- تأثرت بوالدي لأنه رجل يعمل بإخلاص وهذا هو مفتاح النجاح
- وجدت للهوايات أثراً مهماً في حياتي والبرامج الطلابية مهمة لصقل المواهب والقدرات
- كسرت حاجز اللغة عندما سافرت إلى أميركا وهناك عرفت معنى التخطيط
- عملت في «التعليم العالي» على الانتقال من المعاملة اليدوية إلى الإلكترونية وتقديم البعثة والمعادلة الدراسية إلكترونياً
- أسهمت في الكثير من البرامج التلفزيونية والإذاعية من أجل توعية المجتمع بأهمية نظم المعلومات
- تجربتي في التدريس من أجمل التجارب الوظيفية والنجاح في هذا العالم يحتاج وعياً ورغبة جادة في العمل
أجرى اللقاء: ناصر الخالدي
صاحب رحلة نجاح اليوم هو عضو اللجنة الاستشارية بالمركز الإقليمي لتكنولوجيا المعلومات التابع لمجلس التعاون طارق عبدالله المرزوق. عاش طفولته في منطقة الشامية في مجتمع بسيط لكنه فيما بعد انتقل من تلك البساطة إلى فضاء التكنولوجيا والتعليم فقد أصبح العالم تماما مثل قرية صغيرة وبلا أدنى شك فإن تخصصه في نظم المعلومات ساعده كثيرا على أن يتجول كما يريد في هذه القرية الصغيرة. نموذج للشاب الناجح الذي قرر مواجهة أي صعوبات من أجل تحقيق ما يصبو إليه. فكر مليا في التخصص الذي يريد ان يلتحق به، وبعد إخفاق في تجربة الدراسة بتونس، لم يتوقف عند ذلك بل حدد كيف يحقق هدفه. قرر السفر للدراسة في الولايات المتحدة، ولأن تكنولوجيا المعلومات أصبحت لغة العصر فكان هذا هو الميدان الذي قرر خوض معركته فيه، كما تمكن من إجادة اللغة الإنجليزية أيضا ليكسر بينه وبين التطور الغربي كل حاجز. تمكن من تأسيس نظم المعلومات في الأمانة العامة للأوقاف وفي اللجنة العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، كما أنجز الربط الإلكتروني لمكاتب وزارة التعليم العالي وهو ما أفاد الطلبة كثيرا في إنجاز معاملاتهم. كل هذا وغيره نتعرف عليه من خلال السطور التالية.
في البداية هلا حدثتني عن طفولتك وكيف كانت البدايات؟
٭ طفولتي كانت في منطقة الشامية وهناك كانت لي العديد من الصداقات وقد تأثرت كثيرا بطبيعة المجتمع الذي عشت فيه حيث إنه مجتمع بسيط ومترابط ويغلب عليه التعاون والمحبة فكان الجار بمثابة الوالد وهذه الأجواء صقلت شخصيتي بشكل كبير.
هل كانت لك هوايات تمارسها؟
٭ الحقيقة كنت أحب الرياضة بشكل كبير واكتشفت هذه الهواية عندما التحقت بفريق الكشافة فوجدت بأنني أحب كرة القدم حتى التحقت بنادي القادسية الرياضي إلى جانب هذه الهواية كانت عندي العديد من الهوايات التي وجدت لها أثرا في حياتي لأن الهواية تصقل القدرات وتطور المهارات.
كيف تأثرت بوالدك في تلك المرحلة؟
٭ والدي عمل في عالم التجارة وخاض العديد من التجارب وقاسى الحياة بأهوالها ولم يكن يعرف القراءة والكتابة فكانت أمنيته أن يتعلم لكن الظروف لم تسمح له بتحقيق هذه الأمنية لانشغاله برعاية والده فحرص على أن يحقق هذه الأمنية في أولاده وتأثرت كثيرا بوالدي لأنه رجل يعمل بإخلاص والإخلاص مفتاح النجاح.
