- أبل: لا بد من زيادة عدد كاميرات النقل
- الشمري: يجب ألا نلوم الحكم على التأخر في قراره
- طالب: التقنية قللت كثيراً من الأخطاء والمشاكل
أجرى التحقيق: مبارك الخالدي
لا يختلف اثنان على أهمية تقنية الحكم المساعد أو ما يطلق عليها تقنية الـ «VAR» في كرة القدم بعد ان ساهمت في تقليل الأخطاء البشرية بنسبة كبيرة، ورغم مرور عام تقريبا على تطبيق تلك التقنية في ملاعبنا.. فلاتزال الحالات التحكيمية المثيرة للجدل مستمرة والانتقادات لهذه التجربة أو آلية تطبيقها قائمة، وهو أمور لن تنتهي بين ليلية وضحاها.
ومعلوم أن قرار الاتحاد الكويتي لكرة القدم بتنفيذ هذه التقنية إنما يأتي انسجاما مع التطور العالمي المستجد في قانون التحكيم والذي الزم الاتحادات القارية والوطنية باستخدام هذه التكنولوجيا لتوخي العدالة وللحد من الأخطاء وهي في مجملها غير مقصودة لكن البعض منها يؤثر بشكل مباشر على نتيجة المباراة.
وبشكل عام، حققت تلك التقنية أهدافها في البطولات العالمية والدوريات الأوروبية، ولكن للأسف ما نشاهده في ملاعبنا يختلف تماما عما نراه عالميا، إذ ان تشاور حكم الساحة مع حكم تقنية الـ «VAR» في الدوريات الأوروبية لا يأخذ سوى ثوان قليلة، عكس ما نراه تماما في مبارياتنا المحلية إذ يستغرق ذلك وقتا طويلا، مما يثير أعصاب اللاعبين والمتابعين، لاسيما ان بعض القرارات قد تصل مدة اتخاذ القرار بشأنها قد يصل إلى 5 دقائق وأكثر في بعض الأحيان وهو الأمر الذي يقتل متعة المشاهدة ويصل بنا إلى حد الملل.
«الأنباء» حاولت رصد إيجابيات وسلبيات تطبيق تقنية الـ «VAR» في ملاعبنا مع مجموعة من خبراء التحكيم، وهل حققت الهدف المنشود منها؟
بداية، الحكم السابق منصور أبل قال ان أي تطور منشود اما ينفذ بالشكل الصحيح أو تركه أفضل، مضيفا: «للأسف لم يكن التطبيق السائد في الكويت حتى الآن هو التطبيق الأمثل لهذه التقنية».
وأوضح أن استخدام تقنية «VAR» يحتاج من 16 إلى 32 كاميرا لتحديد كل زوايا الملعب بالشكل الصحيح وما هو متوافر لدينا على الأكثر فقط 8 كاميرات ولذلك فهناك فرق شاسع بين تطبيق هذه التقنية في أوروبا وفي بطولة كأس العالم وبعض الدول الخليجية إذ لا يستغرق اتخاذ القرار هناك إلا بضع ثوان، فيما أن الأمر في الكويت قد يصل لعدة دقائق، حيث يتأخر الحكم في اتخاذ القرار لأسباب خارجة عن أرادته، مبينا أن من أهداف هذه التقنية تحقيق العدالة ومحاسبة الحكم، فكيف يمكن لنا لوم بعض الحكام على بعض القرارات الجدلية أو التأخر في اتخاذ القرار وهو يعتمد على شاشة عرض عادية؟
تقنية إيجابية
من جانبه، قال مقيم الحكام والحكم الدولي عباس الشمري ان التطور الحاصل في التحكيم ومنه استخدام تكنولوجيا الفيديو أو الحكم المساعد هو أمر إيجابي للغاية لتحقيق العدالة وتجنب الأخطاء غير المقصودة.
ومضى قائلا: «لكن إذا خرجت هذه التقنية عن الهدف المحدد لها «فلا أهلا بها»، ضاربا المثال على الحالة المثيرة للجدل التي شهدها لقاء العربي والجهراء ضمن الدور التمهيدي لبطولة كأس سمو الأمير، وكيف أن التقنية ساعدت على تعزيز قرار الحكم الصحيح بأن «الكرة لم تخرج بكامل استدارتها» وهو التعديل الجديد في القانون.
وقال: «نعم هناك فرق في التطبيق بين ما نشاهده في الدوريات الأوروبية وبين ما هو عندنا وربما يعود السبب في ذلك إلى النقص في عدد كاميرات النقل أو طول الوقت في النقاش بين حكم اللقاء وحكم تقنية «VAR»، متمنيا أن نتجاوز هذه الأخطاء في المستقبل وذلك من خلال توفير جميع الإمكانات المساعدة لتحقيق الفائدة المثلى من تلك التقنية.
تجربة جيدة
بدوره، قال الخبير التحكيمي علي طالب ان تجربتنا في استخدام تقنية «VAR» حتى الآن جيدة جيدا وفق الإمكانات المتوافرة.
وأضاف: «لا شك أن تقنية «VAR» تحتاج إلى توافر عدد كبير من الكاميرات لتغطية كل زوايا الملعب خصوصا خلف المرمى وكذلك الخطوط العرضية للملعب، موضحا: «بمراجعة الكثير من المباريات لدينا نجد أن التقنية ساهمت في الحد من الكثير من المشاكل بل وأعطت كل فريق حقه ولدينا الأمل في ان يتطور هذا الدور بتقليص الوقت قبل اتخاذ القرار.. فنحن لا نلوم الحكام في أخذ وقتهم الكافي بسبب عدم توافر المزيد من اللقطات الواضحة بسبب النقص في عدد الكاميرات التي توفر زوايا مختلفة لنفس اللقطة قبل اتخاذ القرار النهائي».
حالات اللجوء إلى الـ «VAR»
تقنية التحكيم بالفيديو أوما يطلق عليها حكم الفيديو المساعد «VAR» هي تقنية تقوم على مراجعة القرارات التي يتخذها حكم المباراة باستخدام لقطات الفيديو ومن اهم دواعيها تقليل الأخطاء البشرية التي تسبب تأثيرا مباشرا وكبيرا على نتائج المباريات، حيث يقوم الحكم المساعد بدور غير محسوس للمشاهدين وهو مساعدة حكم الساحة وتوجيهه وتنبيه طوال المباراة باتفاق مسبق بينهما.
وذكر الخبراء أن الاتحاد الدولي للعبة حدد 4 حالات يمكن معها اللجوء إلى تقنية الحكم المساعد وهي: الهوية الخاطئة (مثلا إعطاء بطاقة بالخطأ إلى لاعب) وركلة الجزاء والبطاقة الحمراء المباشرة وصحة الهدف وهو الأمر الذي يحتاج على الأقل إلى 32 كاميرا بجودة عالية لتحديد زوايا الملعب كافة مع شاشات عرض كبيرة، وذلك حسبما ذكر خبراء التحكيم لظهور تقنية «VAR» بالشكل الصحيح.