- العنزي: أعاني الإزعاج الصادر من صرخات بعض المدربين والإداريين والجماهير أثناء المباراة
- الشمالي: أتطلع إلى تحكيم المباريات المحلية بدوري الدرجة الأولى مبدئياً ومن ثم إلى التحكيم الخليجي والآسيوي والدولي
- الرياضة النسائية تعاني ضعف ما تعانيه الرجالية
- التوجه إلى التحكيم لم يكن مصادفة
يعقوب العوضي
لطالما أبرزت الرياضة الكويتية مواهب جمة لدى الرجال والنساء، واليوم يتأكد من جديد دور المرأة الكويتية، فظهرت من جديد وبمغامرة جديدة رياضية الهدف منها ولوج عالم التحكيم في كرة اليد.
وللمرة الأولى على مستوى الكويت والخليج، تظهر الحكمتان معالي العنزي وجمانة الشمالي على أرضية الملعب عبر تحكيم مباريات المراحل السنية للناشـــئين تحت 13 سنــــة في الدوري الكويتي، وتمارســــان الحق الرياضي لكل مرأة كويتية، بعد إصــــرارهما على مواصلة المشوار الرياضي وتمثيلهما المنتخب الوطني للسيدات في عدة مـــحافل دولية.. رأت «الأنباء» أن استضافتهما حق الشارع الرياضي.
التوجه إلى التحكيم
لم يكن الاتجاه الى التحكيم مصادفة، بل جاء بعد تفكير عميق ودراسة من معالي وجمانة للوضع الرياضي النسائي، فبعد عدم القدرة على إقامة بطولات محلية ممثلة بدوري وكأس لكرة اليد، وانعدام المشاركات الخارجية والإيقاف الرياضي الذي طال جميع المؤسسات الرياضية في البلاد، وقلة الاهتمام بالرياضة عامة والرياضة النسائية خاصة، أصرت معالي وزميلتها جمانة على مواصلة المشوار وتحدي الصعاب عبر خوض المجال التحكيمي في اللعبة.
قرار ليس بالصدفة
وحول التحكيم قالت معالي: لم نتخذ قرار التوجه الى التحكيم بالصدفة، فبعد العديد من العقبات التي لا يمكن تجاوزها توصلنا الى قرار الممارسة التحكيمية، وأضافت: لم نلمس الجدية في دعم الرياضة النسائية والأندية والمنتخب النسائي الا من بعض الرجالات الذين أولوا اهتمامهم لنا وعلى رأسهم الرئيس الفخري لناديي مالمو السويدي والقرين أحمد الشحومي، الذي تواجد معنا وقدم الدعم بمختلف الأنواع سواء المادي أو المعنوي.
ضعف ومعاناة
أما جمانة الشمالي فقالت: تعاني الرياضة الكويتية الأمرّين من كل الجوانب وعلى مستوى الرجال، لكن الرياضة النسائية تعاني ضعف ما تعانيه الرياضة الرجالية، فلا يوجد الاحتراف الجزئي، كما نفتقد لأبسط أساسيات النجاح.
واستطردت: بعد المعاناة في الميدان، فضلنا التوجه الى التحكيم وقد وجدنا الدعم المعنوي من جميع الإخوة والزملاء الحكام مثل علي عباس وثامر أشكنوني وجاسم السويلم واحمد المطوع وهاني أبل وشاكر أبل كما وجدنا الكثير من الاهتمام بتطوير الجانب التحكيمي لنا عبر المحاضرات والدورات.
البداية..
وعن بـــــداية التــوجه الى التحكيم، أوضحت معالي العنزي أن الــــفكرة تكونت بحضور زميلتها جمانة الشمالي وبعد تفــــكير عميق عرضتا الفكرة على الحكم جــاسم السويلم، الذي رحب بالفكرة وأشاد بها.
