-
شهادة صاحب السمو بي في كثير من الأحيان والمناسبات تزيدني فخراً
-
كنت أجمع الأخبار المحلية من الوزارات المختلفة بواسطة الدراجة قبل أن أشتري السيارة
-
خلال فترة الغزو شاركت في عمل بيانات ونشرات سرية وتوزيعها بين صفوف المقاومة
-
اشتغلت مراسلاً لوكالة الأخبار الفرنسية ونشري خبراً عن أحداث «الصامتة» كان سيتسبب في ترحيلي
-
خلال عملي في «الرسالة» جاءنا طارق عزيز هارباً من العراق وعمل معنا لمدة تقترب من العام
يقولون إن الصحافة هي السلطة الرابعة لما لها من تأثير مباشر في المجتمعات فالخبر له تأثيره، والمقال له تأثيره، كما ان الصورة تؤثر في نفس الإنسان ومنذ ان برزت الصحف فإن لها تأثيرها في المجتمعات، ولا شك في ان السرية من الضرورات في العمل الصحافي، هذا ما يقوله ضيفنا في هذا اللقاء.. الصحافي المخضرم أسعد صابونجي الذي حضر الى الكويت منذ عام 1960 للعمل صحافيا بجريدة «الرأي العام» ومنذ ذلك التاريخ وهو يعمل بالصحافة متنقلا بين جريدة وأخرى حاملا أسرار المهنة معه.
بدأ صابونجي العمل الصحافي عام 1958 في لبنان بجريدة «الحياة» وتعلم فنون الصحافة وصناعتها وتخرج على يديه الكثير من الصحافيين والكتاب.
يقول أسعد صابونجي إنه كان يتنقل بين وزارة واخرى بالدراجة في جميع الظروف المناخية، ثم انتقل من الجو اللطيف في لبنان الى الجو الحار المغبر في الكويت، لكنه العمل الصحافي الذي فرض نفسه عليه، تعرف على الكثير من الصحافيين وعمل مع الكثيرين من جميع الجنسيات العربية، صابونجي يحمل كشكولا كبيرا من المعلومات والتاريخ الصحافي في الكويت منذ ان تأسست الصحافة الحديثة قبل 49 عاما.
القارئ العزيز.. لن أطيل عليك، لكن تعال لنقرأ ونعرف ماذا يقول هذا الصحافي القدير الذي بدأ العمل بجريدة «الرأي العام» مطلع الستينيات مع عميد الدار المرحوم عبدالعزيز المساعيد أول رئيس تحرير لجريدة يومية مرورا بتنقله بين عدد من الصحف اليومية والمجلات الأسبوعية وذكرياته عن أحداث الغزو وما عرف بأحداث «الصامتة» ورأيه في زيادة عدد الصحف اليومية.. فإلى التفاصيل:
يقول الصحافي العربي اسعد اندراوس صابونجي: ولدت في الجمهورية اللبنانية في 6/5/1937 والدي لبناني الأصل من مدينة صور وحسب عمله انتقل الى قرية في البقاع اسمها جب جنين، التي عرفت بهذا الاسم نسبة للبئر الموجودة فيها، وكانت النساء يذهبن لأخذ الماء وبالمصادفة ولدت إحدى النساء وسقط الجنين بداخل (الجب) البئر وعرفت القرية «بجب جنين» هكذا سمعت من الكبار من أهل تلك القرية، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت تقريبا مائة نسمة وحاليا وصل عدد سكانها إلى اثني عشر ألف نسمة، عشت طفولتي بها لوجود أهلي وأخوالي، وعمل والدي ومات ودفن في قرية جب جنين، وقد سألت والدي من أين جاءنا لقب صابونجي فقال ان جدنا كان عنده مصنع للصابون وبحكم عمله صار لقبا للعائلة.
وجب جنين قرية زراعية خضراء سكانها يعملون بالزراعة على موسم نزول الأمطار. ونحن أربعة أخوة وأخت واحدة عشنا في بيت الوالد مع والدتنا وبعد ذلك زاد عدد آبار المياه وايضا كانت المزارع تروى من نهر الليطاني ـ وصارت المياه قليلة بعدما زاد عدد السكان وبدأوا يبحثون عن المياه فلذلك حفروا الأرض ووجدوا المياه وزاد عدد الابار في قرية جب جنين وعمت سهل البقاع ويذكر ان عدد القرى زاد الى اكثر من خمسين قرية ونحن من البقاع الأوسط والمنطقة الجنوبية يسكنها الشيعة.
الدراسة والتعليم
ويكمل أسعد صابونجي حديثه قائلا: في ذلك الوقت كان في قرية جب جنين مدرستان عربيتان وكانت البلدة مقسومة الى ثلاث حارات حارة المسلمين فيها مدرسة تابعة للدولة وحارة المسيحيين وفيها مدرسة خاصة، وقد التحقت منذ الصف الأول الابتدائي بالمدرسة الخاصة وكان اسمها مدرسة جب جنين الابتدائية الخاصة، وكان المدرسون من اللبنانيين وبعدما أنهيت المرحلة الابتدائية نقلت. وكان راتب الوالد لا يكفي للصرف علينا نحن الأربعة فاضطر أن يدخل ثلاثة منا نحن الاخوة في القسم الداخلي بدير مشموش للراهبات المارونية وكانت الدراسة بأقساط رمزية لجميع الطوائف وكان الكثير من الزعماء اللبنانيين الحاليين يدرسون معنا بنفس المدرسة مثلا أولاد ارسلان وأبناء بري وابناء صفي الدين، كان انفتاح المدرسة على جميع الطوائف ولذلك تخرجوا بقوة وكانت المدرسة أربع سنوات للمتوسط وسنتين للثانوي، ثم يحصل الطالب على شهادة البكالوريا ويحق له الالتحاق بالجامعة لاستكمال تعليمه الجامعي.
