عبدالعزيز جاسم
أثبت رجال الازرق انهم ابطال وان المستحيل ليس له طريق امام شجاعتهم وفدائيتهم عندما اوقفوا «الكنغارو» الاسترالي على ارضه وبين جماهيره بهدف لمساعد ندا أثلج قلوب جماهيره كالعادة بأهدافه الحاسمة ليعيد ذكريات السبعينيات والثمانينيات عندما كان الازرق لا يقهر على ارضه او خارجها، وحق لجماهير الازرق ان تفرح هاتفة: أستراليا.. سويت ما سويت ما تقدر على الكويت.
وقد اكتشف الازرق استراليا من جديد بتألق جميع خطوطه، خصوصا الدفاع الذي لعب ببسالة واعطوا درسا للجميع ان الازرق موجود وسيعود.
وبهذه النتيجة، قفز الازرق الى المركز الثاني برصيد 3 نقاط وهبط استراليا الى المركز الاخير بنقطة واحدة فيما بقي المنتخب العماني بالمركز الاول وتراجعت اندونيسيا مرتبة واحدة واصبحت بالمركز الثالث.
بداية قوية
وعلى عكس التوقعات، دخل الازرق الشوط الاول ضاغطا وفاجأ الاستراليين بالهجوم بفضل تحركات الواعد طلال العامر الذي سدد في اول 8 دقائق 3 تسديدات اثنتان كانتا خارج المرمى واخرى تصدى لها المدافعون، ولم يتراجع الازرق وواصل الضغط من اجل الحصول على هدف يربك به حسابات المدرب، وسدد حمد العنزي كرة رائعة تمكن حارس استراليا ادوين من التصدي لها بصعوبة.
وبعد مرور 20 دقيقة ذهبت السيطرة للاستراليين، وظهرت اخطاء فردية من لاعبي الازرق كان اولها الخروج الخاطئ من الحارس نواف الخالدي على كرة سددها دانيال واخرجها فهد عوض من على خط المرمى لترتد الى الاسترالي ديون الذي سددها بقوة لكنها ارتطمت بالقائم، وبعد مرور 10 دقائق من السيطرة الاسترالية تمكن الازرق من ترتيب صفوفه مرة اخرى وعاد الى الانطلاقات بفضل تحركات وليد علي وبدر المطوع ومن امامهما حمد العنزي الذي حصل على ركلة حرة خارج منطقة الجزاء انبرى لها بدر المطوع الذي لعبها عرضية جميلة لتجد رأسية نجم المباراة بلا منازع مساعد ندا الذي وضعها على يسار الحارس ادوين معلنا تقدم الازرق (37).
وتوقع الجميع بعد الهدف ان يتراجع الازرق للحفاظ على الهدف، لكن جاءت الرياح بما لا يشتهي الاستراليون، حيث واصل الازرق تقدمه الى الامام وكأنه يقول للاستراليين اليوم يومي والزمان زماني بفضل تناقل الكرة بين ثلاثي الوسط طلال العامر وجراح العتيقي وفهد الانصاري الذي تسبب في «نرفزة» الاستراليين وتعمدهم الخشونة، ولم يجد الاستراليون اي منفذ للوصول الى مرمى الخالدي وكانت جميع كراتهم العالية من نصيب ندا الذي يلعب لاول مرة في مركز قلب الدفاع، لكن اداءه كان يقول انه تربى على هذا المركز، وكاد الاستراليون مع نهاية الشوط الاول يخطفون هدف التعادل لكن «الجسور» نواف منعها بعد ان تصدى لتسديدة زولو ببراعة.
تألق واضح
وفي الشوط الثاني لم يختلف اداء لاعبي الازرق، وواصلوا التقدم نحو الامام لتحقيق هدف الامان وكان اول الغيث من اقدام المطوع الذي سدد كرة من على مشارف منطقة الجزاء علت العارضة، وادرك المطوع انه يجب ان يري الاستراليين بعض المهارات التي يفقدونها، واصبح يتلاعب بمدافعيهم كيفما شاء واضاع عدة فرص محققة للتسجيل بعد مجهود فردي وجميعها كانت تسديدات ذهبت خارج منطقة الجزاء.
وما كان يميز الازرق في هذا الشوط انه كان يتحكم في سير المباراة يبطئها متى يريد ويسرعها كيفما شاء بفضل خبرة العتيقي في وسط الملعب وتوازن الانصاري في الطلعات الهجومية والمحافظة على المهمة الاساسية، وهي الدفاع وقطع الكرات، وبعد مرور 20 دقيقة لاحظ مدرب الازرق الصربي غوران توڤاريتش ان دور المراوغ المهاري خالد خلف قد حان ليدخل بديلا عن حمد العنزي الذي لم يقصر في اداء واجبه بإرهاق المدافعين الاستراليين، ومن اول كرة له تمكن خلف من مرواغة اكثر من لاعب من منتصف ملعب الازرق حتى منطقة الـ 18 للاستراليين، لكن المطوع سدد الكرة خارج المرمى، وفطن غوران الى ان لاعبين مثل المطوع وخلف بحاجة الى لاعب يمرر لهم الكرات بخبث كروي وكان الحل بدخول محمد جراغ بدلا من فهد الانصاري الذي بمجرد دخوله تناقل الكرة مع المطوع وخلف وعلى عكس توقعات مدافعي استراليا بدلا من تمريرها الى المطوع خالف جراغ الجميع ولعبها الى خلف الذي سدد الكرة بالقائم (78).
تبديلات موفقة
ويحسب لغوران انه عندما كان يجري تبديلا لا يجريه للدفاع والحفاظ على النتيجة بل كان في المكان والخط نفسهما الذي خرج منه اللاعب، وكانت آخر تبديلاته صالح الشيخ الذي حل بدلا من وليد علي الذي دافع ببسالة وهاجم بضراوة، واعلن هو وفهد عوض ان الجهة اليسرى مغلقة ولا يوجد طريق لها، ولم يعرف الاستراليون ماذا يفعلون واصبحت جميع كراتهم عشوائية والتي كانت تارة من نصيب ندا ومرة لفاضل واخرى للخالدي فاحتاروا واصبحوا يهاجمون بكل ثقلهم دون فائدة.
وعاد خلف للمرواغة مرة اخرى وتخطى مدافعين من استراليا وسدد الكرة قوية بجانب القائم الايسر، ورمى لاعبو استراليا بكل ثقلهم في آخر 5 دقائق وكادت احدى الرأسيات تهدي لهم التعادل لكن الكرة مرت بسلام الى خارج المرمى.
اما غوران فيجب ان نعطيه حقه حيث نجح في تغيير اداء وشكل الازرق واصبح الفريق هو من يبادر بالهجوم ولا يلتفت الى الاعتماد على الدفاع الا في حالات نادرة، حتى انه تميز بالتبديل ولم يخش الهجوم الاسترالي، وقام بتبديل مهاجم بمهاجم ولاعبي وسط بلاعبي وسط ذوي نزعات هجومية.
مثل الازرق نواف الخالدي، مساعد ندا، حسين فاضل، يعقوب الطاهر، فهد عوض، فهد الانصاري (محمد جراغ)، طلال العامر، جراح العتيقي، وليد علي (صالح الشيخ)، بدر المطوع وحمد العنزي (خالد خلف).
ادار اللقاء الحكم الايراني مسعود مرادي ولم يكن موفقا في اتخاذ قراراته وانذر حمد العنزي ووليد علي من منتخبنا، وزولو وسايمون من استراليا.
الى ذلك، يصل وفد الأزرق الى البلاد في الساعة 10 مساء اليوم.