فهد الدوسري
حفلت الجولة الثامنة من الدوري الممتاز لكرة القدم بالإثارة والحماس، وشهدت نهوض القادسية من الكبوة التي تعرض لها في الجولة السابقة، وعزز الصدارة بفوز صعب على الصليبخات 2 ـ 1 رافعا رصيده الى 21 نقطة، وبالنتيجة ذاتها تخطى الكويت مضيفه النصر في مباراة صعبة على الطرفين، وكرر السالمية النتيجة نفسها وحقق فوزا مهما على مستضيفه العربي، بينما اكتسح كاظمة ضيفه التضامن 6 ـ 1 مسجلا أعلى فوز في الدوري هذا الموسم، ليمضي قدما نحو المنافسة بقوة على اللقب.
بمجموع 16 هدفا انتهت الجولة الثامنة (الاولى من القسم الثاني)، ومع الغزارة التهديفية التي شهدتها، فإن الصراع على درع الدوري في طريقه للاشتعال من جديد، ولاسيما في ظل إدراك الفرق ان فرص التعويض في طريقها للتضاؤل ولا مجال للتفريط في المزيد من النقاط.
القادسية حقق الأهم
القادسية حقق ما سعى له من رحلته الى الصليبخات، وعزز صدارته بفوز مهم وغال لانه جاء بعد الخسارة في المباراة الاخيرة امام كاظمة 1 ـ 2، كما زاد من أهمية الفوز ان الفرق الملاحقة له في ازدياد وتتربص كبوة جديدة له لتقلص الفارق. ومن شاهد المباراة لمس ان الأصفر لم يقدم المستوى المعهود منه، إلا ان أهمية اللقاء جعلت الفوز يطغى على كل السلبيات.
فالمدرب محمد إبراهيم عمد الى إشراك 3 لاعبين ارتكاز هم العاجي إبراهيما كيتا وطلال العامر وفهد الانصاري بمواجهة فريق عادي مثل الصليبخات، مما اضعف القوة الهجومية للاصفر، وكادت ان تضيع المباراة منه لولا إدراكه للخلل بإشراكه حمد العنزي مكان الأنصاري في الشوط الثاني.
وكان لغياب بدر المطوع الذي يخضع لتجربة في نادي ملقة الاسباني، والسوري فراس الخطيب لإصابته ومواطنه جهاد الحسين لإيقافه، أثر واضح على أداء الفريق. أما الصليبخات فقدم أداء رائعا أحرج به المتصدر، وكان قاب قوسين او أدنى من تحقيق مفاجأة من العيار الثقيل، عندما افتتح التسجيل وبهذه الهزيمة تجمد رصيده عند 3 نقاط.
كاظمة ضرب بقوة
واصل كاظمة تقديم عروضه المميزة فبعد إيقافه للمد الأصفر في الجولة الماضية، حقق فوزا كبيرا على التضامن ليخطف المركز الثاني بفارق الأهداف عن النصر بعد ان تساويا برصيد 14 نقطة لكل منهما، وينتظر مباراته المؤجلة مع الكويت اليوم آملا الانفراد بالوصافة.
وقدم البرتقالي درسا نموذجيا في استغلال الفرص واللعب الجماعي، وتنويع اللعب سواء الاختراق من العمق والأطراف، وإذا ما استمر الفريق في تقديم عروضه القوية، فانه سيكون مصدر قلق لمتصدر الدوري ولبقية الفرق.
التضامن لايزال يعيش حالة من فقدان التوازن والتوهان، ويتكبد الخسارة تلو الأخرى، فضلا عن الحالة الفنية التي يظهر عليها في مبارياته، وانعدام وجود خطط تكتيكية وغياب التناغم بين خطوطه المتباعدة والهشة، ، فالفريق استقبلت شباكه 17 هدفا، وهو رقم كبير علما ان هناك 13 مباراة متبقية.
بلغ الكويت النقطة الـ 13 بفوزه الصعب على النصر، وهو تبادل السيطرة على وسط الملعب مع مضيفه، ولم يفرض هيمنته بشكل مطلق، وتمكن من تحقيق الأهم بالفوز على فريق منافس وقوي، وقدم عروضا مميزة حتى الآن.