المنهج المدرسي هو المنهج اللبناني فكنا ندرس اللغتين العربية والفرنسية وبعد ذلك اللغة الإنجليزية وكانوا يعطوننا دروسا باللغة اللاتينية لمن يرغب، أما الادب العربي فكان يعلمنا كاهن اسمه ابونا حنا وكان يدرسنا الأدب العربي وكانت مادته قوية وكان يدرسنا كتاب البلاغة للإمام علي بن ابي طالب ÿ، الخليط الذي كان موجودا من جميع الطوائف اللبنانية في تلك المدرسة هو تمازج وذلك شيء حلو، وكانت حصة مادة التربية الاسلامية يحضرها جميع الطلبة ويسمح للجميع بدراستها.
ومن يريد ان يفهم الدين الحقيقي فعليه ان يدرس الدين ـ مثلا الدين الإسلامي يدرس في الجامعات الكندية ـ واستاذ اللغة العربية بجامعة كندا من أصل ماروني وهو ضليع بتفسير القرآن الكريم، كما انهم يستعينون بمشايخ دين، كنا ندرس في لبنان (الدين هو المعاملة) ويعلموننا كيف نتعامل مع بعضنا البعض، كانت قريتنا خليطا من المذاهب والأديان ولا يوجد فيها تفرقة.
نهيت الدراسة الثانوية وكان الاختبار فيها على مستوى الدولة والاسئلة مغلقة، كان الامتحان فيه شدة وقانون، واذكر كنا نقدم امتحانين امتحانا للشهادة اللبنانية وامتحانا للشهادة الفرنسية لأن المنهج الفرنسي يختلف عن المنهج اللبناني، فالطالب آخر العام يحصل على شهادتين، بكالوريا لبنانية وبكالوريا فرنسية تعادل الثانوية العامة.
الدراسة الجامعية والبحث عن العمل
ويضيف صابونجي التحقت بالجامعة لمدة سنتين لأن الوالد لم يستطع ان يكفي ويسدد مصاريف الجامعة وإخواني بالمدرسة وكنت استأجر مكانا للسكن، والوالد قال لا استطيع ان اسدد، وبعد سنتين جامعيتين تركت الدراسة وبدأت ابحث عن عمل لكي اساعد الوالد. ومنذ مرحلة الشباب كان لدي اتجاه للعمل بالصحافة فقصدت عدة صحف للعمل وكان يومئذ من ابرز الجرائد «الحياة» و«التلغراف».
«الحياة» كانت لكامل مروه و«التلغراف» لنسيب المتني وكانت عملية اغتياله ادت الى حرب لبنان عام 1958 وهو صاحب «التلغراف» وكان توجهه يساريا.
بداية انقسام اللبنانيين هو عام 1958 ومنها بدأت الطائفية تنخر بالمجتمع اللبناني. اثناء البحث عن العمل احد الاصدقاء اخذني الى كامل مروه واجريت اللقاء معه وتمت الموافقة على تعييني بجريدة «الحياة». واول عمل تسلمته في مطبعة الجريدة. بدأت العمل وكان صف الاحرف بذلك الوقت باليدين تعلمت على انواع الحروف وعلى صغر وكبر الحرف وتعلمت على الدش، «المادة كانت تنزل الى تحت وارجع اصلحها» وذلك عام 1958. بعد اربع شهور في مطبعة جريدة «الحياة»، تم استدعائي من قبل رئيس التحرير، نجحت بالامتحان وصعدت الى المكاتب وبدأت محررا احضر الاخبار المحلية للجريدة. قديما في الصحافة اللبنانية لا يوجد ما يعرف حاليا بالدسك، اما انك تعرف تكتب او لا تعرف تكتب، ولذا فإن الصحافيين اللبنانيين اقوياء باللغة العربية وعندهم ملكة الكتابة. اشتغلت في «الحياة» منذ عام 1958 حتى عام 1960، ومعظم ما اكتبه اخبار محلية وتصريحات نواب مجلس الأمة وأول حديث لي كان مع النائب رفعت فرعون والنائب اديب الفرزي ومعروف سعد ولاقيت التشجيع منهم.