وقالت: نجد الدعم المعنوي في مختلف الخطوات التي نتخذها في المجال التحكيمي ونتطلع لتحقيق المزيد مـــــن النجاح.
فيـــما أكدت الشمالي أن الابتعاد عن كرة اليد صعب جدا وفي ظل الظروف التي طالت الرياضة ككل كان لا بد من التوجه الى المجال التحكيمي.
المباراة الأولى
رهبة وتخوف من المحاولة التحكيمية الأولى، شعور غمر الحكمة جمانة الشمالي في أولى مهماتها التحكيمية في مباراة القرين مع الفحيحيل بدوري كرة اليد للناشئين تحت 13 سنة، لكن تواجد الحكم محمد الدويسان وتوجيهاته هـــدّأت من روعها وأعانتها على تقديم مستوى تحكيمي رائع نال استحسان الحضور.
وقالت جمانة: شعرت بالرهبة رغم أن المباراة كانت للمراحل السنية، ولكن التخوف من ارتكاب الأخطاء والوقوع في المحظور التحكيمي كان مسيطرا عليّ بداية المباراة وفي الدقائق الأولى تحديدا، إلا أنه تلاشى مع وجود حكم يملك خبرة ميدانية وبإمكانه توجيه الزميل نحو اتخاذ القرارات السليمة.
إزعاج من الصراخ
أما معالي العنزي فكانت تعاني من الإزعاج الصادر من صرخات بعض المدربين والإداريين والجماهير أثناء المباراة والتي جمعت بين التضامن مع السالمية في بطولة الدوري للأشبال تحت 13 سنة، وقالت: لقد أحسست بالرهبة وتخوف في البداية، ولكن الدعم المتواصل من جميع الزملاء والحكام المتواجدين أدى الى تلاشي إحساسي بالخوف وبدأت المهمة الفعلية دون أي عقبات.
وأشادت الحكمة جمانة الشمالي بمستوى التحكيم في الكويت، مؤكدة أن الأخطاء التحكيمية واردة في كل مباراة حتى أفضل الأطقم التحكيمية العالمية يخطئون، ولكن التعلم والاستفادة من الأخطاء دافع معنوي كبير لتقديم الأفضل في كل مباراة على حدة، وأضافت: أتطلع الى تحكيم المباريات المحلية بدوري الدرجة الأولى مبدئيا، ومن ثم الى التحكيم الخليجي والآسيوي والدولي.
وأيدتها معالي الـــعنزي قائلة: لا يمكننا النهوض من غير التعثر وعلينا مواصلة المشوار واثبات أن المرأة الكويتية قادرة على المنافسة في مختلف المجالات وفي المجال الرياضي التحكيمي وخاصة في كرة اليد.
نشأة اللعبة
وتحدثت الحكمتان عن نشأتهما بلعبة اليد، والتي كانت بنادي سلوى الصباح في منطقة القرين، فقالت معالي العنزي: لقد بدأنا بممارسة كرة اليد في نادي سلوى بقيادة مدربة المنتخب التونسي ريم المناعي ومساعدتها رجاء بن دويسة، وخضنا بطولة الخليج الأولى للمنتخبات الوطنية في 2012 التي حققنا فيها المركز الرابع حينها.
فيما استذكرت جمانة البدايات في دورة المرأة الخليجية الثانية في عمان والتي حقق فيها المنتخب الميدالية البرونزية 2015 وقالت: بعد المدربتين ريم المناعي ورجاء بن دويسة تدربنا مع المدرب التونسي رياض أولمان الذي حققنا معه المركز الثالث.
وفي الختام، توجهت الحكمتان معالي وجمانة بالثناء التام على أحمد الشحومي الرئيس الفخري لناديي القرين ومالمو السويدي، الى جانب لجنة الحكام في اتحاد اليد بأعضائها وجميع من ساندهما في مشوارهما ولاسيما الإعلاميين وكل من شارك في تقديم الدعم للرياضة النسائية.