عبدالله العنزي
قبل 36 يوما من موعد انتخابات المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عن القارة الآسيوية الذي يجرى في 8 مايو المقبل بمقر الاتحاد الآسيوي في العاصمة الماليزية كوالالمبور ـ وهو منصب لدول غرب القارة الآسيوية حسبما هو متفق عليه بين اعضاء الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي ـ اصبح التكهن بهوية الفائز بهذا المقعد ضربا من الخيال في ظل الصراع القوي بين رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ورئيس الاتحاد البحريني للكرة الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة، وعلى الرغم من شفافية العديد من الاتحادات الآسيوية في دعم كلا المرشحين، الا ان الغموض الذي يسيطر على بقية الاعضاء يزيد من صعوبة التكهنات بنتيجة الفائز.
ففي ظل الدعم القوي الذي يلقاه بن ابراهيم من مراكز القوى في اللعبة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والصين من شرق القارة والكويت والسعودية من غربها، بالاضافة الى شخصيات لها ثقل كبير في اللعبة كالشيخ احمد الفهد والامير سلطان بن فهد، تبدو حظوظه قوية جدا للظفر بالمقعد الدولي خصوصا انه استفاد كثيرا من «شبه» الجمعية العمومية التي عقدت في الكويت على هامش افتتاح مقر المجلس الاولمبي الآسيوي في 11 مارس الماضي والتي شهدت اعلان 19 دولة ـ قبل ان تعلن سورية اخيرا دعمها لابن همام ـ تأييدها المطلق له، بل ان الامر لم يتوقف عند هذا الحد، حيث وصل الى رفض العديد من القرارات التي يسعى بن همام الى تمريرها في الجمعية العمومية مثل التعديلات على النظام الاساسي للاتحاد، وجعل رئيس الاتحاد الآسيوي يحصل على مقعد نائب رئيس (فيفا) بشكل تلقائي «رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون هو من يشغل هذا المنصب حاليا»، ونقل مقر الاتحاد الآسيوي من كوالالمبور وهو امر قد يؤدي الى تصادمات مقبلة بين هذه الدول والاتحاد الآسيوي كالتي حدثت بين السعودية وبن همام واتهامها له بتعمد اسناد مباريات المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2010 لحكام غير أكفاء لإقصاء السعودية.
دور كبير للفهد
والدور الكبير الذي يلعبه الفهد في هذه الانتخابات لمصلحة بن ابراهيم يبدو مقلقا كثيرا لابن همام لما يتمتع به الفهد من علاقات واسعة على جميع المستويات في الدول الآسيوية سواء كانت رياضية او سياسية ما سيؤثر في قرار التصويت في الانتخابات.
من جهته، يعتمد بن همام في المقام الاول على انجازاته لبعض المشاريع في اللعبة في الاتحادات الآسيوية النائية على سبيل المثال في بنغلادش واندونيسيا وتايلند من اجل تطوير مستواها، بالاضافة الى الدعم اللامحدود الذي يلقاه من رئيس الاتحاد الدولي «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر.
وهذا التأييد من شأنه ان يوجه بعض الاصوات لبن همام في صندوق الاقتراع.
واكثر ما يعيب الاخير هو دخوله في صدامات مع أقطاب اللعبة في القارة، ما أدى الى انشقاق القارة بعد ان تمت تزكيته في دورتين سابقتين لرئاسة الاتحاد الآسيوي.
ويرى بن همام ان خسارته عضوية المكتب التنفيذي لقارة آسيا في «فيفا» بداية نهاية حقبته في رئاسة الاتحاد الآسيوي، حيث أعلن انه سيستقيل من منصبه اذا خسر الانتخابات، بالاضافة الى عزمه الترشح لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم ردا على دعم الرئيس الحالي الامير سلطان بن فهد، والامر لم يتوقف عند هذا الحد بل هاجم بن همام، الفهد في أكثر من مرة واتهم الاتحاد الآسيوي لكرة اليد الذي يترأسه الفهد بالفساد، كذلك نيته ترشيح اي شخص لرئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي الذي يترأسه الفهد ايضا.
توجهات سياسية
ولعبت التوجهات السياسية في هذه الانتخابات دورا كبيرا في تحديد مسار التصويت مثل اعلان سورية دعمها لبن ابراهيم ثم تراجعها وعقد مؤتمر صحافي مع بن همام في حلب للاعلان عن دعمه، بالاضافة الى الاتهامات التي ساقها بن همام ضد رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون بتقديم رشاوى الى بعض الدول الآسيوية لدعم بن ابراهيم عن طريق مساعدات اقتصادية تقدم للاتحادات المعنية دون الكشف عن اسمها.
وبالنظر الى توجهات الاتحادات الآسيوية في التصويت، نرى ان دول غرب آسيا منقسمة بين المرشحين، فبن ابراهيم حصل على تأييد من البحرين والكويت والسعودية وفلسطين والعراق، اما بن همام فتدعمه اتحادات قطر والامارات وعمان وسورية ولبنان.
ولم يعلن الاتحادان اليمني والأردني موقفيهما.
وفي وسط القارة حظى بن ابراهيم بأصوات قيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وايران، في حين تتجه أصوات الهند وبنغلادش ونيبال وسريلانكا وافغانستان وبوتان واوزباكستان لبن همام.
اما باكستان والمالديف فلم تعلنا تأييدهما لأي من المرشحين حتى الآن.
وفي شرق القارة يحظى بن ابراهيم بتأييد 8 اعضاء من اصل 9 وهم اليابان والصين وكوريا الجنوبية ومنغوليا وتايبيه وغوام وهونغ هونغ ومكاو، في حين سيذهب صوت كوريا الشمالية لبن همام.
وفي الاسيان لدى بن ابراهيم اصوات ماليزيا وڤيتنام ولاوس وكمبوديا، في حين ان بن همام يحظى بتأييد استراليا وتايلند والفلبين واندونيسيا وتيمور الشرقية وسنغافورة، ولم يعلن اتحادا بروناي ومينمار حتى الان لمن سيصوتان.
وهذه النتائج الأولية التي تشير الى حصد بن ابراهيم 21 صوتا من: البحرين والكويت والسعودية وفلسطين والعراق وقيرغيزيستان وطاجيكستان وتركمانستان وايران واليابان والصين وكوريا الجنوبية ومنغوليا وتايبيه وغوام وهونغ هونغ ومكاو وماليزيا وڤيتنام ولاوس وكمبوديا.
مقابل 19 صوتا لبن همام من: قطر والامارات وعمان وسورية ولبنان والهند وبنغلادش ونيبال وسريلانكا وافغانستان وبوتان واوزبكستان وكوريا الشمالية واستراليا وتايلند والفلبين واندونيسيا وتيمور الشرقية وسنغافورة.
وتبقى 6 اتحادات هي: اليمن والاردن وباكستان والمالديف وبروناي ومينمار ستلعب الدور الابرز في تحديد هوية من سيحظى بمنصب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي «فيفا» عن قارة آسيا بل ربما ستحدد هوية رئيس الاتحاد الآسيوي القادم اذا ما صدق وعد بن همام.