الحضور إلى الكويت و«الرأي العام»
ويمضي صابونجي في ذكرياته قائلا: وصل إلى لبنان المرحوم عبدالعزيز المساعيد وهو بصدد إصدار جريدة يومية كويتية واعلن عن حاجته لمحررين للجريدة وذلك عام 1960، وعرفني عليه رئيس تحرير «الحياة» وكان معي عبدالله شعيتو وقال لي عبدالعزيز المساعيد تحب ان تعمل في الكويت؟ فقلت: نعم، وهو الذي اتفق على الراتب مع كامل مروه وكان راتبي مائة وخمسين دينارا بعد ان ابلغت الوالد الذي قال كيف تتركنا وتروح الى الكويت فقلت لكي اساعدك على تعليم اخواني، وصلت الى الكويت وكان العقد بيننا الثقة بين الطرفين وليس عقدا مكتوبا على ورق، نزلت في فندق بشارع الجديد ومعي عبدالله شعيتو وهو اول مدير تحرير لجريدة «الرأي العام». وسبب تعيينه اولا اكبر مني سنا واقدم مني بالصحافة وعينت محررا ومساعدا له ولا يوجد غيرنا بالجريدة كنا نسمع الاخبار من الراديو ونسجل وننقل. واستطعنا ان نصدر اول عدد اسبوعي لـ «الرأي العام»، كان عبدالله شعيتو يسافر الى لبنان ويطبع الجريدة وينقلها الى الكويت وتوزع وتباع هنا في الكويت وهي اول جريدة كويتية تطبع تقريبا الفين وخمسمائة نسخة، وبعد فترة بدأ المواطنون يتعرفون على الجريدة ومقر الجريدة ومكانها بسوق التجار بالطابق الثاني ويعمل معه فلسطيني يعمل بتجارة الصلبوخ وكنا نقبض رواتبنا من ذلك الرجل بعدما يحصل مبالغ من بيع الصلبوخ.
الصحافة الكويتية مدرسة مستقلة لها الفضل الكبير على الصحافيين كويتيين او عرب. «الرأي العام» كانت البداية وبعد ذلك انضم إلينا احمد عبدالعزيز الجارالله وباقر خريبط وكنا نعمل مع بعض.
أصابنا الملل من اخبار المذياع فاقترحت على عبدالله شعيتو أن اعمل صفحات محلية وكنت اول من اصدر هذه الصفحات المحلية في الكويت وكانت «الرأي» تصدر بست عشرة صفحة فقط، كنت استخدم الدراجة في تنقلاتي مع التعب والحر والرطوبة وباشرت العمل اتنقل من وزارة لأخرى ومن مكان لآخر وبدأ احمد الجارالله وباقر خريبط يساعدونني بالأخبار المحلية.
وكنت أصيغ الخبر وأنشره، وسارت الأمور كما اردت حيث حررنا صفحتين بالعدد. المرحوم عبدالعزيز المساعيد كان عنده سيارة مرسيدس اشتريتها منه وبعد حصولي على الاجازة بدأت اتنقل بالسيارة بدلا من الدراجة ولكن بعد فترة ولان السيارة قديمة اختلط الزيت بالماء فتوقفت السيارة وادخلتها الكراج ودفعت على تصليحها ثلاثمائة وخمسين دينارا كويتيا.
كلفتني سبعمائة دينار مع سعر الشراء ونجحت في التحدي لكي اثبت اني على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي وكانت اول صفحات محلية اما الصور المحلية فلم تكن متوافرة، اما الصور الاخرى فكنا نحصل عليها من لبنان، وبعد ذلك تم تعيين اول مصور للجريدة اسمه مصطفى حشيشو، لبناني الجنسية وثاني مصور ابراهيم عبود ايضا لبناني الجنسية، وكان الاثنان لديهما استوديو تصوير وبعد ذلك ابراهيم عبود تفرغ للعمل في الرأي العام، هذا كان عام 1961 وهي بداية النهضة الصحافية في الكويت وبدأت بالرأي العام.
وبدأت التوسعة فيها واذكر ان عبدالله شعبتو وضع «مانشيت كبير» على الصفحة الاولى يقول «لا لن نقول للإنجليز اخرجوا» وذلك ايام عبدالكريم قاسم من مطالبة عبدالكريم قاسم بالكويت انطلق عبدالعزيز المساعيد بـ «الرأي العام» اكثر واكثر وتوسع العمل وسافر الى بيروت واحضر محررين من بيروت وبدأنا نطبع في مطبعة المقهوي في تلك السنة بدأ الصف بالانترتيب وقبل ذلك كان الصف يدويا.
اذكر هنا تحول الاصدار من اسبوعي الى يوم بعد يوم هكذا كانت تصدر «الرأي العام» بداية صدورها وكنت انتظر طباعة الجريدة فأخذ الاعداد واوزعها، وبعد ذلك اذهب الى البيت ثم اعود للعمل متجولا بين الوزارات لاخذ الاخبار.
قلت في احدى المقابلات القديمة ردا على سؤال اذا كان الشاب الكويتي يريد ان يعمل صحافيا ناجحا فعليه ان يسمع الكلام مثلما كنت اعمل ما كان يمنعني غبار ولا رطوبة ولا مطر وحر الشمس كنت اعمل في جميع الظروف حتى احصل على الاخبار، افتخر بكثير من الصحافيين الكويتيين الذين عملوا معي ونجحوا في العمل الصحافي اذكر منهم رئيس قسم المحليات في «القبس» تعلم الصحافة معنا ونجح لانه كان يريد ان يكون صحافيا فصار ونجح، وعلى العكس الكثيرون لم يكملوا.
