فهد الدوسري
سئل رئيس نادي النصر السعودي الأسبق الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود عن أفضل لاعب في فريقه فأجاب انه ماجد أحمد عبدالله، فسأله عن أفضل لاعب في الدوري السعودي فكرر الاجابة نفسها، فوسّع السائل دائرة السؤال لتشمل الوطن العربي، فلم تتغير اجابته رحمة الله عليه، وعن أفضل لاعب عالميا أجاب بكل فخر واعتــزاز ماجد احمد عبدالله، تصوروا معي كيف كان الراحل يعشق ماجد عبدالله، ويعتبر الأمير عبدالرحمن بن سعود من الرياضيين المشهورين بتعليقاتهم الساخرة عقب كل مباراة يلعبها النصر بغض النظر عن نتيجتها فكان بلا شك ملح الكـرة السعودية بحبه واخلاصه لناديه.
والجماهير القدساوية هنا قد لا يختلف الأمر عليهم كثيرا فهم دوما يطالبون لاعبيهم بإحراز البطولات وعدم القبول بأدنى من ذلك فعلى الرغم من تحقيق الفريق لبطولة كأس الاتحاد والدوري الممتاز وكأس ولي العهد كثلاثية رائعة هذا الموسم قبل الخروج من الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمير علي يد الكويت ظهر عشاق الفانيلة الصفراء عقب المباراة وهم يضربون أخماسا في أسداس على ضياع فرصة تحقيق الرباعية التاريخية، وكأنهم خرجوا من المولد بلا حمص!
ويعتبر تعلق وحب الجماهير بمجموعة معينة من اللاعبين وبقاؤهم لسنوات طويلة في ذاكرتهم ظاهرة طبيعية ونتيجـة حتميــة للحب الأعمى «الله يفتح علينا وعليهم» فهناك مجموعة تعشق لاعبا لطريقته في المراوغة وأخرى تعشق آخر لإجادته التمريرات الذكية وآخرون يحبون تفاني واخلاص لاعب معين بينما في وقتنا الحالي يبحث البعض من الجماهير عن قصة شعر اللاعب وطريقة ركضه في الملعب وبعض أمور الأناقة التي طغت في الآونة الأخيرة.
ولا أحد يستطيع الجزم عن سر تعلق الأمير الراحل عبدالرحمن بن سعود بالنجم ماجد عبدالله ولكن يبدو لي ان «ترقيص» ماجد ومراوغته لحراس المرمى هي الأفضل على مرّ التاريخ ولو خالفني فيها البعض ويمكن القول ان بوأحمد يتلذذ في مواجهة الحراس، بينما «تطق سبايك» بعض مهاجمينا هذه الأيام مع كل كرة انفرادية.
وفي القلعة الصفراء تعشق الجماهير بدر المطوع، لكونه الشعلة التي تحترق لتنير طريق الأصفر نحو البطولات فتجده يسعى بين جنبات الملعب لإيجاد ثغرة في دفاع الخصوم ليغزوها ويحقق الهدف الذي يرجح كفة فريقه، وهذا ما افتقده الفريق في آخر مبارياته أمام الكويت فكانت الإصابة واضحة خلال العشرين دقيقة التي شارك فيها «بدران» مع رابعة.
وعرف عن المطوع عشقه وشغفه لـ «الحداق» وللطلعات البحرية ويمتاز صاحب هذه الهواية بالهدوء وسعة الصدر والعمل الدؤوب للاكثار من الصيد وهي من الصفات التي يتصف بها بدر داخل الملعب وخارجه ولو سألنا أي مشجع قدساوي ماذا افتقد القادسية أمام الكويت سيجيب بلا تردد «ما يبيله المطوع البري والبحري».