لا يخــتلف اثنان عـلى انه منذ بدايـة الموسم الحالي لدوري كرة السلة الاميـركي للمحترفين، لم يتـمـكن أي من الفـرق في الظهــور بصـفـة «المهيمن» كما بدا دالاس مافريكس صاحب أفضل سجل في الموسم العـادي (67 انتصارا مـقابل 15 هزيمة)، والذي سطر انتـصارات صـاعقـة وجه عبـرها رسائل واضحة لجـميع منافسيـه تاركا صـورة البـطل ولو ان الحـديث عن مــوضـوع التتويج لايزال سابقا لأوانه.
ولا يمكن اسـتـبـعاد ربـط نهايـة سعـيـدة بمسيـرة دالاس المظفرة هذا الموسم، الذي شبـهه البـعـض بشـيكاغــو بولز «مـايـكل جـوردان وعصبته» في تسعـينيات القرن الماضي، اضافة الى قدرتـه ونفسه الطويـل الذي جعله يحـصد الانتصارات الواحـد تلو الآخر على طريقة لوس انجليـس ليكرز مـــوسم 1999 ـ 2000، وســان انطونيـو سبيـرز موسم 2002 ـ 2003، مـا جعل «رأس» فريق ولاية تكساس وعـلى طريقة افلام الغـرب الامـيركـيـة مطلوبا من الجـمـيع دون اسـتثناء عند انطلاق الأدوار الاقـصائيـة «بلاي اوف».
الا ان جملـة من الاسئلة تطرح نفـسهـا ايضا بقوة وابرزها عن قدرة فرق المنطقة الشرقية على ابقـاء اللقب الذي ظـفر بـه مـيـامي هيت الموسم الماضي في جعبـتها، وخصوصا بعـدما توجهت الانظار الى المعارك الطاحنة في المنطقـة الغربية التي تملك فـرقـا من العـيـار الناري الى جـانب دالاس، امـثال فـينيكس صنز وسـان انطونيـو سبيرز ودنفـر ناغتس وهيوستن روكتس ويوتا جـاز، مقـابل عدم ظهـور اي من فرق الشـرقيـة بصورة المرشح «الفافوري» بعـد معاناة ميامي، بينما تصطدم طموحات شـيكاغو بولز بالخبرة القليلة للاعبيه الشبان، لكن من دون اسقاط تميز ديترويت بيـستونز المتكامل جـماعيا وكليـفلاند كافاليـيرز بقيادة «الملك» ليبـرون جيمس وشلة زملائه الاجانب. وعموما، فان اكثر الاسئلة اثارة والمطروحـة بقـوة هـي عن قـدرة أحـد النجـوم الاوروبيين على تكريس تفـوقه على رجـال بلاد «العم سام» وحسم اللقب لفريقه، وخصوصا ان عدد اللاعبين الاجانب في الـ «بلاي اوف» بلغ 59 لاعبـا غالبيتـهم من الاوروبيين (مقابل 44 لاعـبا اجنبيا من 25 بلدا في الموسم الماضي).
ومما لا شك فـيـه ان الاضواء سـتـسلط على ابرز هؤلاء المغتـربين الذين أعطوا نكهة مخـتلفة لدوري العـمـالقة، وهو نجم دالاس مـافـريكس الالماني ديرك نوفيـتسكي المصـمم على تعويض فـشل فـقـدانه اللقب في الـدور النهـائي الموسم الماضي، انطلاقـا من الموقعـة مع غولدن سـتايت ووريرز الذي عـبـر الى الــ «بلاي اوف» للمـرة الاولى منذ 13 عـامـا.
واطلق مدرب دالاس افـري جونسون تحذيرا الى لاعبـيه بعدم العيش على ذكـريات تفوقـهم المطلق منذ بداية الموسم قـائلا: «هناك بطل واحد في نهاية المطاف. ليس مـهما ما تقوم به في الموسم الـعادي، بل يجب ترجمـة ما بدأ خـلال الادوار الاقصـائيـة وهذا بالطبع ليس بالأمر السهل».