القاهرة - سامي عبدالفتاح
تدخل اليوم الكرة المصرية منعطفا صعبا، وذلك عندما يواجه الاسماعيلي في العاشرة مساء فريق المريخ السوداني في الجولة قبل الاخيرة لدور الثمانية لكأس الاتحاد الافريقي، وبعده بساعة واحدة ستكون مواجهة الاهلي مع فريق الاتحاد الليبي في جولة الذهاب للدور نصف النهائي لبطولة دوري ابطال افريقيا، وكل واحدة من المواجهتين لها حساباتها التي تجعل توقعات جمهور الكرة المصرية ونقادها غير مطمئنة، لان الاسماعيلي والاهلي ليسا في كامل عافيتهما، كما ان المنافسين السوداني والليبي في حالة تطور فني ملحوظ، الى جانب ان المباراتين خارج الحدود، وبعيدتان عن مساندة الجمهور المصري. غياب الاطمئنان لا يعني غياب التفاؤل في الشارع الكروي المصري، استنادا الى عامل الخبرة المتوافر لفريق الاهلي بصفة خاصة والذي يقف على اعتاب اللقب الافريقي الذي لايزال بحوزته، اما الاسماعيلي فإن موقفه اكثر تعقيدا لان الجهاز الفني الحالي بقيادة طه بصري تسلم الفريق وهو في موقف لا يحسد عليه في البطولة الكونفدرالية.
الاسماعيلي والمريخ
ويمكن القول ان الاسماعيلي يلعب على (ربع فرصة) لان تأهله مشروط بالفوز الحتمي الليلة ثم الفوز في الجولة الاخيرة على فريق كوارا النيجيري، والذي يتصدر المجموعة وهو الاقرب للتأهل، كما ان الفرصة اكبر لفريق المريخ الذي يلعب اليوم على ارضه وبين جمهوره والذي سبق له التعادل مع الاسماعيلي في الاسماعيلية، لذلك ستكون مواجهة ملتهبة بين الفريقين يزيدها التهابا جمهور نادي المريخ المتحمس جدا والذكاء التكتيكي للمدرب الالماني اوتوبفستر، والذي يؤكد ان لقب الكونفدرالية سيكون من نصيب المريخ في النهاية، وليس امام طه بصري الا مواجهة كل هذه التحديات الصعبة بشجاعة كبيرة، واللعب على الفوز في ظروف فنية ومعنوية مضطربة لفريقه.
الاهلي والاتحاد
وفي الحادية عشرة سيكون اللقاء الاكثر جاذبية واهتماما بين الاهلي والاتحاد الليبي في جولة الذهاب للدور نصف النهائي لدوري ابطال افريقيا والذي سيقام في مدينة طرابلس وفي ضيافة الجمهور الليبي المتحمس جدا لفريقه، والذي يحلم بالبطولة الافريقية ولا يريد من يقطع عليه هذا الحلم، خاصة ان فريق الاتحاد بتأهله الى الدور نصف النهائي قد حقق افضل انجاز في تاريخه مع البطولات الافريقية، ولم يتبق على الحلم الكبير سوى الفوز اليوم على بطل افريقيا بنتيجة تضمن له اللعب في النهائي.
الاهلي يدرك كل هذه الاعتبارات ويضعها في الحسبان، فالاهلي فاز بالبطولة الافريقية في آخر سنتين، ومثل القارة السمراء في بطولة العالم للاندية، وليس بالفريق الضعيف الذي يسهل افتراسه وهضمه، وقد كشفت مباراته الاخيرة مع الزمالك انه لايزال عفيا، ويمتلك قدرات كبيرة من المهارة والخبرة يستطيع ان يواجه بها حماسة لاعبي الاتحاد، خاصة ان هناك مباراة اخرى للفريقين في القاهرة، لذلك فإن امام الفريقين 180 دقيقة لمعرفة الفريق الذي سيصعد للنهائي لمقابلة الهلال السوداني او النجم الساحلي التونسي، وقد انتهت مباراة الذهاب بين هذين الفريقين 2 - 1 لمصلحة الهلال في الخرطوم.
جوزيه تفرغ من بعد مباراة الزمالك لدراسة فريق الاتحاد وفكر مدربه الصربي برانكو لوضع التصور الفني الذي سيخوض به هذه المباراة، ومعروف عن جوزيه انه لا يلتزم بشكل تكتيكي ثابت خلال المباراة الواحدة.
خطة جوزيه تستوجب اغلاق كل السبل امام تحركات ابرز مهاجمي الاتحاد، الغيني حسن كمارا والبرازيلي ريكاردو وسالم الروائي، وكذلك الضغط على مجموعة الوسط التي تضم نادر قريش والنيجيري سلام رافيو وعلي رحومة ومصباح سعد، وهذا الضغط هو العنوان الرئيسي لاداء الاهلي اليوم مع القيام بمناورات هجومية مدروسة عن طريق ابوتريكة وفلاڤيو. الشكل الذي ظهر به الاهلي امام الزمالك هو الشكل المتوقع الليلة امام فريق الاتحاد، بالاعتماد على ثلاثي الوسط النشط جدا الذي يضم التونسي بوجلبان وحسن مصطفى وحسام عاشور، وهؤلاء سيكونون اصحاب الدور الرئيسي، ومن ورائهم شادي محمد وعماد النحاس واحمد السيد، والذين سيكون دورهم الاقتراب من مجموعة الوسط لتضييق المساحات امام مهاجمي الاتحاد، مع التمرير الامامي السريع الى ابو تريكة وفلاڤيو بمساندة بركات (الشاطر) وجيلبرتو في نقل الكرة بسرعة الى ملعب الفريق الليبي، وربما تكون هناك مفاجآت اخرى من جوزيه خلال المباراة او من بدايتها لاقتناص نتيجة المباراة.