مرمى بالعربي.
وكان المرحوم فيصل مطر حارس مرمى فريق مدرسة المتنبي عندما كنت العب مع الفريق وسلطان المضف كان حارس مرمى ومن بعده الفنان منصور المنصور وهو أول حارس مرمى بالنادي العربي، وقد أدركت جيل الأولين من الرياضيين بالاندية القديمة، وكان في ذلك الوقت قد وفرت دائرة المعارف (وزارة التربية) للاعبين جميع الملابس الرياضية وكانت المخازن كبيرة ومجهزة بجميع الألعاب. ومن أولادي جمال لعب مع القادسية وترك النادي ولكنه لعب مع فريق مكان عمله وكذلك فهد الا نه لم يواصل.
ويوصي الجيران الجيل الحالي من اللاعبين ويقول لهم: عليكم بالتواصل بالتدريب وعدم الغياب وسماع كلام المدرب وعدم مناقشة الحكم فيما يصدر من أوامر أو قرارات الحكم، فإذا قال «فاول» على اللاعب فعلى اللاعب عدم مناقشته وعليه ان يسمع ويبتعد عن الحكم، فكلام الحكم مسموع، والحكم إذا قال كلمته لا يتراجع عنها وعلى الجمهور عدم النزول إلى الملعب وعدم السب. وأخلاق الرياضي يجب ان تكون أعلى من أي شيء وعليه عدم التشهير، ورأي الحكم مطاع، وأي خطأ واحتجاج يجب تبليغ ادارة النادي فهم يحتجون لدى الجهات العليا والمسؤولة، وأؤكد ان قوة الحكم في عدم التراجع عن كلامه، فعندما كنت حكما كانت تحصل احتجاجات واذكر ان أحد لاعبي القادسية تعرض للاعتداء من قبل أحد اللاعبين وعولج بالخارج.
ويؤكد الجيران على ان اللعب فن وذوق واخلاق.. فاللاعب الفنان يستطيع ان يأخذ الكرة من الخصم بفنه ولعبه وليس بالدفع والضرب، وهذا ينطبق على جميع الالعاب الفردية والجماعية.
فريق فيلكا
يقول ضيفنا عيسى الجيران: عندما كنت ألعب كرة قدم كانت خالتي متزوجة من رجل من سكان فيلكا وكان اولادها يلعبون كرة القدم مع فريق فيلكا ويحضرون الى الكويت ويأخذونني الى فيلكا لألعب معهم هناك، حيث كانوا يعتبرونني لاعبا ممتازا ولم يكن يوجد هناك ناد، وكل جمعة أذهب عندهم للمشاركة، وخاصة اذا كان عندهم مباريات مع فريق آخر وكنت يومئذ لاعبا بالمدرسة ألعب مع الفريق الجنوبي بفيلكا، وأذكر أحمد الخلف وعبدالله الخلف كانا يلعبان معنا ومساء الجمعة أرجع الى الكويت باللنجات الخشبية وبعد تأسيس نادي اليرموك وانتقاله الى الكويت التحقت بالنادي مدربا للفريق وكنت مدرسا.
فريق الحمَّارة
يتذكر ضيفنا عيسى الجيران ويقول: عندما كنت ألعب مع فريق الحي أقمنا مباراة مع فريق الحمَّارة، وكانت المباراة في نادي العمل والعمال القديم بالدسمة، وكانت الكرة عندي، واثناء اللعب رفع احد اللاعبين رجله وضربني على صدري، وخرجت من الملعب وكنت قريبا من الهدف، وكانت المباراة الاولى والأخيرة معهم. ويضيف: قديما كانت بكل حي عدة فرق، خصوصا في كرة القدم، وكان للساحات دور في انتشار تلك اللعبة، وتكوّن جمهور كبير من المواطنين لمشاهدة اولادهم وهم يلعبون، لذلك عندما تكونت الاندية القديمة كان اللاعبون من المدارس من الشرقية والقبلية والشامية وعمر بن الخطاب والمتنبي، مثل مرزوق والدولة ومنصور المنصور وفيصل مطر وكثير من الطلبة الرياضيين انضموا للاندية الحديثة لأنهم بالاصل كانوا لاعبين بالمدارس.
دورة تدريبية في القاهرة
يذكر عيسى الجيران انه قبل ان يصبح مدربا التحق بدورة تدريب في القاهرة ولمدة 3 اشهر. ويضيف: كان معي ابراهيم الراشد وكان ذلك على نفقة نادي القادسية وبعد العودة عينت مدربا لفريق الاشبال بنادي القادسية بالاضافة لعملي مدرسا مع الاستاذ ابراهيم الراشد، وبعد ذلك انتقلت مدربا الى نادي اليرموك بعدما انتقلوا من جزيرة فيلكا الى نادي الشباب في الدعية، وكنت المدرب الكويتي الوحيد في نادي اليرموك. وايضا للشباب الصغار كانوا لاعبين ناشئين وبعد سنوات انتقلوا الى الدرجة الاولى، وفي البداية لعبوا تحت سن العشرين الى ان صاروا بالدرجة الاولى، وكنت لمدة اربع سنوات ادربهم وبعد ذلك احضروا مدربا اجنبيا على اساس التعاون معه، ولكن رفضت وقدمت استقالتي وتركت نادي اليرموك، ولكن محمد عثمان ورئيس النادي في ذلك الوقت تمسكا بي، ولذلك استقلت، وكنت سابقا كذلك بالقادسية ولمدة 10 سنوات مدربا لديهم.
الرياضة المدرسية
يؤكد عيسى الجيران أن الرياضة المدرسية كانت مهمة جدا وكانت الوزارة مهتمة بها كثيرا والأندية كانت تأخذ لاعبيها من المدارس لأن المدرس مجد ومجتهد في العمل الرياضي بالمدرسة، وأذكر أن المنافسة كانت كبيرة بين المدارس وكان يوجد اهتمام بالحركة الكشفية، كما كانت الأندية تبعث بواحد من الرياضيين ويسمى الكشاف أثناء مباريات المدارس لكي يشاهد اللاعبين ويختار من بينهم الماهر ليضمه إلى فريق النادي.
وكان المدرس يعمل ويهتم من اجل إبراز اللاعب ولا يأخذ أي مبلغ سوى اهتمامه باللاعبين، وكانت الرياضة المدرسية شعلة من الأنشطة في جميع الألعاب الرياضية بما فيها الجمباز وألعاب القوى، أما حاليا فالنشاط عادي ولا يرقى لمستوى الرياضة قديما بالمدارس.