أهمية التخطيط
حدثني عن دراسة الثانوية العامة كيف وجدت هذه التجربة؟
٭ درست الثانوية العامة في مدرسة يوسف بن عيسى وانتقلت بعدها إلى الدراسة في ثانوية الخالدية واستفدت من مرحلة الثانوية العامة أنني عرفت أهمية التخطيط وفي هذه الفترة أصبح عندي الكثير من الأصدقاء لكنني واجهت صعوبة في اللغة الإنجليزية ولعل هذا الأمر حرمني من بعض الأمور لكنني تعلمت أن كل مشكلة يمكن حلها بالعلم والتدريب.
هل كانت عندك ميول لدراسة تخصص محدد؟
٭ في تلك الفترة كانت ميول الكثير من الخريجين تتجه نحو الالتحاق بالتدريس أو دخول السلك العسكري لكنني شخصيا لم أجد نفسي في هذه التخصصات فكنت أفكر في السفر للدراسة في الخارج وكنت دائما أفكر بأن أكسر حاجز اللغة.
بعد التخرج من الثانوية العامة أين اتجهت؟
٭ بعد التخرج من الثانوية العامة استطعت الحصول على منحة دراسية للدراسة في تونس وبالفعل سافرت للدراسة في تونس وكان ذلك في أوائل الثمانينيات لكنني لم استمر طويلا في الدراسة لأن الوضع الأمني كان غاية في الصعوبة ولم يناسبني ذلك النظام فقررت العودة إلى الكويت.
كيف أكملت الرحلة بعد العودة إلى الكويت؟
٭ بعد العودة إلى الكويت قررت السفر إلى الولايات الاميركية المتحدة للدراسة وكنت أرغب في التخصص بإدارة الأعمال لكنني وجدت أن من الأفضل دراسة تخصص تحتاجه الدولة ويمكن من خلاله العمل على تطوير أجهزة الدولة وبعد التفكير قررت أن أتخصص في علوم الكمبيوتر لأهميته في تلك الفترة وكان اختيارا مناسبا وهذا ما اكتشفته فيما بعد عندما عدت إلى الكويت لذلك أقول أولى خطوات الوصول إلى النجاح أن تختار ما يناسب ميولك وقدراتك.
حدثني عن تجربة الدراسة في الخارج كيف وجدتها؟
٭ تجربة الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية علمتني الكثير من الدروس على الجانب الشخصي عرفت أهمية التخطيط والتنظيم وأدركت قيمة الإصرار والتحدي وأن على الناس أن تواجه الصعاب مهما كان حجمها ومن هذه التجربة تعلمت اللغة الإنجليزية وبذلك كسرت حاجزا كنت أعتبره من اصعب الحواجز.
لو تحدثني عن رحلتك الوظيفية في وزارة التعليم العالي؟
٭ رحلتي الوظيفية بدأتها من خلال العمل في مركز المعلومات في التعليم العالي وكانت المحطة الأولى كمبرمج وخلال هذه المرحلة استفدت خبرة وظيفية واستطعت أن أطور مهاراتي وقدراتي وبعد 3 سنوات من العمل المتواصل أصبحت مديرا لإدارة مركز المعلومات.
ما أبرز الإنجازات التي حققتها من خلال عملك في وزارة التعليم العالي؟
٭ من الإنجازات التي أفتخر بتحقيقها ربط المكاتب مع بعضها البعض ربطا إلكترونيا وهذا الأمر ساعد الطلبة كثيرا لأن آلية وزارة التعليم العالي هي الإشراف على طلبة يتواجدون خارج الكويت والطالب عندما يحتاج انهاء معاملة يراجع التعليم العالي وبهذه الحالة فإن وزارة التعليم العالي تحتاج الربط الإلكتروني مع المكاتب الثقافية وكذلك من الإنجازات استخدام وسائل الإتصال الحديثة وكذلك الانتقال من المعاملة اليدوية إلى المعاملة الإلكترونية وتقديم البعثة والمعادلة الدراسية من خلال النظام الإلكتروني وبفضل من الله فإن المعادلة الدراسية الآن لا تأخذ أكثر من 10 دقائق ولدينا خطة لتحقيق مزيد من الإنجازات.
عملت في الأمانة العامة للأوقاف كيف كانت تلك التجربة؟
٭ كانت مهمتي في الأمانة العامة للأوقاف تأسيس نظم المعلومات وفي فترة وجيزة لله الحمد استطعت النجاح في هذه المهمة ونظم المعلومات أمر مهم بالنسبة للمؤسسات الكبرى لذلك فعملية التأسيس لابد أن تتم بعناية فائقة جدا.
كيف كانت تجربتك في العمل باللجنة العليا للعمل على تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية؟
٭ عملت بعد الظهر في اللجنة العليا لاستكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية وأفتخر بتأسيس شبكة نظم المعلومات مع الزميل الرائع د.يوسف الخضر والعمل الجماعي من أسباب تحقيق النجاح لأن الإنسان لوحده لا يمكن أن يبدع.
ماذا عن عملك في مجال التدريس كيف وجدت تلك التجربة؟
٭ عملت في مجال التدريس من خلال التدريس في كلية الدراسات التجارية وقد وجدت أن التدريس هو عبارة عن تطبيق الحياة العملية في جانب التعليم والنجاح في عالم التدريس يتوقف على مدى الرغبة في وعي المعلم برسالته في الحياة وأيضا على قدرات المعلم نفسه والمعلم الناجح يسعى دائما لإيصال المعلومة للطالب بشكل مختلف يتقبله الطالب.
الإذاعة والتلفزيون
حدثني عن مشاركاتك الإذاعية والتلفزيونية؟
٭ مشاركاتي الإذاعية كانت عبارة عن برامج توعوية مع دخولنا في الألفية الجديدة وجدت أن حاجة الناس لمعرفة أسرار التكنولوجيا كبيرة جدا والمصادر قليلة وبالتالي فإنها فرصة لخدمة المجتمع من هذا الجانب وبالفعل شاركت مع د. أنور الحربي في برنامج دنيا الكمبيوتر وكانت تجربة مهمة في حياتي فالإعلام يساعدك على نشر الخبر والمعرفة وكذلك هو يفتح آفاقا واسعة من خلالها تتعلم مزيدا من الأمور.
ما النصيحة التي توجهها للشباب؟
٭ نصيحتي للشباب هي الحرص على التعليم الجيد والتخطيط المبكر وعدم التأثر بالمعوقات بل يجب عليهم أن يعملوا من أجل تحقيق أهدافهم وهذا الأمر يتطلب اجتهادا وأعتقد أن الشباب الكويتي لديه القدرة على ذلك.
برأيك ما دور الإعلام في دعم تقنية المعلومات؟
٭ لا شك أن للإعلام دورا كبيرا في دعم تقنية المعلومات وذلك من خلال إتاحة الفرصة للمختصين لنشر المعلومات فالإعلام يلعب دورا كبيرا في توعية المجتمع من خلال نشر المعلومات والأفكار وهذا هو الإعلام الإيجابي الذي من خلاله ترتقي المجتمعات وتتطور.
كيف تتم الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة على الصعيد الوظيفي؟
٭ أعتقد أنها فرصة للتواصل مع الجمهور بشكل مباشر والعمل على خدمتهم والرد على استفساراتهم وهذا الأمر ربما يتطلب جهدا ولكنه بكل تأكيد يساهم في صناعة نجاح ومن خلال تجربتي في عالم التويتر والرد على استفسارات جمهور وزارة التعليم العالي وجدت أن هذا الأمر يساهم بشكل إيجابي في الارتقاء بالخدمات التي تقدمها الوزارة ونحن الآن نشاهد الدول وهي تتطور ولا يمكن أن تتطور دون الاعتماد على التكنولوجيا لذلك يجب علينا أن نطبق مفهوم الحكومة الإلكترونية بالشكل الصحيح.
تجربة وترشيح
طارق المرزوق يمثل الكويت حاليا في المركز الاقليمي لتكنولوجيا المعلومات والذي يتبع مجلس التعاون ومقره البحرين، المرزوق وجه شكره لوزارة الخارجية لترشيحه لشغل هذا المنصب كما شكر زميلته هناء الشراح والتي كانت تشغل المنصب سابقا.
شكر وتقدير
حرص المرزوق على توجيه شكر وتقدير لجميع العاملين في وزارة التعليم العالي وعلى رأسهم الوكيل راشد النويهض كما شكر السيد سامي الأحمد وبقية الزملاء مؤكدا على أهمية العمل الجماعي وأن رسالتهم في ذلك خدمة المجتمع.