وقد قامت «الرأي العام» في بداية صدورها على اكتاف الصحافيين اللبنانيين فهم الذين اسسوا اللبنة الاولى للصحافة اليومية انطلاقا من «الرأي العام» واذكر ان الصحافي طلال سلمان رئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية اشتغل معنا في «الرأي العام» لمدة سنة واحدة وبعد ذلك انضم الى الرأي العام قاسم افيوني وسمير عطا الله ومحمد قطمة وخالد قطمة كان يعمل في ادارة الجريدة وعبدالله الشيتي بعد عام 1965 دخل «الرأي العام» وشوقي صوايا.
الاستمرار بـ «الرأي العام»
ويستمر اسعد صابونجي في حديثه قائلا: مع ما حصل من تطور وتقدم للصحافة الكويتية الا انني بقيت في «الرأي العام» وتطور العمل وزاد عدد العاملين مثلا مصور ومندوب ومحمد النحلاوي وبعض الموظفين في الدولة بدأوا يعملون معنا وظل احمد الجار الله يعمل محررا.
وبعد سنوات المرحوم عبدالعزيز المساعيد اصدر مجلة اسمها «دنيا العروبة» وبعد سنوات باعها الى يوسف الرفاعي وتحولت الى السياسة وبعد ذلك باعها الى احمد الجارالله. من هنا تم خروجه من «الرأي العام» وعبدالعزيز المساعيد زعل، وتقدم بطلب جديد لاصدار مجلة جديدة فتمت الموافقة واصدر مجلة النهضة.
«الرأي العام» بدأت اسبوعية ثم يوم بعد يوم وبعد انتشارها ومعرفة القراء بدأت تصدر يوميا وذلك حتى بدأ يجهز الطباعة اواخر عام 1962 وبعدها صدرت اخبار الكويت لصاحبها عبدالعزيز الفليج عام 1963 وهي حاليا «جريدة الأنباء» ثاني جريدة يومية تصدر في الكويت، في تلك الفترة طلبت اجازة للسفر الى لبنان للزواج ووزعت بطاقات الدعوة من المدعوين عبدالعزيز المساعيد، وتمت الموافقة على الاجازة وقبل السفر بيوم واحد بلغت بأن الاجازة الغيت فقلت انا مسافر ونزلت على لبنان ووصلتني برقية بتوقيع خالد قطمة فيها لقد استغنينا عن خدماتكم لاخلالكم بالعقد المبرم بيننا، طبعا لم يكن يوجد عقد.
العمل في لبنان
تزوجت في لبنان وبقيت فيه واشتغلت في وكالة الانباء الوطنية ومجلة «الكفاح» لصاحبها رياض طه.
وبدأت اغطي اخبار مجلس النواب. وفي لبنان كان النواب يدفعون مبالغ بسيطة للصحافيين، وعندما التقيت النائب رفعت فرعون وكان يعرفني، اعطاني خمسا وعشرين ليرة لبنانية فرفضت ان آخذها، ومساء دخلت مبنى الجريدة واذ برئيس التحرير رياض طه يناديني وقال: ماذا فعلت برفعت فرعون؟ فقلت: لم افعل شيئا، فقال: احرجته امام الناس، واذا انت ما تريدها خذها وأعطني اياها، انصحك هنا في لبنان الراتب لن يكفيك واي نائب يعطيك خذ منه من دون احراج، فقلت: لا استطيع ان آخذ، فقال: انصحك روح وارجع الى الكويت، فطبعت الكلمة برأسي وبدأت الاستعداد للعودة الى الكويت ورجعت. في وكالة الانباء اللبنانية كانوا يدفعون مائتين وخمسين ليرة مع الجريدة وكانت تكفيني.
العودة إلى الكويت
ويكمل صابونجي: بعد ذلك قررت العودة الى الكويت لأنه كان عندي شعور داخلي انني فقدت شيئا عزيزا في الكويت، فلابد ان ارجع لذلك الشيء، ركبت الطائرة ورجعت الى الكويت.
في ذلك الوقت لم تكن هناك اقامة محددة للوافد وكانت مفتوحة، واثناء وجودي في المطار متجها الى السيارة اذ بأحمد محبوب العامر رئيس وصاحب جريدة «الوطن»، يناديني فقال: تعال واشتغل معنا، اريد اصدار «الوطن»، لأنها تصدر كل ستة اشهر مرة واحدة لكيلا يسحب ترخيصها، فباشرت العمل واصدرت العدد وذلك عام 1964، وكان مكتبه في سوق التجار، واعطاني خمسين دينارا عن اصدار ذلك العدد. وبعد ذلك ذهبت الى «اخبار الكويت» ومدير التحرير كان جميل رسلان وآخر بالمحليات اسمه قبلان الشمري سوري واتفقت على العمل معهما.