ويعاني الأبيض من سوء التغطية الدفاعية أحيانا التي كانت سببا في إدراك النصر هدف التعادل بعد دقيقه واحدة من افتتاح الكويت التسجيل. ويحتاج المدرب البرازيلي آرثر لإعادة تقييم أداء خط الدفاع لا تكرار أخطاء لاعبيه في المباريات الماضية.
النصر ظهر بمستوى اقل مما كان عليه في مبارياته السابقة، وقد يكون لعودة الابيض الى مستواه تدريجيا دور في تراجع أداء العنابي نسبيا على الرغم من ان النصر يستحق الاحترام والتقدير على ما قدمه حتى الآن من عروض مميزة جعلت الفرق الكبيرة تحسب له ألف حساب، ويحتاج الفريق الى فوز معنوي لتفادي الآثار الناتجة عن الخسارة امام الابيض.
السالمية عقلاني
عرف السالمية من أين تؤكل الكتف، وتعامل مع مضيفه العربي كما ينبغي، وحقق مراده بفوز مستحق، وأغلق المدرب البلجيكي وليام توماس منطقتي الوسط والدفاع، وشدد على لاعبيه بعدم التقدم إلا في حالات نادرة لدرجة انه لم تسنح للفريق أي فرصة في الـ 25 دقيقة الاولى.
ولعبت خبرة فرج لهيب دورا كبيرا في حسم اللقاء للسماوي، بعد ان استغل الخطأ الدفاعي لمحترف العربي السلو?يني روك وسجل هدف التقدم، وتمكن ايضا من صناعة الهدف الثاني لمشاري العازمي.
ولم يكن تراجع السماوي خوفا او تقهقرا بل كان التراجع المدروس الذي يعكس قدرة توماس على قراءة الفرق المنافسة فضلا عن الدور الكبير الذي قام به النيجيري ايمانويل ايزوكام لاعب العربي السابق، وتمركزه السليم الذي ساعده في قطع العديد من المحاولات العرباوية في منطقة الوسط وبناء هجمات مضادة. ورفع السماوي رصيده الى 12 نقطة في المركز الخامس بفارق نقطتين فقط عن كاظمة الوصيف.
العربي مازال يتخبط بنتائجه المخيبة ومني بخسارته الثانية، علما انه سجل فوزا يتيما على الصليبخات، ويحتاج الفريق الى وقفة جادة لإعادة إصلاح الاعوجاج الذي يعاني منه في الموسم الحالي.
وأمام السالمية فرض الأخضر سيطرته معظم فترات المباراة، وعابه كثرة التحضير في منطقة الوسط، واعتماده بشكل واضح على ضرورة توقيع محمد جراغ على كل الكرات الصادرة الى خط المقدمة. ولم يقدم السوري محمد زينو المستوى المنتظر منه في المباراة، ولعل تماسك دفاع السماوي كان له دور في انعدام فاعليته.
وتجمد رصيد الاخضر عند 8 نقاط قللت من حظوظه في المنافسة على درع الدوري، إلا اذا كان هناك شيء مخبأ سيظهره رجال العربي في الجولات المقبلة.
لقطات
- ـ سجل كاظمة اعلى نتيجة في الدوري الممتاز منذ انطلاقته هذا الموسم بفوزه الكاسح على التضامن 6-1.
-
ـ تابع مدرب كاظمة الروماني ايلي بلاتشي ومدرب الصليبخات ثامر عناد فريقيهما من المدرجات، بعد طرد الاول امام القادسية، وايقاف الثاني من لجنة المسابقات 6 مباريات.
-
ـ يحتل مهاجم القادسية السوري فراس الخطيب صدارة ترتيب الهدافين برصيد 5 اهداف، يليه البرازيلي باتريك فابيانو (النصر) والبرازيلي كاريكا (الكويت) وفهد الفهد (كاظمة) 4 اهداف، ثم خلف السلامة وبدر المطوع (القادسية) وبرونو هسيفي (الصليبخات) 3 اهداف.
-
ـ نلاحظ تذمر الجماهير من الحكام وعدم رضاهم عن الاداء، وخاصة في مباراتي العربي مع السالمية والقادسية مع الصليبخات.
-
ـ شهدت الجولة الثامنة حالة طرد واحدة كانت من نصيب مهاجم القادسية حمد العنزي امام الصليبخات بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية.