- النجاح في كتابة المقالات يتطلب طرح القضايا الاجتماعية المهمة والبعد عن المجاملة
- الروتين الحكومي أهم معوقات مشاريع الشباب والنجاح يعتمد على الإدارة السليمة والاختيار الصحيح
- اتجهت للعمل بالقطاع الخاص لأنني وجدته يتناسب مع طموحاتي ويمكن مشاهدة أثر النجاح فيه بشكل سريع
- أحتاج إلى أكثر من 7 ساعات لكتابة المقال حرصاً مني على بلاغة اللغة ودقة الطرح
- لي 5 روايات أولاها كانت «عاشق مهزوم» وواجهت في ذلك الكثير من التحديات
- لم أكن لأنجح في تأسيس «الوطن الإلكترونية» دون الاعتماد على فريق شبابي طموح يؤمن بالتغيير
- قرأت للعديد من الكتاب لكنني تأثرت كثيراً بالكاتب أنيس منصور
- العمل النقابي في الجامعة نظم حياتي وعلمني أهمية وضع خطة وأعطاني خبرة في فن الاحتواء
- هناك فرق بين الرأي السياسي والرأي الشخصي ومشكلتنا عدم التفريق بين الاثنين
- سحبت كل القضايا المرفوعة من قِبلي وجعلت حرية النقد للجميع وهذه ضريبة التواجد في الإعلام
- الكاتب يوسف رمضان ظاهرة شبابية وما طاله من حملة انتقاد دليل قاطع على نجاحه
- معرض الكتاب له دور كبير في تشجيع الشباب على التأليف وإدارته نجحت في تحريك عجلة التأليف والنشر
كتب: ناصر الخالدي
عنوان بارز للنجاح، هذا ما يمكن قوله ببساطة عن ضيف «رحلة نجاح» لهذا الأسبوع الإعلامي عبدالله المضف.
تميز في العمل الإعلامي ولمع نجمه في مجال الكتابة.
يرى أن النجاح في كتابة المقالات من أساسياته الاهتمام بقضايا المجتمع وتلمس احتياجاته والبعد عن المجاملة.
له من الإنتاج الأدبي 5 روايات أولاها كانت «عاشق مهزوم» وواجه في هذا المضمار العديد من التحديات التي جعلت نجاحه أفضل مذاقا.
يقول إن كتابة المقال تتطلب منه وقتا طويلا لأنه يريد أن يصل المقال إلى الناس بشكل صحيح، وقد بنى ثقافة أفادته من خلال القراءة في كل المجالات وتأثر كثيرا بالكاتب الكبير الراحل أنيس منصور.
يرى أن النجاح في التجارة يكون في أعلى المستويات عند الجمع بين خبرة الممارسة وقواعد التعليم.
اتجه للقطاع الخاص لأنه يتناسب مع طموحاته ويمكن ملاحظة أثر النجاح فيه بسرعة أكبر.
حقق نجاحات في مجالات التجارة والكتابة والعمل الإعلامي، نتعرف على لمحات عنها عبر السطور التالية.
في البداية هلا حدثتنا عن بداياتك الأولى وكيف كانت طفولتك؟
٭ أنا من مواليد عام 1985م، وعشت طفولتي مثل بقية الشباب الكويتي في هذه المرحلة التي سادت فيها الرغبة في تحقيق الذات والإنجاز مع تحسن الظروف عن المراحل السابقة والتطور التكنولوجي.
هكذا منذ البدايات تكونت لدي رغبة في النجاح والتميز حيث لا مكان في هذا الزمن لغير الناجحين.
ماذا عن دراستك الجامعية؟
٭ في البداية كانت عندي رغبة في دراسة القانون وبالفعل ذهبت للدراسة في لبنان إلا أنني لم أكمل دراستي وعدت للدراسة في الكويت وتحديدا في جامعة الخليج واخترت التخصص في التجارة لأنني وجدت لدي ميولا تجارية ورأيت أن من الضروري التعرف على الجانب العلمي للتجارة، فالممارسة وحدها قد لا تكفي وكانت تجربة رائعة فالتعليم الجامعي يصقل المواهب ويجعل الإنسان يكتسب خبرة علمية يكون لها أثر ايجابي في رحلته العلمية فيما بعد.
أيتناقض ذلك مع القول إن الإنسان يمكن أن يتعلم التجارة من خلال الممارسة؟
٭ لا شك في أن التجارة ممارسة والممارسة تعطي الإنسان خبرة واسعة، ولكن الخبرة الدراسية والأسس العلمية تختصر الطريق وتجعل الخبرة المكتسبة من الممارسة مبنية على أسس وقواعد علمية صحيحة.
ولماذا لم تكمل دراستك بعد الحصول على شهادة البكالوريوس؟
٭ الحقيقة وجدت التحصيل العلمي خارج الجامعة أكثر، فالقراءة والمطالعة إلى جانب الممارسة تجعل أمام الإنسان مساحة واسعة بينما الدراسة الجامعية فيها الكثير من القيود خصوصا وأنك ملتزم بمنهج معين.
وماذا كانت أبرز الاستفادات التي حصلت عليها من خلال دراستك الجامعية؟
٭ الدراسة الجامعية أعطتني فرصة في تكوين الكثير من العلاقات الاجتماعية وكذلك تعلمت من الدراسة الجامعية أهمية الوقت وكانت مرحلة متميزة في حياتي لاسيما أثناء فترة العمل النقابي والذي نظم حياتي بشكل كبير.
ماذا عن رحلتك في كتابة المقالات متى بدأت؟
٭ بدأت الكتابة في عام 2000م وذلك عبر نشر بعض المقالات في جريدة «الوطن» والنجاح في كتابة المقالات يعتمد على أمور كثيرة ولعل أبرزها سرعة احضار المعلومة وطرح القضايا التي يؤمن بها الكاتب دون مجاملة أحد وأن تكون هذه القضايا مهمة بالنسبة للمجتمع وأيضا اختيار العنوان المناسب وأنا أعتبر أن العنوان له أهمية كبيرة في لفت انتباه القارئ وبالتالي لابد من الاهتمام بالعنوان بنفس درجة الاهتمام بكتابة المقال.
هل واجهتك مشاكل بسبب مقالاتك التي تنشرها؟
٭ نعم لأننا وللأسف الشديد في مجتمعنا لا نفرق بين الرأي السياسي والرأي الشخصي فأنا قد أكتب مقالا أنتقد فيه موقفا سياسيا معينا ولا أقصد بذلك انتقادا شخصيا وفي هذا فرق كبير وبالتالي لابد أن نفرق حتى نتقبل النقد الهادف ونستفيد منه وتكون هناك مساحة واسعة من الحرية لكاتب المقال.
كيف تتعامل مع الانتقادات التي توجه لك؟
٭ أعتقد أن الإنسان عندما يقرر الظهور في الإعلام فعليه أن يتحمل النتائج ويتقبل الانتقادات ويتعامل معها بشكل إيجابي وأعترف أنني أخطأت فترة من الفترات في التعامل مع الانتقادات وأقصد غير الهادفة ولذلك سحبت كل القضايا المرفوعة من قبلي وجعلت حرية النقد للجميع ومن السهل أن يميز الناس بين النقد الهادف وبين الاتهام والتجريح المقصود.
ولابد من أن أشير هنا إلى أنه ما كان لي أن أنجح في هذه الخطوة من دون الاعتماد على فريق شبابي طموح يؤمن بالتغيير.
ماذا عن روايتك الأولى وكيف وجدت تجربة النشر؟
٭ روايتي الأولى أبصرت النور في عام 2006 وكان اسمها «عاشق مهزوم» ولعل تأليف كتاب في تلك الفترة لم يكن أمرا عاديا لأن عملية النشر والتأليف كانت حكرا على طبقة واحدة وهي الطبقة المثقفة وبالتالي فأنا نجحت إلى جانب النشر والتأليف أن أفتح بابا للأقلام الشبابية أن تدخل عالم النشر والتأليف وتخوض تجربة في هذا المجال وبلا شك فأنا تعلمت من تجربتي الأولى وحاولت أن أتفادى الأخطاء التي وقعت فيها وهذا هو النجاح الذي على الإنسان أن يطلبه.
هل وجدت دعما عندما قمت بتأليف روايتك الأولى؟
٭ بكل صراحة لم أجد الدعم الكافي ومع ذلك حرصت بألا أتأثر وأن أواصل المشوار وهذا الأمر اعتبرته تحديا كبيرا في حياتي فإلى جانب قلة القراء في تلك الفترة وقلة الروايات المنشورة بأقلام شبابية تجد أن هناك قيودا كثيرة وأسئلة عديدة واحباطات متنوعة وليس هناك أي خيار إلا المواجهة.
كيف تقيم نجاحك في مواجهة المعوقات التي واجهتك في عالم التأليف؟
٭ أعتقد أن مقياس النجاح من عدمه يكمن في مواصلة المشوار والحمد لله فقد واصلت التأليف واليوم عندي 5 روايات وأفتخر بأنني فتحت الباب المغلق لكل الروائيين الشباب وأصبح من حق أي شاب أن ينشر روايته وتبقى مسؤولية الروائي أن يختار النص الهادف الذي يرتقي لذائقة القارئ.
البعض يرى أن للروايات ريعا تجاريا مربحا فهل هذا صحيح؟
٭ لا أعتقد ذلك إلا في الروايات التي تباع بكميات كبيرة وهذا يحدث لقليل من الروايات أما في الوضع الطبيعي فليس للروايات عائد مادي مربح.
ما رأيك في معرض الكتاب؟
٭ أعتقد أن لمعرض الكتاب دورا كبيرا في تشجيع الشباب فقد فتح الباب للشباب وذلك من خلال تواجد دور النشر الحديثة بالإضافة إلى الفعاليات التي يقيمها المعرض وهو ما يؤكد نجاح إدارة معرض الكويت بتسويق المعرض بشكل جيد.
كيف تقيم نجاح الروايات لاسيما في ظل ازدياد عدد الروايات المنشورة؟
٭ بالنسبة لي فأنا أحكم على نجاح الرواية من خلال أسلوب الكتاب واعتماده على الأسلوب البلاغي مع وضوح الفكرة وسلاسة اللغة وهذا يعتمد على ثقافة الكاتب وسعة اطلاعه.
بمن تأثرت من الكتاب؟
٭ قرأت لكثير من الكتاب ولكني تأثرت بشكل كبير بالكاتب المتألق أنيس منصور الذي نجح في عالم الكتابة لوضوح أفكاره ولسهولة مفرداته وهو ما يحتاجه القارئ ويتناسب مع شريحة واسعة تبحث عن الأسلوب السهل الممتنع.
هل انتقادك للمعارضة من أجل الدفاع عن أشخاص أو هو رأيك الشخصي؟
٭ بكل تأكيد هو رأي شخصي لمواقف معينة ولا أقصد من ورائه التجريح بأشخاص المعارضة بل على العكس تماما وأحترم أي نائب من المعارضة يبني مواقفه وفق مبادئ وقناعات ولذلك كتبت مقالا امتدح فيه النائب السابق محمد هايف لأن مواقفه ثابتة ولا يتخذ قراراته بشكل عاطفي مثلما يفعل البعض من أعضاء المعارضة.
ما رأيك في وسائل الاتصال الحديثة؟
٭ وسائل الاتصال الحديثة أحدثت فارقا كبيرا ففي السابق يتم تداول الأخبار عن طريق وسائل محددة وبشكل بطيء، أما اليوم فقد تعددت الوسائل وأصبحت الأخبار تنتقل بشكل سريع وأصبح بإمكان أي شخص أن يعبر عن وجهة نظره.
بعد التخرج لماذا لم تعمل في القطاع الحكومي؟
٭ بصراحة لم أفكر بالعمل في القطاع الحكومي لأنني لم أجد نفسي فيه واتجهت للقطاع الخاص لأنني وجدته يتناسب مع طموحاتي والنجاح في القطاع الخاص ممكن مشاهدة أثره بشكل سريع ولذلك تجد أن الإبداع في القطاع الخاص أكثر.
حدثني عن أول مشروع تجاري أقمته وما فكرته؟
٭ أول مشروع أقمته كانت فكرته واضحة وهو عبارة عن مشروع مهمته دعم المشاريع الشبابية بالشراكة مع مجموعة من الشباب المبادر ومهمتنا احتواء المشاريع الناجحة والعمل على دعمها وتوسعتها في انحاء متفرقة من الكويت بدعم إعلامي من «الوطن» علما بأن المشروع كان يمول لنفسه.