في «الرأي العام» عرفوا انني اشتغلت بجريدة «اخبار الكويت» وكان التنافس مع «الرأي العام». طلبوني للعودة للعمل معهم لكن قلت لهم لي عندكم حقوق اعطوني اياها للخدمات السابقة، اعطوني ثلاثمائة وخمسين دينارا ولاول مرة فتحت حسابا في البنك، وقال خالد قطمة ارجع ونزيد راتبك، لكن عليك ان ترجّع المبلغ الذي اخذته فرفضت، ولم اتفق معهم، واستمررت بالعمل في «اخبار الكويت» حتى العام 1967 وكنت احرر الشؤون المحلية متعاونا مع قبلان الشمري ومع انتخابات مجلس الامة في تلك السنة تم اغلاق جريدة «اخبار الكويت» لمدة ستة اشهر، وعبدالعزيز الفليج كان يصرف لنا رواتبنا وقال في اي وقت اطلبكم تكونون جاهزين، وفي تلك الفترة صدرت مجلة «صوت الخليج» بالاضافة لمجلات «النهضة» و«اليقظة» و«مرآة الامة» و«الرسالة»، فاشتغلت في الصحف والمجلات التي ذكرتها، بأربع مجلات وقسمت وقتي، كما اصدر د.عبدالرحمن العوضي مجلة اسمها «حياتنا» وكنت مسؤولا عن تحريرها وذلك من خلال ساعتين بعد الظهر.
واستمررت بالعمل في اربع مجلات بالوقت نفسه، وبدأت اعتمد على تحليل الخبر، هذا ما تعلمته في لبنان وكنت اتسلم الراتب حتى العام 1970 حتى تم بيع «اخبار الكويت» وتحولت الى جريدة «الأنباء».
مجلة «المجالس»
ويكمل اسعد صابونجي: في العامين 1970 و1971 اشتغلت بمجلة «المجالس» ومدير التحرير عبدالله شعيتو ورئيس التحرير هداية سلطان السالم، ولمدة اربعة اشهر عملت من دون راتب.
وبعد ذلك تفرغت للعمل معهم حتى العام 1974 وكانت المجلة اسبوعية تطبع في بيروت وتوزع وتباع في الكويت.
صدرت جريدة «القبس» عام 1974 وتم التعاقد معهم وباشرت العمل كرئيس قسم الشؤون المحلية ومعنا مجموعة من الزملاء واذكر ان اول رئيس تحرير للقبس كان جاسم النصف ومدير التحرير رؤوف شحوري.
وكنت اصدر صفحتين محليات والتحليل لاول محلية وكذلك رؤوف شحوري وبعد ذلك قدمت استقالتي بسبب خبر محلي تناولته عن احدى الجمعيات فزعلوا.
مدير التحرير طلب مني أن يقرأ أي تعليق أكتبه قبل نشره، فقلت لا، هذا لن يحصل فقدمت استقالتي عام 1974.
إما ان تكون لك فيني ثقة كصحافي أو لا تكون، جاسم النصف إنسان طيب جدا جدا لأنه لم يطبق بنود العقد ومزق العقد.
وبعد الاستقالة من «القبس» رجعت الى مجلة المجالس واستمررت بالعمل حتى عام 1994 من عام 1974 توفي عبدالله شعيتو وتسلمت المجلة مديرا للتحرير لأول مرة.
أثناء الاحتلال العراقي على الكويت شاركت بعض الزملاء بعمل نشرات سرية وبيانات وهداية السلطان كانت تطبعها على الاستانسل وتوزعها ـ وكان لدي جار عراقي أخبرني ان جنودا عراقيين حضروا يسألون من عندكم بالمنطقة أو بالعمارة عنده فاكس وطلب مني أن أنتبه، كنت أرسل بالفاكس وأوزع فأخذت الفاكس ووضعته بالكيس الأسود وألقيته بالزبالة وبدأت بالتفكير في السفر الى لبنان وقبل ان أغادر كانت هداية تبعث لي السواق.
وأذكر عندما دخل الجيش العراقي قصر دسمان أخرجوا النوق من القصر وكانت هناك مدرسة قرب الجمعية دخلت النوق فيها والله كنت آخذ لهم الماء وبعض الأكل حتى سافرت ولا أعلم ماذا حصل لها.
محمد الملا الملحق الصحافي العراقي في السفارة العراقية اتصل عليّ وكان يريدني ان اعمل بالصحافة العراقية.
كنت أذهب الى شبرة الخضار واشتري ما احتاج من خضراوات وأثناء العودة أمام نادي الكويت الرياضي توجد نقطة تفتيش وقد تعرفت على الجندي الذي يفتشني وصار بيننا صداقة وتبين لي انه كان بوده أن يهرب من الكويت الى بلده العراق.
يوم السفر أخذته معي بالسيارة الى العراق حتى الرطبة وعند الحواجز العراقية لم أتعرض للتفتيش بسبب وجود الجندي العراقي.
وعند الرطبة نزل قبل التفتيش لأنه كان يريد ان يهرب الى الأردن وكان عندي 500 دينار كويتي أخذها مني الجنود العراقيون حتى انهم لم يتركوا عندي دينارا واحدا، وصلت الى الرويشد وانتظرت الجندي ونمت لكنه لم يحضر وللتاريخ كانت رحلة عذاب، واصلت الى أبوالشامات ولكن أرادوا مني 37 دولارا ونصف الدولار رسما للسيارة ولم يكن عندي هذا المبلغ لأن العراقيين اخذوا كل شيء مني وقلت لمفتش الحدود السورية ما عندي، من وين أجيب المبلغ! لكنه أصر على طلبه فقلت لزوجتي أريد العودة الى الكويت والسيارة ما فيها بنزين وأوقفت سيارة تاكسي وزودني بالبنزين وتحركت باتجاه العودة الى الكويت.
