كرر منتخب البحرين انجازه بالتأهل الى الملحق الاخير من التصفيات المؤهلة الى النهائيات مبخرا في الوقت ذاته حلم نظيره السعودي في امكان بلوغ المونديال للمرة الخامسة على التوالي بتعادله معه 2 ـ 2 في ستاد الملك فهد الدولي في الرياض امام جمهور غفير في اياب الملحق الآسيوي، سجل ناصر الشمراني (13) وحمد المنتشري (92) هدفي السعودية، وجيسي جون (42) واسماعيل عبداللطيف (94) هدفي البحرين، وكانت مباراة الذهاب في المنامة السبت الماضي انتهت سلبية، ودفع «الاخضر» ثمن الاخطاء الفنية والتحكيمية طوال التصفيات التي شهدت ايضا عدم استقرار في الجهاز الفني.
ونجحت النزعة الهجومية للمنتخب السعودي واثمرت هدفا في الدقيقة 13 حين انطلق ناصر الشمراني بالكرة ومررها الى ياسر القحطاني الذي حضرها له داخل المنطقة فوضعها في الزاوية اليسرى للمرمى.
وجاء هدف التعادل قبل نهاية الشوط الاول بثلاث دقائق عبر جيسي جون الذي تلقى كرة من الجهة اليمنى مرت امام المرمى فلم يجد صعوبة في ايداعها في الشباك.
واستفاق المنتخبان في الوقت بدل الضائع الذي شهد دقائق مجنونة، فاعلن صاحب الارض تأهله بعد ان خطف حمد المنتشري هدف التقدم بكرة رأسية استقرت في الشباك البحرينية في الدقيقة الثانية، لكن اليأس لم يدخل الى نفوس البحرينيين الذين ادركوا التعادل مجددا من ركلة ركنية من الجهة اليسرى ارتقى على اثرها اسماعيل عبداللطيف للكرة ووضعها في المرمى في الدقيقة الرابعة مبقيا الحلم البحريني قائما.
سلطان بن فهد يعتذر
قدم الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم اعتذاره للجماهير السعودية بعد فقدان المنتخب السعودي فرصة التأهل للنهائيات. وأشار الامير سلطان «الى أن لاعبي المنتخب السعودي لم يتمكنوا من المحافظة على هدف التقدم الذي سجل في الدقائق الأخيرة»، مضيفا «لم نقدم المستوى المطلوب في هذه المباراة وكان بإمكان لاعبينا تلافي التعادل»، مؤكدا «تلافى جميع الأخطاء في المرحلة المقبلة».
من جانبه عبر رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة في البحرين الشيخ فواز بن محمد آل خليفة عن سعادته الكبيرة بالانجاز والتعادل الثمين. بدورها اجتاحت الصحف السعودية الصادرة امس موجة غضب عارمة فشنت هجوما لاذعا على لاعبي منتخب بلادها ومدربه.
وذكرت صحيفة «الرياض» تحت عنوان «الأحمر» أغلق باب الملحق على «الأخضر».. وتخبطات بيسيرو اعلن مبكرا الخروج المر»، وحملت المدرب مسؤولية الخروج «بسبب التشكيلة الغريبة التي بدأ بها المباراة وتغييراته الغريبة ايضا».
صحيفة «الوطن» كتبت «الأخضر يسقط ويبدد حلم الوصول للمونديال»، وحملت المدرب المسؤولية ايضا بقولها «بيسيرو تسبب في حرمان المنتخب السعودي من الوصول إلى نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخه بعد التخبطات الفنية التي مارسها في تشكيلة الأخضر في مباراة إياب الملحق الآسيوي»، من جهتها، ابرزت الصحف البحرينية تأهل منتخبها الى الملحق الأخير لمواجهة نيوزيلندا.
..وكنت أظن أنها لا تفرج
ناصر العنزي
لو كانت الكرة التي لعب بها منتخبا السعودية والبحرين من الصخر الشديد لما تحملت كل هذه الضربات والصدمات والسهام، لو كانت تعلم انها ستُبكي الرياض بأسرها لما دخلت مرمى وليد عبدالله في لحظة مجنونة توقف بها العقل عن التفكير، لو كانت تعلم انها بهذه القسوة لاعتزلت الحياة والناس، لو كانت تعلم ان الأحمر البحريني بهذه الجسارة لاقتحمت النار معه منذ بداية التصفيات، لو كانت الكرة تعلم انها ستُخرج الاخضر السعودي من المنافسة لهمست في اذنه قبل الهدف الثاني القاتل لخصمه «اسمح لي يا سيدي فالملك يجب ان يموت واقفا».
قولوا ما شئتم عن المباراة، اختلفوا، اتفقوا فيما بينكم ولكن هل رأيتم مثل هذا التحول المدهش لأحداثها؟ هل جربت يوما ان تربح مليون دينار وقبل خطوة واحدة من الباب الخارجي يلحق بك موظف البنك «لقد أخطأنا بالاسم هات المليون»؟! لقد كان المنتخب السعودي على أعتاب التأهل الخامس لكأس العالم وبينما كانت جماهيره تحتفل بالانتصار انبرى المهاجم اسماعيل عبداللطيف لكرة عالية وطعن بها المرمى السعودي بمقتل وكأنه يوجه رسالة لفريقه السابق العربي «خل ينفعكم الكرواتي يا الأخضر».
رأت امرأة في رأس زوجها شعيرات بيضا فقالت له: ما هذه؟ فأجابها: رغوة الشباب، ولطالما دخل الاحمر البحريني في منافسات مثيرة لكنه يخرج خالي الوفاض حتى غزا الشيب مفرق بعض لاعبيه الذين وصلوا الى مشارف الثلاثين من عمرهم وهي سن متقدمة في عالم الكرة ولكنها كانت رغوة الشباب في مواجهة ملعب الملك فهد وعادوا الى المنامة يحدثون أنفسهم: ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظن أنها لا تفرج.