ما المعوقات التي واجهتكم في هذا المشروع؟
٭ من أكثر المعوقات التي تواجهنا في العمل التجاري «الروتين الحكومي» والذي للأسف الشديد يحتاج إلى إعادة نظر ونحن عملنا خلال الفترة الماضية على إيصال رسالة إلى الكثير من المسؤولين بأن المشاريع الشبابية تحتاج إلى حلول سريعة وواقعية بنفس الكويت فالمؤتمرات وحدها لا تكفي.
ما عوامل النجاح في المشاريع التجارية؟
٭ أسعى دائما إلى اختيار المشاريع المتعثرة بسبب سوء الإدارة وأدخل فيها كشريك وأعمل على الارتقاء بها من خلال الاعتماد على إدارة صحيحة بعد دراسة المشروع من جميع الجوانب ولذلك فالنجاح في المشاريع التجارية يعتمد على الإدارة الصحيحة والاختيار السليم وقد نجحت بتأسيس العديد من المشاريع التجارية بالاعتماد على هذا الأسلوب.
ما نصيحتك للشباب؟
٭ أنصحهم بعدم الإحباط مهما كانت المعوقات فطريق النجاح يحتاج إلى صبر وتضحية ورغم أن تجربتي ليست بالعمق الكافي لتوجيه النصائح للشباب الكويتي الذي أثبت جدارته إلا أنني ومن خلال تجربتي القصيرة استطيع القول ان المعوقات يمكن تذليلها بالصبر وحسن التخطيط.
حدثني عن تجربتك مع جريدة الوطن؟
٭ في عام 2009م نجحت بتأسيس جريدة الوطن الإلكترونية وغيرنا الاستراتيجية الموجودة حيث أصبح الموقع جريدة مستقلة يعتمد على جهود شبابية وتفرع من هذا الموقع العديد من الأقسام فقد أحدثنا شبكة مواقع إلكترونية والنجاح في هذه التجربة اعتمد على مواكبة لغة العصر وهي السرعة وكذلك البساطة في وضع المختصر المفيد مع وجود صلاحيات لاتخاذ القرارات المناسبة وأعتقد أن من أهم أبرز الأسباب التي ساعدتني في النجاح بهذه المهمة أنني عملت مع الشيخ خليفة العلي وهو رجل يؤمن بالشباب ويعطيهم صلاحيات كبيرة.
وأود أن أشير هنا إلى أن الكاتب يوسف رمضان ظاهرة شبابية وحملة الانتقاد التي طالته هي دليل قاطع على نجاحه.
ما طموحاتك في المرحلة المقبلة؟
٭ أطمح لأن تنتشر روايتي في جميع الدول العربية لاسيما الدول التي فيها عدد كبير من القراء وكذلك أتمنى أن تترجم أعمالي إلى لغات أخرى.
كيف تجمع ما بين أسرتك وانشغالاتك؟
٭ الحمدلله أن الله وفقني بزوجة ناجحة «أم غازي» وهي متابعة جيدة لأعمالي وأنا حريص كل الحرص على أن انظم وقتي ما بين عملي وما بين اسرتي والتنظيم بين الاثنين هو ما يحتاجه الإنسان في رحلته والحمدلله أنني لست من عشاق الدواوين والسهر.
كلمة أخيرة؟
٭ كل الشكر والتقدير لكم في جريدة «الأنباء» على هذا اللقاء.
أسرة مترابطة
العلاقات الأسرية الجيدة أساس لازم لتحقيق النجاح.
يؤكد المضف هذا المبدأ حيث يقول إنه يحرص في أي قرار يتخذه على استشارة اخوته وأنه يعيش في أسرة مترابطة وعلاقته مع اخوانه قائمة على الحب والاحترام، فلا يستغني عن مصطفى ويوسف وعائشة وعبدالرزاق.
دروس الوالدين
لدى سؤاله عما تعلمه من والديه، قال المضف إنه تعلم من والده أمرا مهما للغاية وهو أن يأخذ وقتا كافيا أمام أي مشكلة تواجهه وأن يتعامل معها بهدوء، ذلك لأن احتواء الأزمات ليس بالأمر السهل وبالتالي فلا ينفع معها التسرع باتخاذ القرار.
أما فيما يتعلق بما تعلمه من والدته، فقال إنه تعلم منها الصبر، وأضاف أنها وقفت معه منذ بداية حياته فقد كانت تهتم بأدق التفاصيل وهذا الأمر أسهم كثيرا في صقل مواهبه وقدراته.