طابور سيارات إلى القاهرة
أثناء العودة شاهدت طابور سيارات ينتظرون بعضهم بعضا وقفت معهم كان المصريون منظمين أنفسهم ومعهم رجل ديبلوماسي مصري اسمه احمد وهو الذي يستقبلهم في منطقة رويشد على الحدود ويؤمن لهم حاجاتهم وأخبرته بالموقف فقال تفضل معنا الى مصر.
وزودوني بالبنزين وتحركت معهم الى القاهرة من رويشد قطعنا عمان والعقبة ووضع لي ڤيزا للدخول الى مصر وركبنا بالعبارة ودفع عني كل شيء حتى وصلت الى القاهرة، أذكر هنا ان زوجتي وأولادي كانوا معي وهي مصرية الجنسية، الدنيا فيها خير رغم الظروف الصعبة جدا.
ولكن الله يسّر وسهل الأمر والاخوان المصريون ما قصروا معي وللسيد أحمد ذلك الديبلوماسي جزيل الشكر بعد مرور 20 عاما.
مرت الأيام وأمضيت شهرا ونصف الشهر في القاهرة واتصلت على عبدالله الشهري مواطن سعودي صحافي وبعد الحديث معه قال في اليوم التالي اذهب الى الفندق الفلاني وسيقابلك رجل وذهبت له وأعطاني 5 آلاف دولار، وكان ولدي في واشنطن وسألني عبدالله الشهري عن ابني وطلب مني عنوانه وتلفونه وأعطيت له وارسل له 3 آلاف دولار كثر الله خيره والدنيا فيها خير ولم ينقطع عني الأصدقاء ووقفوا معي وساعدوني وابني.
سافرت الى لبنان ثم رجعت الى مصر وذهبت الى المركز الاعلامي الكويتي في القاهرة وقابلت حمد الرومي وبدأت اساعدهم حتى تم تحرير الكويت من براثن الغزو العراقي الغاشم وأول طائرة اقلعت من القاهرة الى الكويت كنت ضمن المسافرين عليها ووصلت الى الكويت في شهر مارس 1991، وكان المطار محروقا وسكنت في فندق الهيلتون بدون كهرباء، كان الدخان كثيفا بسبب احتراق الآبار النفطية التي حرقها الجيش العراقي فعدت الى لبنان وفي الشهر الثامن رجعت الى الكويت وكنت اذهب الى السفارة الكويتية واستمررت بالعمل في مجلة المجالس حتى عام 1994.
شركة نفط الكويت
ويسترسل اسعد صابونجي في حديثه قائلا: في عام 1994 بعد ما تركت «المجالس» التحقت بالعمل في شركة نفط الكويت تابع مقاول وتسلمت مجلة الكويتي واشرفت على اصدارها وهناك مجلة تصدر كل اسبوعين ايضا اشرفت عليها، مدير العلاقات العامة علي مراد قال لي اترك العمل في الكويت وتعمل عندنا فقلت جئت أتعلم وهذه اول مرة اشتغل بصحافة تابعة للنفط واستمررت بالعمل معهم واعطيتهم عملا صحيحا. انتهى شغل المقاول وتركت العمل بالشركة بعد اربع سنوات حتى 1999. فتحت مكتب دعاية واعلان ولم اوفق.
ويضيف: اتصلت على الاستاذ جاسم مبارك وقابلته وبدأت العمل معه منذ عام 1999، ومجلة الرسالة سبق ان عملت فيها سابقا وكانت ناجحة جدا وكان سابقا إلياس عبود لبناني مدير تحريرها واذكر فاروق قدومي سبق ان اشتغل في «الرسالة» سابقا وزهري محسن تابع للصاعقة من القيادات الفلسطينية السابقة التي كانت موجودة في الكويت كانوا يرجعون لـ «الرسالة»، في عملهم، كان الفلسطينيون في ذلك الوقت توجههم بعثي وفي احدى السنوات طارق عزيز هرب من العراق واشتغل بالرسالة محررا وكنت موجودا بالرسالة ومكث اقل من سنة، انقطعت عن العمل بالرسالة وبعد التحرير رجعت للعمل بها منذ عام 1999 الرسالة كانت مجلة اسبوعية وبعد سنوات باعوها وتحولت الى مجلة الزمن وصدرت، ولها وقت تصدر، وبعد ذلك جاسم مبارك الجاسم اصدر الرسالة من جديد ولا تزال تصدر وانا اعمل فيها حاليا واعمل مديرا للتحرير فيها، وهذه المرة الثانية وسبق ان عملت مدير تحرير للمجالس.
حاليا نكتب كل شيء وهي مستمرة ونحن مكتفون بما فيها من مواد وتعاون مع الزملاء، و«الرسالة» لها تاريخ قديم وتغطي مصاريفها مع المطبعة.
لقاء لا ينسى
يقول اسعد صابونجي: التقيت صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الاحمد اطال الله في عمره عندما حصل ما عرف بـ «احداث الصامتة» عام 1973 وكان في حينها سموه وزيرا للخارجية، بينما كنت انا حينها مراسلا لوكالة الانباء الفرنسية اضافة لعملي بمجلة المجالس، منذ ذلك التاريخ تعززت ثقة سموه بي، وكانت شهادات سموه بي على مر الايام وفي كثير من الاحيان والمناسبات محل فخري ولن انساه ما دمت حيا.
الصحافة في الكويت
وتطرق اسعد صابونجي للحديث عن الصحافة في الكويت مؤكدا انها متميزة، ولكن صحافة الستينيات والسبعينيات كانت احسن وافضل، لافتا الى انها تراجعت مثل اي صحافة عربية لان الفضائيات اثرت عليها، واضاف ان صحافة الكويت مدرسة مستقلة تخرج فيها صحافيون كثيرون سواء كانوا وافدين او كويتيين، حاليا الموجودون في الصحافة الكويتية فيهم الغالبية العظمى ليسوا بصحافيين وكل من دخلها، ما في صحافيين شغلتهم صحافة ولكن يوجد ناقل للخبر، الصحافي لا يتعب ولا يشقى يتصل بالعلاقات العامة بالوزارات ويعطي الخبر مكتوبا جاهزا، الصحافة المهنية قامت على اكتاف صحافيين لبنانيين وبعض الفلسطينيين والسوريين، حاليا عندنا مدرسة الصحافة المصرية تختلف كل الاختلاف عن اللبنانية والفلسطينية والذين يعملون حاليا غير صحافيين، بعض الصحافيين لا يعرف الهمزة اين توضع قديما لا يوجد في الصحافة ما يعرف بالديسك إما ان تعرف تكتب اولا تعرف تكتب، حاليا اربع عشرة جريدة يوميا تصدر في الكويت اعتقد ان بعضها لن يستمر طويلا، وسيكون البقاء للاقوى البقاء لمن عنده تمويل، البقاء للاصلح مع احترامي للجميع ومحبتي لهم، اعتقد ان الصحف القديمة ستبقى اولا لوجود قراء لها منذ زمن طويل وتوجهات وصناعة صحافية وتحريرية، 14 جريدة يومية كثيرة على الكويت القراء يملون من القراءة والاطلاع.
-
اولا: ان الجريدة تعتمد على القارئ الكويتي.
-
ثانيا: الجاليات الآسيوية لا تقرأ الجريدة.
-
ثالثا: كان الفلسطينيون يقرأون حتى يعرفوا شيئا عن قضيتهم وكانت الصحافة الكويتية تصدر للخارج المرتجعات باعداد كبيرةكما ان 60 صفحة كثيرة في جريدة يومية والاشتراك لا يغطي الاعلانات والطبع، الكلمة المكتوبة لها تأثير، اقول ان صحافة الكويت حاليا بدأت تسير مثل الصحافة اللبنانية، حيث اتألم عندما اجدد ما نشيت يفرق بين الناس.
تأسيس جمعية الصحافيين
البداية منذ الستينيات كنا مجموعة من الصحافيين نعمل بجريدة «الرأي» فكرنا لماذا لا توجد جمعية للصحافيين في الكويت، فكانت جمعية الصحافيين الكويتية التي تأسست على اكتاف مجموعة من الصحافيين العرب وانتجنا مجموعة من الكويتيين وركزنا على عبدالعزيز المساعيد رحمه الله وانتخب رئيسا للجمعية وسميناه عميد الدار، بصراحة عندما بدأت موجه الناصرية ومشى بخط مناقض لتلك الحملة، وتجمعنا مرة ثانية نحن العاملين بـ «الرأي العام» ولم ننتخب المساعيد وسقط وانتخبنا بدلا منه سامي المنيش ومحمد مساعد وآخرين.. وشهادة للتاريخ اول قرار اتخذته جمعية الصحافيين كان عدم السماح للعرب بأن يكونوا اعضاء في جمعية الصحافيين الى عام 1976 وعندما صار يوسف المساعيد رئيسا للصحافيين اتخذ قرارا بالانتخاب والسماح للصحافيين العرب بالانضمام اليها.
يجب على الصحافي ان يبني ثقة بينه وبين المسؤول خصوصا اذا اراد ان يكون صحافيا مييزا ومن خبرتي وتعاملي مع الآخرين استطعت ان احصل على ثقة كبار المسؤولين، وكنت اؤتمن على امور كثيرة.
مثلا حوادث الصامتة عام 1973 كان مجلس الامة في مبناه القديم (مبنى المجلس البلدي) وكنت في ذلك الوقت اعمل مراسلا لوكالة الانباء الفرنسية ناداني احد الوزراء بدون ذكر الاسم واخبرني بما حصل من حوادث يوم الصامتة فرحت وأرسلت الخبر الى فرنسا والوكالة نشرت الخبر للعالم.
رجعت الى البيت أخبرتني زوجتي انني مطلوب لمراجعة وزارة الإعلام.
كان موجودا حمد الرومي وعبدالعزيز جعفر وسعدون الجاسم واحمد عبدالصمد، قال لي احمد عبدالصمد: من أبلغك بالخبر وما عليك إلا ان تكذب الخبر فقلت لا، لن أكذب الخبر إلا بتصريح منك حتى أرسله بأن الخبر كاذب وأنت عملت شيئا غير صحيح وتريد ان تخرب علاقاتنا مع العالم، لن أكذب الخبر إلا بتصريح منك.
قال تريد ان نسفرك، واتصلت على زوجتي وقلت لها جهزي أغراضك يريدون تسفيرنا من الكويت وحتى نشرة الأخبار الساعة الواحدة دخل احمد عبدالصمد وهو يضحك وقال قل لنا من أعطاك الخبر فقلت لن اقول لك حتى الآن والخبر صحيح، مثل هذه الأمور لا يجوز ان تكشف مصدر خبرك، هذا ممنوع خصوصا اذا كنت واثقا، مثل هذا الحادث وحوادث اخرى تبني ثقة بينك وبين المسؤول.
حادثة ثانية
عام 1973 عقد مؤتمر قمة عربي بمدينة فاس بالمغرب وكنت واحدا من الصحافيين للتغطية وكان معنا مواطن كويتي عنده موظف قانوني، هذا الموظف نزل للشارع وبدأ يكسر السيارات وركضت خلفه ومسكته وأقنعته وأخذته لأحد المستشفيات واتصلت برئيس الوفد وأخبرته بما حدث لذلك الموظف وانا موجود بالمستشفى معه وأمام أعضاء الوفد قال الرئيس: هذا الرجل يستحق الشكر لأنه أنقذ زميلكم من الأذى ولم يتحرك واحد منكم.
حادثة ثالثة
زار الكويت نائب رئيس مجلس النواب اللبناني ايلي فرزلي وكنت مرافقا معه كصحافي ودخلت وزارة الخارجية معه ومنعني مدير مكتب الوزير من الدخول. الوزير قال: أدخله ولا تمنعه، الأشياء والمواضيع السرية لا أنشرها واحتفظ بها لأن الكلمة الطيبة هي الرصيد عندي.
أسلمت في الكويت وتزوجت من مصرية مسلمة
تحدث أسعد صابونجي عن حياته الخاصة قائلا: ان والدي كان مسيحيا كاثولوكيا وأنا مسلم، حيث أعلنت إسلامي في الكويت منذ السنوات الأولى لقدومي الى هنا، وكان والدي رحمه الله دائما يقول ويردد يا علي عندما كان يريد أن ينقل أو يأخذ أي شيء، يستنجد بالإمام علي لأنه تأثر بالمنطقة الشيعية التي كان يعيش فيها. بالنسبة لإسلامي حضرت الى الكويت وكنت مسيحيا كنت أتشهد وأذكر الله وأقول أشهد ألا إله إلا الله وذلك عندما أزعل وأمر بحالة عصبية فتهدأ اعصابي.
وفي يوم من الايام فكرت في أن أعلن إسلامي فذهبت الى المعهد الديني هنا في الكويت وقابلت المرحوم الشيخ أحمد الخميس وكان يجلس بجانبه شيخ مصري وبعد السلام قلت يا شيح أنا مسيحي وأريد أن أشهر إسلامي فقال الشيخ احمد الخميس (ليش) فقلت أنا حر أريد أن أتحول إلى الإسلام، فقال «لا، غير حر» عليك أن تبين السبب فنطقت بالشهادتين أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
الشيخ المصري قال خلاص نطبق بالشهادة ولكن أحمد الخميس أصرّ على رأيه وقال تريد أن تتزوج مسلمة قلت لا، قال تريد أن تصبح مدرسا بـ «التربية» قلت لا فقال اذهب فكر وارجع مرة ثانية خرجت ولم أرجع.
ولكن حصل أن رجلا من قريتي في لبنان كان يريد أن يعقد قرانه للزواج وطلبوا منه شاهدين في المحكمة، وذهبت معه الى المحكمة وكان القاضي الشيخ احمد الخميس فقال من هما شاهدك فقال هذان الاثنان، الشيخ أحمد تذكرني عرف من أنا، وسأل الثاني ما اسمك فقال اسمي نيقولاس فقال لا يجوز.
باقر خريبط كان يشتغل بالمحكمة فطلبته وحضر للشهادة معنا وانتهينا وبعدها ناداني الشيخ احمد الخميس وقال انت الذي حضرت الى المعهد الديني لإشهار اسلامك فقلت نعم وإسلامي بيني وبين الله فقال روح الله يوفقك هذا عام 1961 بداية حضوري إلى الكويت ولا أزال مسلما. أولادي بقوا مسيحيين لأن أمهم مسيحية وهم من الأم الأولى اللبنانية، والزوجة الثانية مصرية مسلمة ولي منها بنت واحدة البنات واحدة متزوجة وتعيش في لبنان والثانية متزوجة وتعيش في الاردن والثالثة بكندا تدرس في كلية الطب والولد دكتور ويعمل بواشنطن ومتزوج وأنا الآن أعيش بمفردي، أمضي حياتي بين العمل الصحافي ولم أزاول التجارة بعدما خسرت في شركة الإعلام.
الأسرة والجانب الاجتماعي
نحمد الله ونشكره على عطاياه الطيبة، ورغم أنني لم أعمل أي رصيد مادي لكن الحمد لله أنني علّمت أولادي فتخرجوا من الجامعة، ثلاث بنات وولد واحد.
الولد متزوج وموجود بواشنطن وهو خريج بيروت واشتغل في الكويت وحاصل على دكتوراه اسمه اندريه وزوجته ألمانية ويعيش بأميركا.